قصة سعيد، باكستان
أتى سعيد، البالغ من العمر 44 عاماً، إلى باكستان في العام 1991 للدراسة ولكنه لم يتمكن من العودة إلى رواندا بسبب الإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994 وتسجل كلاجئ لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كان اثنان من أشقاء سعيد وعدد كبير من أقربائه من بين آلاف القتلى في حرب رواندا. يقول سعيد: “لقد فقدت كل اتصال مع عائلتي. لم يكن لدي أدنى فكرة عما إذا قتلوا أو لا يزالون على قيد الحياة قبل بداية العام 2012 حين تمكنت أخيراً من الاتصال بعائلتي بفضل موظف في وزارة الخارجية برواندا والذي كان في زيارة رسمية إلى باكستان.”
كان منزل العائلة لسنوات طوال عبارة عن غرفة مظلمة شديدة الرطوبة في حي فقير في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. تقول عليا بصوت عذب: “لم تمض ليلة لم أحلم فيها بالعودة إلى الوطن.”
كانت عليا، وهي أيضاً رواندية الأصل، تدرس في الجامعة نفسها مع سعيد. تزوجا في العام 2003 وأنشآ عائلتهما. يقول سعيد: “عندما قابلت عليا، شعرت بأنها تكملني. كانت كالنسمة العذبة التي أتت إلى حياتي بعدما أمضيت كل تلك السنوات وحيداً في باكستان.”
وبعد مضي 21 سنة شاقة في المنفى، عادا إلى رواندا والفرحة تملأ قلبهما بعد ان استعاد الاتصال بعائلته واكتشف أن والديه على قيد الحياة ويتوقان إلى رؤيته.
رواندا أرض غريبة بالنسبة إلى ولدي الزوج وابنتيهما الذين ولدوا وتربوا في باكستان. يقول سعيد: “لقد رأوا إفريقيا على قناة “ناشيونال جيوغرافيك” ويسألوني كل أنواع الأسئلة المضحكة”. تقول عليا ضاحكةً: “تسألني بلقيس (الفتاة ذات التسع سنوات) هل يوجد خبز الروتي والبريناني في رواندا؟ هل سنضطر إلى تناول العناكب نحن أيضاً؟”
تقول عليا: “بمجرد أن تطا قدماي أرض رواندا، لن أتذكر الماضي ولن أذكر أو أفكر في كل تلك السنوات الصعبة التي عشناها.” ويضيف سعيد قائلاً: “أريد أن يكبر أولادي في وطنهم، أريد أن أمنحهم مستقبلاً أفضل”.
تشمل خطط سعيد كتابة مذكراته عن حياته كلاجئ في باكستان: ” أريد أن أخبر العالم أجمع عن مدى كرم الشعب الباكستاني ولطفه. أريد أن أعبر عن تقديري لهم من خلال مذكراتي؛ أنا أنوي الكتابة قريباً، إن شاء اللّه.”