القاهرة تستضيف مؤتمراً حول اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية
نظمت هذا الحدث منظمة المرأة العربية بالتعاون مع مفوضية اللاجئين وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
القاهرة، جمهورية مصر العربية، 15 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - منذ أن أُجبرت تهاني، وهي امرأة سورية تبلغ من العمر 35 عاماً، على مغادرة سوريا مع عائلتها هرباً من الرعب والدمار، لم يعد شيء كما كان من قبل.
وصلت تهاني وزوجها أحمد إلى مصر مع عائلتهما في عام 2012، وهما متزوجان منذ 12 عاماً ولديهما أربعة أطفال. كان زواجهما مستقراً في سوريا إلا أنهما اضطرا للفرار من الحرب الدائرة. وبعد أشهر قليلة من قدوم العائلة إلى مصر، بدأ سلوك أحمد يتغير، وشعرت تهاني بأنه بدأ ينفعل ويغضب بسرعة ويهينها ويضربها وأطفالها لأبسط الأسباب.
تقول تهاني: "كان يصرخ في وجهي ويضربني أمام الأطفال لأي سبب. لم يكن يتصرف هكذا في سوريا. أعتقد بأن تجربة اللجوء الصعبة التي عشناها هي التي أثرت على سلوكه".
الظروف الصعبة التي مرت على تهاني أجبرتها على التفكير في أن الطلاق قد يكون الحل الوحيد لمستقبل سليم وآمن لها ولأطفالها، الأمر الذي قد يعرض الأسرة بأكملها للتفكك وفي أحلك الظروف. قصة تهاني ما هي إلا واحدة من عشرات القصص المشابهة التي يكابدها اللاجئون خلال رحلة لجوئهم. إنها حياة النازحين واللاجئين المثقلة بالمتاعب والمآسي، خاصة عندما تضاف إليها تجربة الحرب المؤلمة والتي ترفع من حالة التوتر بين العلاقات الشخصية في الأسرة الواحدة، مما يؤدي في الكثير من الحالات إلى انهيارها.
وإدراكاً من مفوضية اللاجئين وشركائها بهذا الواقع الذي يعايشه العديد من اللاجئين وضرورة البحث عن حلول، فقد عقد في القاهرة في الفترة من 3 إلى 5 مايو/أيار الجاري مؤتمر بعنوان "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل" وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول الوضع الخطير الذي تعانيه المرأة في سياق الحرب والنزوح وإيجاد الحلول.
وقد نظمت هذا الحدث منظمة المرأة العربية بالتعاون مع مفوضية اللاجئين وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة. وكان من ضمن الحضور دبلوماسيون وصحفيون ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وحثت جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة الدول الأعضاء على اعتماد استراتيجية إقليمية بشأن حماية الفتيات والنساء اللاجئات، مع تشديد المتحدثين على نقاط الضعف المحددة التي يواجهنها، بما في ذلك العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس والإستغلال في العمل والإتجار، فضلاً عن قضايا أخرى.
وقد تحدثت السيدة إليزابيث تان، ممثلة المفوضية في مصر، في الجلسة الافتتاحية وقالت بأن "البلدان في المنطقة - كمصر وتركيا ولبنان والعراق والأردن- قد أظهرت سخاءً كبيراً في استضافة اللاجئين، لكن سخاء البلدان المستضيفة في المنطقة يجب أن يترافق مع دعم دولي أكبر من داخل المنطقة وخارجها".
من جانبه، دعا السيد نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي لتكثيف الجهود المبذولة لوضع حد لمحنة اللاجئين.
وفي ختام أعمال المؤتمر، اتفق المؤتمرون على التوصیات التالیة :
• تضمین بعد النوع الاجتماعي في جمیع الخطط والسیاسات وبرامج العمل التي تستهدف حمایة ودعم اللاجئین والنازحین، وتصمیم سیاسات تتلائم مع ظروف واحتیاجات ومشكلات المرأة.
• احترام مبدأ لم شمل الأسر وحث الدول على توفیر حلول ملائمة لتحقیق هذا الهدف.
• تكثیف الجهود العربیة والتنسیق البیني من أجل حل المشكلات الأساسیة ذات الطبیعة القانونیة والإداریة التي تواجه اللاجئین.
• حث منظمات المجتمع المدني العربیة والدولیة على تقدیم الدعم للاجئین والنازحین في المنطقة العربیة وتشجیع العمل التطوعي في هذا المیدان.
• قیام وسائل الاعلام العربیة بتوجیه اهتمام أكبر لقضایا اللجوء والنزوح والتعریف بأبعادها المختلفة بما یعكس الوزن الحقیقي والأهمیة السیاسیة والأمنیة والإنسانیة لهذه القضایا.
ولا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه أزمة لاجئين على نطاق غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. ويشكل النساء والأطفال أكثر من 50 في المئة من هؤلاء الفارين من الصراع.