قصة أسافا، لاجئة مالية في بوركينا فاسو
هيلين كو
كان ذلك في 4 يوليو/تموز من العام 2012. كنت متواجدة في بوركينا فاسو لتقديم تقارير للمفوضية عن اللاجئين الماليين. وتوجهت مع زملائي إلى مخيم دامبا عند الحدود مع مالي. كان يوجد هناك حوالي 4,000 لاجئ كانوا قد فروا من النزاع الذي نشأ بين الحكومة والمتمردين الطوارق في أوائل العام. كنت أتجول في المخيم؛ كان الطقس ينذر بأنه سيتغير إلا أنه لم يكن هناك أي داع للقلق. وفي خلال خمس دقائق، تغير الجو تماماً فأصبحت السماء بنية اللون، وبدأت الرياح تهب بشدة لنصبح في النهاية وسط عاصفة رملية كبيرة. وهرعت العائلات إلى أكواخها جامعةً معها الأوعية والثياب والأولاد قبل الدخول.
سارع زملائي إلى السيارة في انتظار هدوء العاصفة. حاولت البقاء خارجاً فقد كنت أريد أن أوثّق الظروف الصعبة التي يتعين على اللاجئين مواجهتها في بعض الأحيان. في البدء، كان الأمر فظيعاً إذ كان الرمل يدخل في عينيّ وأذنيّ وفمي وأنا أحاول حماية معدات الكاميرا الخاصة بي. فكرت في هؤلاء اللاجئين الذين غالباً ما يتعرضون لمثل هذه الظروف القاسية. كنت على وشك التوقف عن التقاط الصور والبحث عن مأوى في كوخ عندما رأيت هذه الفتاة الصغيرة تقف أمامي ثابتةً وسط غضب العاصفة. لقد تأثرت بضعفها وفي الوقت نفسه بالسلام والقوة اللذين كانا ينبعثان منها وسط حالة الاضطراب هذه. لم تبد قلقة على الإطلاق؛ كانت لحظة فريدة وشعرت بأن الوقت قد طال. وربما كنت متواجدة في المكان منذ بضع دقائق فقط إلا أنني شعرت بأن اللحظة طويلة وفريدة جداً. هدأت العاصفة وبعدها اختفت الفتاة. علمت لاحقاً بأن اسمها كان أسافا وبأنها في السادسة من العمر. كان والدها قد توفي منذ أربعة أعوام بسبب المرض وعاشت في المخيم مع والدتها وأختها الكبرى وإخوتها الصغار. كانوا قد غادروا قريتهم في منطقة غوسي شمالي مالي حالما نشأ النزاع فمشوا ثلاثة أيام ليصلوا إلى الحدود. كذلك، تعين عليهم بيع بعض الماعز ليدفعوا للسائق أجرة نقلهم إلى بوركينا فاسو. أنا أحيي غريزة البقاء التي تتحلى بها والدة أسافا “عيشتو” التي تسعى إلى حماية أولادها الذين هم أغلى شيء في حياتها وأخذهم فوراً إلى مكان أكثر أماناً.