الجوع والعنف يدفعان السكان إلى الفرار من غرب الموصل

وفقاً للعراقيين النازحين الذين وصلوا في التدفق الأخير، فقد أجبرهم نقص الغذاء والقتال العنيف في غرب المدينة على المخاطرة بكل شيء والسعي إلى إيجاد الأمان.

 

عائلة عراقية فرت من غرب الموصل تقيم في خيمتها الجديدة في مخيم حسن شام U3 في شرق الموصل.  © UNHCR/Caroline Gluck

حسن شام، العراق- بالنسبة لعادل، البالغ من العمر 34 عاماً، فإنه يصف فرار عائلته مؤخراً من غرب الموصل بقوله: "كنا نتضور جوعاً طيلة شهر، ولم يتناول أطفالنا سوى المياه والطحين، وفي بعض الأحيان كنا نستطيع تحسين نظامنا الغذائي مع القليل من معجون الطماطم. فإما أن نبقى ونموت أو نفر ونواجه خطر الموت. وكان الجوع السبب الرئيسي لمغادرتنا".  

فر عادل مع زوجته سندس وأطفالهما الستة من منزلهم في منطقة تل الرمان في ثاني أكبر مدينة في العراق منذ أربع ليالٍ. غادر الزوجان المنزل خلال الليل تحت الأمطار الغزيرة، حاملين الأطفال الصغار وسارا لأكثر من ساعة للوصول إلى قوات الأمن العراقية والأمان.

وقال: "اخترنا المغادرة عند الواحدة صباحاً لأن المقاتلين يستريحون في هذا الوقت؛ وتسير القليل من دوريات الحرس. وعندما غادرنا، سمعنا صراخاً وإطلاق نار. أدركت أنه تم الإمساك ببعض العائلات، لكنني لم أنظر إلى الوراء على الإطلاق".

"لو بقينا لكنا سنتضور جوعاً حتى الموت أو سنُقتل بالقذائف".

بعد الوصول إلى بر الأمان، تم اصطحاب العائلة إلى مخيم حسن شام U3 الذي تديره المفوضية والواقع على بعد 40 كلم شرق الموصل. وهنا، حصل أفراد العائلة على خيمة وفرش وبطانيات وجلسوا لتناول أول وجبة ملائمة منذ شهور.

وقال عادل: "عندما وصلنا إلى هنا شعر الأطفال بسعادة كبيرة لتوفر هذه الكمية من الطعام حتى أنني قلت لابني الصغير: "تمهّل؛ ستشعر بألم في المعدة". الليلة الماضية، طهونا كعائلة لأول مرة. وتناولنا اللحوم المعلبة؛ فقد مر أكثر من ستة أشهر منذ أن تناولنا اللحم للمرة الأخيرة".

وحالياً، هناك 211,572 عراقياً نازحاً جراء القتال في الموصل، وقد انضم إليهم أكثر من 50,000 منذ بدء العمليات الأخيرة في غرب الموصل التي أطلقت في 19 فبراير.

الواصلون الجدد هم بحالة يائسة وتبدو الصدمة ظاهرة عليهم وهم يشعرون بالجوع ويعانون من الجفاف. وقد وصل الكثيرون دون أحذية ويرتدون ملابس مبللة بعد أن اضطروا للسير مسافات طويلة للوصول إلى بر الأمان عند نقاط التفتيش الحكومية.

 ويتم حالياً إيواء أكثر من 195,000 نازح في 21 مخيماً بنته الوكالات التابعة للأمم المتحدة والحكومة في أرجاء الموصل. ولكن نظراً لأن المخيمات القائمة مكتظة أو شبه ممتلئة، تعمل المفوضية لفتح مخيمات جديدة لاستيعاب وتيرة النزوح المرتفعة التي تسبب بها الهجوم العسكري الأخير.

"عندما وصلنا إلى هنا شعر الأطفال بسعادة كبيرة لتوفر هذه الكمية من الطعام".

استقبل مخيم جاماكور الذي افتتحته المفوضية مؤخراً في شرق الموصل أول 200 مقيم يوم الإثنين. ومن المتوقع تدفق المزيد من الواصلين يوم الثلاثاء وطيلة الأسبوع. والمخيم جاهز ليستقبل فوراً 6,600 شخص. وتعمل المفوضية حالياً على بناء مخيمين إضافيين بالقرب من الموصل (حسن شام U2  في الشرق وحمام العليل 2 في الجنوب)، لاستيعاب 39,000 شخص آخرين.

شهاب، وهو بستاني سابق في بلدية الموصل يبلغ من العمر 39 عاماً من تل الرمان أيضاً، وصل إلى حسن شام يوم الأحد ووصف كيف عبر مع عائلته المؤلفة من ستة أفراد وادٍ مليء بالمياه خلال الليل لتجنب المجموعات المسلحة والوصول إلى الأمان. فقد أطفاله الأربعة أحذيتهم أثناء الفرار ووصلوا إلى المخيم حفاة.

وقال: "غادرنا كمجموعة. اعتبرنا أن إيقافنا أو السيطرة علينا سيكون أصعب. كان ذلك مخاطرة كبيرة ولكن لو بقينا لتضورنا جوعاً حتى الموت أو قتلنا بالقذائف ولو غادرنا فقد نتعرض للقتل. لكن في النهاية، كان نقص الغذاء هو ما أجبرنا على المغادرة".