المفوضية تحذر من نقص حاد في تمويل الاستجابة في الموصل
مع احتدام القتال في غرب ثاني أكبر مدينة في العراق، تحتاج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشكل عاجل إلى 126 مليون دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الملحة للنازحين.
جنيف - قالت المفوضية اليوم بأنها بحاجة ملحة إلى تمويل بقيمة 126 مليون دولار أميركي بحلول نهاية العام، وذلك لتلبية الاحتياجات الملحة للأطفال والنساء والرجال الضعفاء النازحين بسبب القتال في الموصل - وأولئك العائدين إلى منازلهم المتضررة من الحرب.
وتقول السلطات العراقية بأن أكثر من ثلاثة أرباع مليون عراقي أرغموا على الفرار من الموصل، وهي ثاني أكبر مدن البلاد، منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر الماضي.
وأفاد المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف أن القتال العنيف مستمر وأن المفوضية تتوقع مزيداً من التحركات الكبيرة للناس من غرب المدينة حيث تتركز الاشتباكات حالياً.
وقال ماهيسيتش للصحفيين فى قصر الأمم: "إن نقص التمويل يهدد بتقويض استجابتنا الإنسانية في هذا الوقت الحرج والغالبية العظمى من النازحين داخلياً هم أسر لديها أطفال ورضّع – وهي مجموعات معرضة بشكل خاص وستكون الأكثر تضرراً من نقص المساعدات إذا تلاشى الدعم الدولي".
أقامت المفوضية حتى الآن 12 مخيماً دعماً للجهود الشاملة التي تبذلها السلطات العراقية لتوفير المأوى لحوالي 316,000 من العراقيين النازحين داخلياً في المناطق القريبة من الموصل.
"إن نقص التمويل يهدد بتقويض استجابتنا الإنسانية في هذا الوقت الحرج"
هناك حاجة لما يقارب نصف الأموال المطلوبة بشكل عاجل – أي 60 مليون دولار - لمساعدة أكثر من 100,000 أسرة عراقية نازحة حديثاً بملجأ طارئ في المخيمات ولتقديم المساعدة القانونية لاستبدال الوثائق المفقودة والضائعة وحماية الأطفال. وستستخدم الأموال أيضاً للمساعدة في مكافحة العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس وتزويد الأسر النازحة ببطانيات وفرش ومواد إغاثة أساسية أخرى.
وهناك حاجة إلى مبلغ إضافي قدره 24 مليون دولار أميركي لمساعدة ودعم الأسر العراقية العائدة إلى ديارها. ويقدر بأن يكون 125,000 من النازحين داخلياً قد عادوا إلى ديارهم، كثيرون منهم في شرق الموصل وعلى مشارف المدينة.
ويعيش معظم العائدين في مبانٍ متضررة ويحتاجون إلى المساعدة في مجال المأوى فضلاً عن الدعم النقدي. وفي مناطق العودة، ستقدم المفوضية والشركاء المساعدات المادية، بما في ذلك المآوي الطارئة ورزم المواد العازلة لمساعدة العائدين الذين يعيشون في مبان غير مكتملة، فضلاً عن خدمات الحماية الأساسية، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي واستبدال الوثائق الناقصة والمفقودة ورصد الحماية.
وأخيراً، هناك حاجة لمبلغ 42 مليون دولار أميركي لشراء مواد المأوى والمساعدات لفصل الشتاء القادم في الوقت المناسب. وللتعامل مع الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة، تعتزم المفوضية مساعدة 135,000 أسرة نازحة وعائدة من خلال مجموعة من مواد الشتاء الأساسية بما في ذلك البطانيات والوقود وصهاريج المياه ومواقد التدفئة.
ويشمل ذلك تقديم مساعدة نقدية لمرة واحدة تبلغ 150 دولاراً أمريكياً للأسرة الواحدة إلى 100,000 من السكان النازحين، فضلاً عن العائدين، لمساعدتهم على شراء الوقود خلال فصل الشتاء.
منذ عام 2014، عانى العراق من نزوح داخلي هائل. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ثلاثة ملايين عراقي ما زالوا نازحين داخلياً بينما يعيش ربع مليون لاجىء آخرين في الدول المجاورة.
وبلغ مجموع برامج الحماية والمساعدة التي تقدمها المفوضية في العراق 578 مليون دولار أميركي في عام 2017 وقد تم تمويل 21% منها حتى الآن وهو أمر يدعو إلى القلق بما أن العام أصبح في منتصفه.
يمكنك التبرع هنا.