غوتيريس: استعادة السلام لا بد من أن تصبح أولوية
قال المفوض السامي المنتهية ولايته بأن تغير المناخ والنزاعات هما أكبر محركين للنزوح.
جنيف، 18 ديسمبر/كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المنتهية ولايته، اليوم، بأن تجدد الجهود الرامية إلى إحلال السلام على الصراعات في جميع أنحاء العالم لا بد من أن تصبح أولوية للمجتمع الدولي، لكي لا تستمر مستويات النزوح العالمي القياسية الحالية.
وقال في مؤتمر صحفي وداعي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف: "نحن بحاجة لدفعة قوية ليصبح السلام أولوية، يجب أن تكون الأولوية المطلقة تحقيق السلام".
وشدد غوتيريس، الذي ينهي ولايته التي امتدت على مدى 10 أعوام على رأس المفوضية في 31 ديسمبر/كانون الأول، على أن أكبر محركين يجبران الناس على ترك منازلهم والفرار إلى برّ الأمان هما تغير المناخ والصراعات، ودعا إلى بذل الجهود الدبلوماسية نفسها التي أحدثت مؤخراً أثراً على سلامة البيئة في باريس، في مجال الأمن.
وأضاف: "علينا العمل من أجل ترسيخ السلام في المناطق المضطربة... سيكون لنتائج المحادثات وعمليات السلام الجارية في سوريا وليبيا واليمن تأثير كبير على تطور النزوح في عام 2016. وستكون نتيجة هذه المبادرات الثلاث حيوية للاتجاهات المستقبلية".
وذكر غوتيريس أنه في العام الذي تولى فيه منصبه، ساعدت المفوضية ما يصل إلى مليون شخص على العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة، في حين أنه، خلال العام الماضي، ونتيجة المناخ الأمني الحالي، استطاع 124,000 شخص فقط العودة.
كما قال بأن ارتفاع أعداد المهجرين من 38 مليون إلى ما يقارب 60 مليون شخص بين لاجئ ونازح، والتي لا يزال من المحتمل أن تزيد، كان صاعقاً. وقال: "من الواضح أن المنظمات الإنسانية لم تعد قادرة على تقديم الدعم... نحن أقل قدرة على الاستجابة لاحتياجات الناس مما كنا عليه قبل 10 أعوام".
وبالإشارة إلى الفترة التي قضاها في منصبه، ذكر غوتيريس - الذي أشاد بالصحافة لتغطيتها المستقلة والداعمة - إلى أنه غالباً ما يشعر وكأنه ممرض وأن عليه إعطاء حبة الدواء لمريض يحتاج إلى تناول المضادات الحيوية أو إلى عملية جراحية كبرى، وقال بأنه "من المحبط جدّاً" بالنسبة إليه رؤية معاناة الناس المستمرة.
وكان يتحدث في اليوم نفسه الذي نشر في تقرير الاتجاهات نصف السنوية لعام 2015 الذي أصدرته المفوضية، الذي يغطي الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يونيو/حزيران والذي يظهر مؤشرات تنذر بالخطر لفئات ثلاث من التهجير وهي - اللاجئون وطالبو اللجوء والأشخاص الذين أجبروا على الفرار داخل بلدانهم.
تجاوز مجموع اللاجئين في العالم، والذي كان يبلغ قبل عام 19,500,000، اعتباراً من منتصف عام2015 عتبة الـ20 مليون (20,200,000) للمرة الأولى منذ عام 1992. وارتفع في المقابل عدد طلبات اللجوء بنسبة 78 في المئة (993,600) مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2014.
أما أعداد النازحين داخلياً فقفزت بمعدل حوالي 2 مليون شخص لتصل إلى حوالي34 مليون شخص. وترجح اتجاهات النصف الأول من عام 2015 أن تتجاوز أعداد المهجرين قسراً في العالم الـ60 مليون للمرة الأولى. وهذا يعني في السياق العام أن شخصاً واحداً من أصل كل 122 شخصاً أًجبر على الفرار من منزله.
ولكن غوتيريس قال بأنه يخشى من إمكانية أن يدخل العالم في نهج أكثر تقييداً في ما يتعلق باللاجئين وكرر تأكيده على أن هؤلاء هم "أول ضحايا الإرهاب" ولا يجب أن يصبحوا كبش فداء.
بقلم ليو دوبز، جنيف