الأطفال
© UNHCR/Catianne Tijerina
"في أحد الأيام وبينما كنت في المدرسة، سمعت أصواتاً تنذر بالحرب، أصوات البنادق والقصف. أتى الجنود وراحوا يقاتلون الطلاب واختبأت في المكان لمدّة ثلاثة أيام. أتى والدَايْ واصطحباني وذهبنا إلى المنزل حيث بقينا لمدّة يومَيْن. عاد الهدوء ولم نكن نعتقد أنّ الأمور ستتعقّد من جديد، ولكن، عندما اندلع القتال مجدداً، لم يكن لدينا الوقت للتفكير في أخذ ملابسنا حتى".
فرّت نيابوث البالغة من العمر تسعة أعوام مع شقيقتها التوأم من منزلهما في جنوب السودان بعد أن شهدتا عمليات قتل جماعي. وعلى الرغم من أن الفتاتين عثرتا على الأمان في مخيم بوغنيدو للاجئين في إثيوبيا، فلا يمكنهما أبداً أن تنسيا حتى الأمور البسيطة التي تركتاها.
يشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين في العالم. وسيقضي الكثيرون منهم طفولتهم بأكملها بعيداً عن منازلهم وحتى عن عائلاتهم أحياناً. ومن الممكن أن يكونوا قد شهدوا أو تعرّضوا لأعمال عنف، وقد يتعرضون في المنفى لخطر سوء المعاملة أو الإهمال أو العنف أو الاستغلال أو الاتّجار أو التجنيد العسكري.
ولكنّ الأطفال يتمتّعون بقدرة هائلة على الصمود. فمن خلال التعلّم واللعب واستكشاف مهاراتهم، يمكنهم العثور على طرق تمكّنهم من التأقلم مع الوضع مستمدين القوة من عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وتعمل المفوضية مع السلطات الوطنية والمنظمات الدولية والمحلية الأخرى لمساعدة الأطفال النازحين وحمايتهم وإيجاد الحلول لهم كما تحرص على رعاية الأشخاص غير المصحوبين أو المفصولين عن ذويهم وضمان حصولهم على خدمات تعقّب الأسر ولمّ شملها، وعلى تسجيل المواليد الجدد عند الولادة ودعم الأطفال المعوقين. ومن خلال أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم، نساعد الأطفال على إعادة بناء حياتهم.