المفوضية تدعو إلى اعتماد رؤية أوروبية جديدة تجاه اللاجئين
المفوض السامي فيليبو غراندي يحث على إجراء إصلاح واسع النطاق لنظام اللجوء الأوروبي.
بروكسيل، بلجيكا- أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم أن مشاهد الفوضى عند الحدود العام الماضي أدت إلى فقدان العامة الثقة في قدرة الحكومات على إدارة التحديات الناجمة عن اللاجئين وصبت في مصلحة الأشخاص الذين كانوا يريدون الاستفادة من الفارين للنجاة بحياتهم.
وبعد تقديم ورقة إلى الاتحاد الأوروبي يدعو فيها إلى إصلاح واسع النطاق للالتزام العالمي لأوروبا تجاه اللاجئين، بما في ذلك نظام اللجوء الأوروبي، قال فيليبو غراندي بأن أوروبا فشلت في عام 2015 في تنفيذ استجابة جماعية ومنظمة للتحديات الناجمة عن وصول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر.
وقال غراندي الذي أصبح المفوض السامي في عام 2016: "تسبب ذلك في مشاهد من الفوضى عند الحدود أدت إلى فقدان العامة الثقة في قدرة الحكومات على الوضع وصبت في مصلحة الأشخاص الذين كانوا يريدون الاستفادة من اللاجئين."
وقال بأنه كان المهم مواجهة هذا الوضع من خلال بذل جهود جماعية: "من المهم أن تظهر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من خلال العمل الجماعي، أن أوروبا قادرة على إدارة تحركات اللاجئين بطريقة فعالة ومنظمة، والمساعدة في جعل تدفقات اللاجئين مستقرة على المدى الطويل من خلال العمل الخارجي الاستراتيجي- مع الاستمرار في الوقت نفسه بالترحيب باللاجئين في أوروبا.
في ورقة اليوم، دعت المفوضية أوروبا إلى تقديم المزيد من الدعم الاستراتيجي والهادف إلى بلدان المنشأ واللجوء ونقل اللاجئين ومراجعة تحضيراتها الاحترازية للاستجابة لوصول أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين ووضع نظام لجوء أفضل من حيث الفعالية والإدارة.
ودعت المفوضية أيضاً الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى زيادة إدماج اللاجئين بما في ذلك توفير السكن والعمل والتدريب على اللغات. تحمل الورقة عنوان "حماية اللاجئين بشكل أفضل في الاتحاد الأوروبي والعالم"، وهي تنص أيضاً على رؤية عملية تشرح كيف يمكن تحقيق ذلك في الاتحاد الأوروبي وفي العالم على حد سواء.
تشمل الاقتراحات الأساسية المقدمة اتخاذ التدابير الهادفة لمعالجة أسباب فرار اللاجئين وتنقلهم، وزيادة السبل الآمنة لانتقال اللاجئين إلى أوروبا، ووضع نظام لجوء مبسط لتحديد اللاجئين وتسجيلهم وتنظيمهم بسرعة وفعالية من شأنه أن يعيد ثقة العامة بالحكومات.
المفوض السامي فيليبو غراندي يعرض سياسة لحماية اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بشكل أفضل. ©UNHCR/Natalie Hill
وشرح غراندي قائلاً: "حان الوقت الآن لاعتماد رؤية جديدة لالتزام أوروبا تجاه أزمة اللاجئين العالمية. ويجب أن يستند ذلك إلى تاريخها في مجال التسامح والانفتاح مركزاً على مبادئ الحماية مع تبني منهجية عملية. أظهر التاريخ أن أوروبا أقوى عندما تواجه التحديات معاً؛ وأنا واثق من أن هذا الأمر ممكن اليوم."
استناداً إلى عناصر نظام اللجوء الأوروبي المشترك القائم وبعض الإصلاحات المقترحة من قبل المفوضية الأوروبية، ستؤدي اقتراحات المفوضية إلى وضع نظام لجوء مبسط يتيح الوصول إلى الأراضي والتسجيل واستقبال الوافدين الجدد بشكل ملائم وتحمل بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مسؤولية تجاه طالبي اللجوء وضمان أن تكون الدول الأعضاء جاهزة للقيام بهذه المهام.
تضمن الإصلاحات التي اقترحتها المفوضية حق اللجوء وتعزز الفحص الأمني وتسهل إدارة التحركات السكانية بفعالية كما أنها يمكن أن تحد من التكاليف.
وتشمل الاقتراحات وضع نظام تسجيل أوروبي مشترك واتخاذ إجراءات مبسطة وسريعة لتحديد صفة اللجوء وإيلاء الأولوية للم شمل العائلات واعتماد نهج مشترك تجاه الأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم وتحديد آلية توزيع للدول الأعضاء التي تستقبل أعداداً هائلة من الوافدين واتباع نظام فعال للأفراد العائدين إلى بلدانهم المنشأ الذين هم ليسوا بحاجة إلى الحماية.