المفوضية تدعو لتجديد روح التعددية لتوفير الحماية للاجئين والحد من كراهية الأجانب

في الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية، يشدد مسؤول الحماية على الحاجة إلى التعددية لحماية اللاجئين بفعالية.

 

لاجئون من جنوب السودان وصلوا حديثاً ينتظرون في مركز الاستقبال في يومبي، أوغندا، في سبتمبر 2016. حصلت المجموعة على مواد الإغاثة وهي تنتظر اصطحابها إلى قطع الأرض الخاصة بها.   © UNHCR/Amelia Shepherd-Smith

جنيف – مع تسبب الحروب والعنف بتهجير أعداد قياسية من الأشخاص في العالم، دعا مسؤول الحماية الدولية في المفوضية اليوم إلى تجديد روح التعددية لتوفير الحماية الفعالة للاجئين والحد من كراهية الأجانب.

وفي الكلمة التي ألقاها في الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية في جنيف، رسم فولكر تورك، مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية، صورة قاتمة تظهر الحروب وانتهاكات الحقوق كـ "وحوش" أدت إلى فرار عدد قياسي من الأشخاص بلغ 65.3 مليون شخص من منازلهم حول العالم.

وقال للحاضرين المؤلفين من ممثلين عن 98 دولةً تشكّل اللجنة التنفيذية للمفوضية بأن "وحوش العالم اليوم هي بالتأكيد ويلات الصراع المحتدم والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، التي يفر منها الأشخاص ضمن بلدانهم وخارجها عاماً بعد عام".

وأشار تورك إلى أن "حالة النزوح التي لا تظهر لها نهاية في الأفق" أصبحت في الكثير من الأحيان واقعاً يومياً للرجال والنساء والأطفال الذين يفرون من بلدان كسوريا أو أفغانستان أو جنوب السودان أو العراق.

"التضامن أساسي لفعالية أداء نظام الحماية الدولية".

وبما أن الصراع والاضطهاد يؤديان إلى النزوح في أنحاء العالم، فقد شدد تورك على الحاجة إلى تعزيز التضامن على الصعيد الدولي لتوفير الحماية الفعالة للأشخاص الفارين من منازلهم، وللاجئين الذين عبروا الحدود الدولية والذين بلغ عددهم 21.3 مليون شخص.

وقال للمجتمعين في قصر الأمم يوم الأربعاء (في 5 أكتوبر) بأن "التضامن أساسي لفعالية أداء نظام الحماية الدولية".

وأضاف: "إنه قيمة أساسية وراء أي شكل من أشكال التعاون الدولي، ويشكل جزءاً أساسياً من العقد المبرم بين الأمم، الكبيرة والصغيرة، بغض النظر عن الموارد المتاحة لها".

في العام الماضي، وصل عدد النازحين قسراً في العالم إلى أعلى مستوى له منذ أن بدأت المفوضية بالتسجيل. فبالإضافة إلى 21.3 مليون لاجئ، شمل العدد 40.8 مليون نازح ضمن حدود بلادهم.

وشدد تورك على التقدّم المحرز في التعاون المتعدد الأطراف في العام الماضي، بما في ذلك، جدول أعمال التنمية المستدامة ومؤتمر باريس للتغير المناخي COP 21، الذي أنشأ مجموعة عمل لتجنب النزوح جراء تغير المناخ والحد منه ومعالجته.

ومؤخراً، تم اعتماد إعلان نيويورك حول اللاجئين والمهاجرين في قمة قادة الأمم المتحدة في 19 سبتمبر، وقد شمل إطار عمل للاستجابة الشاملة للاجئين وأطلق عملية وضع ميثاق عالمي بشأن اللاجئين يهدف إلى معالجة أوضاع اللاجئين بطريقة أكثر شمولاً وقابلية للتوقع وإنصافاً، وميثاق عالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.

وفي النسخة الكاملة للكلمة التي ألقاها، أشاد تورك أيضاً بمثال التضامن الجدير بالثناء الذي أظهرته البلدان التي تبقي حدودها مفتوحة وتقدم للاجئين فرصاً للبدء من جديد. فقد ذكر مثلاً "سخاء قانون اللاجئين والنظام السياسي" المعتمد في أوغندا للاستجابة لتدفق اللاجئين من جنوب السودان المجاورة.

مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية فولكر تورك يتوجه بكلمة إلى اللجنة التنفيذية للمفوضية في جنيف.  © UNHCR/Jean Marc Ferré

وأشار قائلاً: "من بين فوائد أخرى، تمنح أوغندا اللاجئين حرية التنقل والحق في الحصول على عمل، وتقدّم لهم قطع أرض لبناء منازل جديدة ولزراعة المحاصيل".

وعلى الصعيد الدولي، أثنى تورك على المشاركة المتزايدة لمنظمات مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والمؤسسات المالية الدولية، لا سيما البنك الدولي. وقال: "أدركنا أيضاً أن البلدان المضيفة الأساسية ستتطلب بصورة ملحة دعماً مستمراً يُترجم بالتزامات ملموسة".

وقال تورك بأن الحاجة إلى تعزيز التعددية والتضامن قد أصبحت أوضح نظراً إلى ردة الفعل على وصول اللاجئين الفارين من الحروب والاضطهاد في أنحاء العالم. 

"ستكون الحماية الصوت الموجه للتعددية المتجددة التي ندعوا إليها".

وقال: "في الوقت نفسه، شهدنا في مجتمعات أخرى على موجة من المعارضة اللاذعة تجاه الوافدين الجدد، تم التعبير عنها من خلال مخاوف بشأن الأمن والقدرة على الاندماج مما أدى إلى زيادة كراهية الأجانب والعنصرية. ونحن نعلم أن العودة إلى سياسة الهوية – وتذكر ماضٍ غير موجود - بدلاً من احتضان التنوع، يأتي بنتائج عكسية وقد يكون خطيراً. هناك مجال كبير للتفكير الابتكاري وإيجاد حلول مربحة للجانبين بينما نطور الاستجابات الشاملة للاجئين".

وعلى الرغم من كل العذاب والظلم والوحوش المتمثلة في الصراع والعنف وكراهية الأجانب، ختم تورك قائلاً بأن هنالك "مؤشرات لعالم أفضل في المستقبل".

وقال: "مع الإرادة السياسية الكافية والالتزام المثبت بتقاسم المسؤولية من خلال إطار الاستجابة الشاملة للاجئين، يمكننا أن نكرم معاً الأشخاص الذين غالباً ما كانوا في المرتبة الثانية بدلاً من أن يكونوا مركز الاهتمام. ستكون الحماية الصوت الموجه للتعددية المتجددة التي ندعوا إليها لأنها راسخة في الأشخاص وحقوقهم وآمالهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم".