المفوض السامي يثني على التزام أوغندا باللاجئين
قال فيليبو غراندي في قمة التضامن مع أوغندا بأن الحاجة تدعو إلى بذل جهود أكبر لدعم البلدان المضيفة للاجئين ونشر السلام في جنوب السودان.
كمبالا، أوغندا- أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبو غراندي اليوم بالتزام أوغندا الدائم باستضافة اللاجئين ودعا إلى توفير دعم دولي أكبر للسياسات التقدمية للبلاد الهادفة إلى مساعدة النازحين قسراً.
وفي كلمته في قمة التضامن مع اللاجئين التي أُقيمت في العاصمة كمبالا، قال المفوض السامي بأن أوغندا تستمر في "إظهار التزام عميق بتمكين اللاجئين من الاعتماد على الذات والعيش بكرامة في المنفى."
والقمة من تنظيم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والرئيس الأوغندي يويري موسيفيني والمفوضية. وقد حضرها حوالي 500 موفد بينهم رؤساء دول وحكومات وأعضاء هيئات دبلوماسية وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة وعن مؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية.
ويتمثل هدف الاجتماع في الاعتراف بسخاء أوغندا في استضافة حوالي 1.3 مليون لاجئ وفي دعوة المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود.
ودعا الأمين العام المجتمع الدولي إلى مساعدة أوغندا في تحمل مسؤولية عدد كبير من اللاجئين في ظل حالة الطوارئ. وقال غوتيريس: "التضامن الدولي ليس فقط مسألة تضامن، بل مسألة عدالة."
في أوغندا، يحصل اللاجئون على قطع أرض ويُسمح لهم بالعمل وامتلاك المؤسسات والتنقل بحرية. ويتم أيضاً إدماجهم في الخدمات الحكومية مثل الرعاية الصحية والتعليم.
فرت اللاجئة الصومالية البالغة من العمر 17 عاماً، هينديو عبد القدير، إلى أوغندا منذ 10 أعوام. وقد أعطت شهادة قوية باللغة الإنكليزية حول الطريقة التي غيرت من خلالها سياسات البلاد حياتها وفتحت لها أبواب المستقبل.
قالت: "منحني التعليم الثقة للتكلم أمامكم اليوم بلغة تعلمتها في أوغندا. ولأنني متعلمة، فأنا لا أعرف عن نفسي على أنني مصابة بصدمة أو على أنني واجهت المصاعب وأنني أعاني، وهي صفات ترافق اللاجئين."
ولكن مع عبور أكثر من نصف مليون لاجئ من جنوب السودان إلى أوغندا العام الماضي، ووصول المزيد كل يوم، ترزح موارد البلاد تحت صغوط كبيرة.
"لسوء الحظ، فالضيافة في البلدان المضيفة لا تتماشى مع المساهمات المالية."
وقال غراندي ذاكراً أن النداء الإنساني الحالي للاجئين من جنوب السودان ممول بنسبة 16% فقط: "لسوء الحظ، فالضيافة في البلدان المضيفة لا تتماشى مع المساهمات المالية. وهذا النقص يظهر في مجالات أساسية مثل الغذاء والمأوى والتعليم."
وشدد غراندي أيضاً على أن القمة هي فرصة لتجشيع أوغندا والعالم على إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة أزمات اللاجئين. وكانت أوغندا أحد البلدان الأولى التي وقعت على إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين الذي صدر العام الماضي. التزمت الدول الأعضاء بتطوير استجابة أكثر شمولاً لمساعدة اللاجئين وشمل المنظمات الإنسانية ومنظمات التنمية والقطاع الخاص والبلدان المضيفة واللاجئين أنفسهم.
وقال المفوض السامي بأن الدعم لأوغندا التي حافظت على سياسة مدمِجة للاجئين ضروري "لإثبات بأن هذا النموذج قابل للنجاح." وقال بأن العالم يجب أن لا يعتبر سخاء أوغندا أمراً مفروغاً منه "بل دعمه وتعزيزه لكي يستمر."
وفي نهاية القمة تم التعهد بأكثر من 358 مليون دولار لدعم أوغندا.
ولكن المفوض السامي والأمين العام وجميع المتحدثين شددوا على أن أكثر ما يحتاج إليه اللاجئون هو السلام.
وقال غراندي: "أدعو جميع قادة جنوب السودان والدول في المنطقة والمجتمع الدولي ككل إلى الالتزام بجهود سلام أكثر شمولاً وحزماً. الرجال والنساء والأطفال الذين يعبرون إلى المنفى من جنوب السودان ودول أخرى اليوم لهم الحق في التمتع بالأمل بمستقبل أفضل-مستقبل يستطيعون فيه العودة إلى بلدانهم بسلامة وكرامة."