مع احتدام حرب الشوارع في الموصل، السكان يفرون بحثاً عن الأمان

منذ بدء العملية في غرب الموصل الشهر الماضي، فرّ أكثر من 100,000 شخص، بينهم 32,000 في الأسبوع الماضي وحده.

 

أطفال عراقيون نازحون ينقلون المساعدات التي تسلموها إلى مآوي عائلاتها في مخيم حسن شام في العراق، أوكتوبر 2016.  © UNHCR/Ivor Prickett

حسن شام، العراق – عند الخروج خلسة من غرب الموصل تحت غطاء الظلام، جرحت صفاء قدمها بشريط شائك وضعه المتطرفون على جانب الطريق لثقب إطارات المركبات التي تحاول الوصول إلى المدينة العراقية الثانية الواقعة تحت الحصار.

تذكرت قائلةً: "فيما كنا نقترب من ما كنا نظن بأنه منطقة آمنة، رأينا أضواء وسمعنا أشخاصاً ينادوننا للاقتراب، مدعين بأنهم من الجيش. غير أنهم كانوا متطرفين يتظاهرون بأنهم لطفاء. أرديا طفلين وامرأة. وفي وقت لاحق، دفنهم أشخاص من مجموعتنا حيث سقطوا".
هي وزوجها علاء البالغ من العمر 35 والذي يعمل كسائق أجرة، هما من بين الآلاف من سكان غرب الموصل المدمر الذين أفلتوا من رصاص المتطرفين وأشرطتهم الشائكة بينما فروا من المعارك في ثاني أكبر المدن العراقية.

"أرديا طفلين وامرأة. وفي وقت لاحق، دفنهم أشخاص من مجموعتنا حيث سقطوا"

وصل علاء مع صفاء وأطفالهما الأربعة إلى برّ الأمان في مخيم حسن شام يوم الثلاثاء الماضي.

وقد نزح حوالي 255,000 شخص من الموصل والمناطق المحيطة منذ بدء العملية في أكتوبر، إلى جانب أكثر من 100,000 منذ بدء الحملة العسكرية في غرب الموصل في 19 فبراير. وشهد الأسبوع الماضي أعلى مستوى من النزوح، مع فرار 32,000 شخص بين 12 و15 مارس فقط.

ومع استمرار النزوح من غرب الموصل دون انقطاع، تفتح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مخيمين جديدين وتطلب من المانحين تمويلاً إضافياً للمساعدة في حماية وإيواء أولئك الذين أجبروا على الفرار كما تطلب من المانحين الحصول على تمويل إضافي بقيمة 37 مليون دولار لدعم الذين يُجبرون على الفرار.

إن مخيم حسن شام U2  الجديد في شرق الموصل جاهز لإيواء 3,000 شخص في الأيام المقبلة وسيجري توسيعه ليصبح قادراً على استقبال 9,000 شخص. وفي الوقت نفسه، سيكون مخيم حمام العليل 2 الذي يقع على مسافة 25 كلم جنوب الموصل جاهزاً لاستقبال 6,600 شخص يوم الاثنين، ليصبح قادراً على استقبال 30,000 عند انتهائه، بحسب ما قاله المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقد فى جنيف يوم الجمعة الماضي (17 مارس).

وقال بالوش: "تواصل المفوضية مناشدة قوات الأمن والسلطات العراقية لنقل النازحين الجدد من غرب الموصل إلى مخيمات في شرق وشمال المدينة حيث يكون ذلك ممكناً. ونحن نتوقع أن يتم نقل النازحين داخلياً إلى المخيمات في الشمال هذا الأسبوع".

وكان من بين الذين وصلوا إلى حسن شام وبر الأمان في الأيام الأخيرة، عادل، وهو أب لخمسة أطفال وزوجته هيام، اللذين فرا من منزلهما العائلي في حي الشهداء بعد أن استولى عليه المتطرفون الذين يستعدون لمقاتلة القوات الحكومية المتقدمة.

"لا نخطط للعودة الآن، فقد تكون بلدتنا محررة ولكنها قد لا تكون آمنة بعد".

وقال عادل البالغ من العمر 47 عاماً، والذي أخذ أسرته إلى نابلس القريبة، حيث قضوا خمسة أيام قبل أن يفروا ليلاً لتجنب المتطرفين، ليصلوا أخيراً إلى حسن شام: "تلقينا أمراً بمغادرة منزلنا، فقد أرادوا استخدامه للقناصة على السطح".

قالت هيام: "نحن مرتاحون جداً بوصولنا إلى المخيم. لا نخطط للعودة الآن، فقد تكون بلدتنا محررة ولكنها قد لا تكون آمنة بعد. لا يزال أبي وأخي هناك ونحن نرغب في العودة. اتصلنا بهما منذ أربعة أيام، ونأمل أن يكونا بخير ".

وفي الوقت نفسه، يشعر علاء وصفاء وابناهما – اللذان كانا يعانيان الجفاف والقيء والإسهال عندما وصلا إلى حسن شام – بالفرح لأنهم بأمان.

وقال: "نحن سعداء بوجودنا هنا. ليس لدينا أي فكرة عما إذا كان منزلنا لا يزال قائماً. سوف ننتظر حتى نسمع ما إذا كان من الآمن العودة إلى الديار ومتى سيكون ذلك ممكناً".