المفوضية تحذر من تدهور الوضع في الموصل مع تصاعد حدة القتال
يُعتقد بأن يكون هناك حوالي 400,000 شخص عالقين في المدينة القديمة ويفتقرون إلى الطعام والمياه النظيفة والوقود للحفاظ على دفئهم.
جنيف- من المرجح أن تزداد أزمة النزوح في الموصل حدةً في المدى القريب مع تزايد حدة القتال في الأقسام الغربية المكتظة من المدينة، وذلك وفقاً لممثل المفوضية في العراق، برونو جيدو.
وقال جيدو في اتصال مع الصحفيين يوم الخميس (23 مارس) بأنه يُعتقد أن يكون هناك ما يقدر بـ 400,000 شخص يعيشون في المدينة القديمة في غرب الموصل، وحوالي 600,000 شخص في أحياء الجهة الغربية من نهر دجلة. وأضاف أن المنطقة تقع عند خطوط جبهة متجددة من القتال تقودها القوات العراقية على المتطرفين المتغلغلين فيها، مشيراً إلى أن القتال كان أكثر حدة من المعركة في شرق المدينة الأقل اكتظاظاً والتي انتهت في يناير.
"الناس عالقون بين المطرقة والسندان وهم معرضون للقصف والتفجير."
وقال جيدو: "سيسوء الوضع؛ إذ أن الـ 400,000 شخص العالقون في المدينة القديمة في حالة من الذعر والحرمان قد يشكلون موجدة جديدة وكبيرة من النازحين."
وكان جيدو يتكلم عبر الهاتف من مركز العبور والاستقبال في حمام العليل الذي يبعد حوالي 25 كلم جنوب المدينة. وقد سلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص الذين لا يزالون في الموصل والذين قد يقعون ضحايا للصراع ويتعين عليهم العيش في ظل نقص الطعام والمياه النظيفة والوقود للتدفئة مع تراجع درجات الحرارة خلال الليل.
وفي الوقت نفسه، سيتعرضون لمخاطر كبيرة في حال حاولوا الفرار. فالأشخاص الذين يغادرون منازلهم يواجهون خطر الإصابة برصاص المتطرفين. حاول البعض المغادرة خلال وقت الصلاة أو تحت غطاء الضباب ولكن البعض لم يتمكنوا من الوصول إلى بر الأمان.
وأضاف جيدو: "الناس عالقون بين المطرقة والسندان وهم معرضون للقصف والتفجير."
تملك المفوضية 13 مخيماً مفتوحاً أو قيد الإنشاء قادرة على استضافة حتى 145,000 شخص. ويحتوي حمام العليل حالياً على موقع فحص وعبور ومخيم بنته الحكومة. وقد أنهت المفوضية تقريباً مخيماً ثانياً لإيواء 30,000 شخص. ومن المتوقع أن يُفتح القسم الأول من المخيم أبوابه في الأسبوع المقبل، وتبلغ قدرته الاستيعابية 10,000 شخص.
ارتفع عدد الأشخاص الذين ينتقلون إلى حمام العليل في الأيام الأخيرة مع وصول حوالي 8,000-12,000 شخص يومياً. وسيبدأ العمل قريباً في مخيم آخر للمفوضية وهو مخيم السالمية 2، جنوب شرق الموصول، والذي يتوقع أن تبلغ قدرته الاستيعابية 60,000 شخص.
"تحرير الموصل ضروري ولكنه غير كافٍ. ويجب علينا أيضاً أن نحرص على حماية المدنيين وعلى الاستجابة الإنسانية."
بشكل عام، نزح 340,000 شخص بسبب القتال الذي بدأ في أكتوبر في الموصل. ومن بين هؤلاء، عاد حوالي 72,000 شخص إلى بيوتهم وبشكل خاص إلى الأقسام الشرقية من ثاني مدينة عراقية والقرى المجاورة. ولكن عملية العودة إلى الشرق لم تكن سهلة على الدوام مع رجوع بعض العائدين إلى المخيمات وسط مخاوف حول الوضع الأمني ونقص المرافق الأساسية.
وسلط جيدو الضوء على الأشخاص الذين غادروا غرب الموصل مؤخراً بحثاً عن المأوى خارج المخيمات، من خلال الانتقال للعيش مع الأقارب والأصدقاء أو في مبانٍ غير مكتملة في مناطق في جنوب أو شرق نينوى.
وقد ساعدت المفوضية وشركاؤها المقيمين خارج المخيمات من خلال فرق الحماية والتوزيع المتنقلة. ووزعت المفوضية 33,309 حزم من مواد الإغاثة الأساسية التي تضم مواد ضرورية مثل المواقد والأدوات المطبخية والأوعية لأكثر من 120,000 شخص خارج المخيمات وحوالي 320,000 شخص في المجموع.
وشدد جيدو على أن حماية المدنيين يجب أن تعطى الأولوية وأنه يتعين على جميع الأطراف أن تضمن السماح للمدنيين بمغادرة مناطق الصراع والوصول إلى المناطق الآمنة. كذلك، فقد قال بأنه يجب أن لا يتم إجبار المدنيين على العودة إلى المناطق غير الآمنة.
وأضاف جيدو قائلاً: "تحرير الموصل ضروري ولكنه غير كافٍ. ويجب علينا أيضاً أن نحرص على حماية المدنيين وعلى الاستجابة الإنسانية."