أمّ كونغولية لاجئة تتغنّى بموقدها السحري في أوغندا
الموقد الموّفر للطاقة الذي تمتلكه سارة يطيل ساعات نهارها ويحافظ على سلامتها ويوفّر الحطب ويزيد أرباحها ويُمكّن ابنها من الذهاب إلى المدرسة.
ناكيفالي، أوغندا، 19 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - عندما تستمع إلى سارة باراسبيوا وهي تخبرك عن الشيء المفضّل لدى عائلتها يبدو لك وكأنّه سحري: فهو يطيل ساعات نهارها ويحافظ على سلامتها ويوفّر الحطب ويزيد أرباحها ويُمكّن ابنها من الذهاب إلى المدرسة.
ما هو الشيء الذي يُمكنه أن يحقق ذلك كله؟ موقدها المُوفّر للطاقة Save80 وجهاز Wonderbox الذي يرافقه وهو اسم على مسمى. تُشيد سارة، وهي أمّ لأربعة أولاد، بحسنات هذين الجهازَيْن اللذَيْن حصلت عليهما العائلة من المفوضية منذ أكثر من عامَيْن في هذا المخميم في جنوب غرب أوغندا.
تقدرّ العائلة فوائد هذا الموقد المعدني المستدير كثيراً، حتى إن زوج سارة، نديموبانزي باراسبيوا البالغ من العمر 50 عاماً، صنع رفّاً مرتفعاً ومُبطّناً في المنزل لضمان عدم تعرّض الموقد للصدأ. وبفضل العناية الخاصّة التي يحيطونه بها، تقول العائلة إنّ الموقد لا يزال يعمل كموقد جديد.
ويعني اسم Save80 أنّ المُستخدم المتمرّس يستطيع توفير 80 في المئة من الحطب الذي تستهلكه المواقد التقليدية التي تشكّل من ثلاث كتل من الصخر في الهواء الطلق والتي اعتادت سارة على استخدامها في بلدها الأمّ؛ جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كان أفراد الأسرة الستة كلهم يضطرون إلى البحث عن الحطب لطهو وجبة واحدة. وفي بعض الأحيان، كان جمع الحطب اللازم يستغرق يوماً كاملاً أو حتّى يومَيْن.
أما اليوم، فلم ينخفض استهلاك العائلة للحطب بصورة ملحوظة فحسب، بل أصبح الطعام ينضج في وقت أقصر بكثير. تقول سارة: "يصبح الطعام جاهزاً في 20 دقيقةً بفضل هذا الموقد، في حين أنّ طهو وجبة كان يستغرق ساعةً كاملةً في السابق". تشعر سارة بالرضى بصورة خاصّة لأنّ وقت طهو الفاصولياء، وهي مكوّن أساسي في وجباتهم، انخفض من ثلاث ساعات إلى ساعة واحدة.
ومع هذا الوقت الذي يوفره الموقد، تقول سارة إنّها باتت تستطيع إمضاء فترة أطول في حديقة العائلة، في زراعة الذرة والفاصولياء والبطاطا لإطعام عائلتها أو حتّى للبيع. يشكل هذا مصدر فخر كبير بالنسبة إليها، إذ بات بإمكانها أن تشتري الملابس لأطفالها بما تجنيه من ربح وأن تسدد أقساط المدرسة الثانوية لابنها بركة وعمره 17 عاماً.
وتقول سارة: "غالباً ما يكون لي مشاغل كثيرة طوال اليوم، ولكن إن اضطررت إلى إمضاء اليوم كاملاً في الطهو، فلن أستطيع إنجاز كلّ ما يتعيّن عليّ القيام به. ساعدني هذا الموقد فعلاً في إنجاز المزيد من المهام خلال النهار".
وما تحبّه سارة فعلاً هو جهاز Wonderbox الذي يحافظ على الحرارة والذي يرافق موقدها الثمين وهو يحفظ الطعام ساخناً لساعات. وتقول سارة: "يُمكنك تحضير الطعام خلال بضع دقائق ووضعه بعد ذلك في جهاز Wonderbox والانصراف إلى العمل. وهكذا ستعود بعد ساعات لتجد طعامك جاهزاً للأكل وساخناً".
هذه هي الطريقة المثلى لكي تؤمن سارة وجبة فطور مُغذية وساخنة لابنها البكر بركة في كلّ صباح قبل أن ينطلق إلى مدرسته الثانوية الواقعة في هذا التجمع الواسع والتي يستغرقه الوصول إليها 90 دقيقة، سيراً على الأقدام. ويقول الزوج نديموبانزي: "كان أولادنا يتناولون الطعام بارداً قبل أن يذهبوا إلى المدرسة في الصباح، ولكنّهم الآن يأكلون طعاماً ساخناً لأنّه يُحفَظ في جهاز Wonderbox.
في ناكيفالي، وكما في العديد من مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم، قد يتسبب جمع الحطب بضرر للبيئة وقد يولد توتراً بين اللاجئين والمجتمعات المحلية ويعرّض النساء للخطر. عندما وصلت العائلة قبل ستّة أعوام، كان ثمة الكثير من الأشجار، ولكن بما أنّ عدد اللاجئين الذين يُقيمون حالياً في المخيم بلغ 60,000 لاجئٍ، وُضِعَت التدابير منذ ثلاثة أعوام للحدّ من قطع الأشجار.
وبفضل موقد Save80، تقول سارة إنّ أفراد عائلتها يذهبون للبحث عن الحطب أربع مرّات فقط في الأسبوع، ولا يُضطّرون للذهاب إلى أماكن بعيدة ولإحضار جذوع كبيرة؛ فهم يلتقطون أغصاناً صغيرةً فقط بينما ينجزون أعمالاً أخرى.
وتقول سارة: "كنا نجوب الغابة في السابق بحثاً عن الحطب الصلب ولكن بات بإمكاننا الآن جمع الحطب الذي نصادفه في طريقنا".
ويقول أندرو مبوغوري، رئيس المكتب الفرعي للمفوضية في مبارارا: "يعتبر التدهور البيئي مشكلةً كبيرةً في مخيماتنا في جنوب غرب أوغندا. يستطيع اللاجئون الاستفادة من مزايا كثيرة في المخيمات حيث يستطيعون زراعة الأراضي المخصّصة لهم. ولكن الأصعب هو تنظيم طريقة استخدامهم للموارد. ويتعين علينا احترام سخاء حكومة أوغندا".
حصلت سارة وعائلتها على موقد واحد من أصل 1,000 موقد Save80 فقط وُزّعت قبل عامَيْن. ونظراً إلى تأثير هذا الموقد على حياتها، فإنها تنصح به لجيرانها بما أنّ الحطب يزداد ندرةً هنا.
بقلم لوسي بيك في ناكيفالي، أوغندا