مخاوف من وفاة 20 شخصاً غرقاً في عرض البحر المتوسط

تمكن رجال الإنقاذ من انتشال 500 رجل وامرأة وطفل بعد غرق أربعة زوارق مطاطية في آخر حادث مأساوي تشهده مياه البحر الهائج بين ليبيا وإيطاليا.

فريق من المنظمة غير الحكومية، محطة إغاثة المهاجرين على السواحل (MOAS)، ينقل مجموعة من الأشخاص الذين تم انتشالهم من البحر الأبيض المتوسط إلى سفينة الإنقاذ "فينكس"، نوفمبر 2016.  ©  UNHCR/Giuseppe Carotenuto

تراباني، إيطاليا – ما إن بدأت المياه تتسرب إلى داخل الزورق المطاطي الذي يحمل على متنه رجالاً ونساءً وأطفالاً، في مياه البحر الهائج قبالة سواحل صقلية، حتى رمى البعض أنفسهم في المياه مذعورين في محاولة لإنقاذ حياتهم.

وقال أحد الناجين الشباب من مالي: "كان الأمر مروعاً، فقد رأينا الناس ينجرفون ببطء في المياه." وأضاف شاب آخر من مالي: "وصلت لحظة اختفى فيها الأشخاص ولم نعد نرى إلا سترات الإنقاذ." 

وكان الاثنان من بين 500 شخص انتشلهم المنقذون من البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي بعد أن عبروا طريقاً يزداد خطورة نظراً إلى وجود المهربين الذين يستفيدون من يأس اللاجئين والمهاجرين. 

وتشير التقارير الصادرة عن فرق الإنقاذ البحري بين إيطاليا وليبيا إلى وجود حوالي 20 رجلاً وامرأة وطفلاً مفقوداً يُخشى أن يكونوا لقوا حتفهم. ووفقاً للمعلومات التي جمعتها المفوضية في إيطاليا، فقد أُنقذ الناجون من أربعة زوارق مطاطية يوم الأحد من قبل منظمة سي-آي غير الربحية وسفينة تجارية معروفة بأوهايو.

"يجب وضع إنقاذ الأوراح على رأس قائمة الأولويات"

ومن بين الـ20 الذين يُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم، قيل بأن بعضهم توفي خلال عملية تدافع من قبل أشخاص آخرين في ظل حالة الذعر على متن القوارب، بينما غرق الآخرون في البحر. ومن بين الضحايا، طفل وعدة نساء وبعض الرجال - معظمهم من نيجيريا وكوت ديفوار وبنغلاديش. وتم انتشال سبع جثث ونقلها مع الناجين إلى تراباني.

وأخبر أحد الناجين السودانيين موظفي المفوضية بعد الإنزال في ميناء تراباني في صقلية: "بقي أفراد فريق سي-آي معنا طوال اليوم وكانوا يرددون دوماً: "ابقوا متحدين، المساعدة في طريقها إليكم.""

 

ومع هذا الحادث الأخير، يقدر بأن يكون عدد الأشخاص المفقودين أو الذين لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط، قد بلغ  1,364 على الأقل. وخلال الأسابيع القليلة الماضية وحدها، لقي أكثر من 95 شخصاً حتفهم.

وتكرر المفوضية دعوتها إلى إيجاد بدائل موثوقة لطرق العبور الخطيرة هذه للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية، بما في ذلك تأمين سبل سهلة وآمنة للوصول إلى أوروبا مثل لم شمل الأسر وإعادة التوطين والكفالة الخاصة.

 

وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيدلر للصحفيين في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف يوم الثلاثاء (16 مايو): "يجب وضع إنقاذ الأرواح في رأس قائمة الأولويات. ومع استمرار التقارير المروعة عن إساءة المعاملة من قبل المهربين، تدعو الحاجة إلى اتخاذ إجراءات قبل وقوع الناس في أيدي المهربين وتعرضهم لإساءات مروعة وقبل صعودهم على متن قوارب غير آمنة لعبور البحر الأبيض المتوسط." 

وقال سبيندلر بأن الاستجابة تحتاج إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى حل الصراعات ولا سيما في إفريقيا؛ وإلى الاستفادة بشكل أفضل من الموارد التنموية.