مدارس مبتكرة تعرّف اللاجئين الصوماليين بعالمٍ جديد
الطلاب في 13 مركزاً مجهزاً بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومزوداً بأنظمة الطاقة الشمسية يستخدمون الحواسيب اللوحية المتصلة بشكبة الإنترنت لمساعدتهم على التعلّم والدراسة. ويستعمل المعلّمون الألواح البيضاء التفاعلية كأداة مساعدة أساسية في التدريس.
داداب، كينيا، 4 فبراير/شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - تتوجه ثلاثون زوجاً من العيون إلى الشاشة البيضاء الكبيرة وتنساب الأصابع على شاشات الحواسيب اللوحية الجديدة. إنهم تلاميذ أحد صفوف مدرسة نسيب الثانوية في مخيم داداب للاجئين في شمال شرق كينيا، يستمتعون بدرس في مادّة التاريخ عن البرتغاليين في إفريقيا.
أمضى غالبية هؤلاء التلاميذ كامل حياتهم في مخيمات داداب القاحلة ولم يزوروا حتى مدينة غاريسا الكينية وهي الأقرب إليهم حيث تقع على بعد ساعتين. ولكنّهم اليوم يسافرون إلى جميع أنحاء إفريقيا وإلى الماضي بواسطة الإنترنت.
نسيب هي إحدى المدارس أو مراكز التدريب المهني الثلاثة عشر في داداب، التي تمّ وصلها بشبكة الإنترنت في إطار برنامج تعليمي أطلقته المفوضية ومجموعة فودافون البريطانية للاتصالات في العام الماضي.
ويستخدم الطلاب في مراكز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الـثلاثة عشر هذه، المعروفة باسم "المدارس الملحقة بالشبكة الفورية" والمزودة بأنظمة الطاقة الشمسية، الحواسيب اللوحية الموصولة بشبكة الإنترنت لمعرفة الاتجاهات والدراسة والقيام بالبحوث في حين يستخدم معلّموهم الألواح البيضاء التفاعلية كأدوات مساعدة أساسية في التدريس.
وتوفر سفاريكوم، وهي الشركة التابعة لفودافون في كينيا، الاتصال بشبكة الإنترنت في حين تبرّعت شركة معدّات الاتصالات هواوي بـ235 حاسوباً لوحياً للمدارس الابتدائية الست والمدارس الثانوية الثلاث ومراكز التدريب المهني الأربعة التي تشارك جميعها في البرنامج.
ويقول عبدي الذي فرّ من الصومال في العام 1992 وهو حالياً طالب في مدرسة نسيب الثانوية: "كانت الصفوف من قبل نظرية، ولكنّها أصبحت تطبيقية الآن. نستطيع رؤية الصور ومشاهدة الأفلام الوثائقية ونستطيع أن نتعلّم بصورة أفضل".
هناك 180,000 طفل تقريباً في مخيمات داداب الخمسة للاجئين ممن هم في سن الدراسة (بين 3 و17 عاماً)، أي ما يعادل نصف عدد سكان المخيمات. ولم يلتحق بالمدارس سوى 50 في المئة منهم تقريباً. ولكنّ المفوضية تسعى باستمرار إلى تحسين جودة التعليم في المخيمات وإلى إقناع المزيد من الأطفال بالالتحاق.
يشكّل برنامج المدارس الملحقة بالشبكة الفورية جزءاً من هذه العملية. خضع المعلّمون في داداب للتدريب على مجموعة من البرامج التعليمية القائمة على استعمال الحاسوب اللوحي، الأمر الذي يسمح لهم بتوفير تعليم أفضل لتلاميذهم.
يقول ليونارد زولو، كبير منسّقي الحماية لدى المفوضية في داداب: "الحصول على التعليم الجيد هو أحد الأشياء التي يخسرها الناس لدى الفرار من منازلهم. ويعتبر استعمال الإنترنت حلم في المخيمات كمخيم اللاجئين المعزول في داداب. ونحن ممتنون لمشروع التعلّم الإلكتروني هذا بما أنّه فتح نافذةً على العالم للطلاب اللاجئين".
وعلى سبيل التحفيز، أُتيح للتلاميذ استخدام مرافق تكنولوجيا المعلومات بأنفسهم بعد انتهاء الصفوف، الأمر الذي يتيح لهم تصفّح الإنترنت واكتشاف العالم من خلال الشبكة. ويقول محمد البالغ من العمر 18 عاماً مبتسماً: ""أبي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية. وعندما نستخدم الإنترنت خارج الصفوف أستطيع التواصل معه".
ويركز المشروع بشدة على المستقبل وعلى تطوير المهارات التي ستساعد التلاميذ على العثور على عمل. سجّلت نيمو، التي وُلدت في داداب قبل 18 عاماً، في دورة لتعليم الكمبيوتر والسكرتارية في إحدى المدارس الملحقة بالشبكة الفورية، وتقول: "عندما بدأت الدورة كان الأمر صعباً علي،" مشيرةً إلى أنّها لم يسبق لها أن استخدمت الكمبيوتر من قبل. وأضافت: "ثمّ تعلّمت كيفية استخدام برنامج باوربوينت ومايكروسوفت آكسس". وهي حالياً تكتشف عالماً جديداً من الفرص عن طريق الإنترنت.
وتضيف نيمو: "اليوم تعلّمنا كيف نفتح حساب بريد إلكتروني وكيف نرفق الوثائق بالرسالة الإلكترونية. أنا لا أعلم حتى الآن كيف أقوم بالبحث عن مختلف المواضيع على شبكة الإنترنت، ولكنّني سأتعلّم عما قريب كيفية القيام بذلك. سأتعلّم شيئاً فشيئاً". ستستفيد نيمو إلى حدّ كبير من هذه الدورة في المستقبل.
بقيم سيلجا أوسترمان في داداب، كينيا