المفوضية تفتتح مخيمين جديدين للنازحين من الموصل مع قدوم فصل الشتاء

تفتح المخيمات الجديدة أبوابها بما أن البعض الآخر قد إمتلأ، مع مواصلة بذل الجهود لحماية العائلات النازحة من انخفاض درجات الحرارة.

 

المفوضية توزع مواد الإغاثة الأساسية لفصل الشتاء في مخيم حسن شام حيث تصل درجات الحرارة في الليل إلى ما دون الصفر.   © UNHCR/Bathoul Ahmed

مخيم العلم، العراق – افتتحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مخيمين جديدين لايواء العائلات النازحة من الموصل والمناطق المحيطة مع وصول عدد العراقيين الذين فروا من القتال للسيطرة على ثاني أكبر مدينة إلى حوالي 73,000 شخص.

في الأسبوع الماضي، افتتحت المفوضية مخيم العلم بالقرب من تكريت التي تستقبل حالياً 180 عراقياً مع توقع المزيد من الواصلين الجدد. ومن المقرر أن يتم افتتاح مخيم أمالا، بالقرب من تلعفر، في الأسبوع المقبل. ومع المخيمين الجديدين، سيرتفع مجموع عدد المواقع التابعة للمفوضية التي تستقبل النازحين جراء الهجوم على الموصل إلى ستة مواقع.

وأتى قرار فتح المخيمين الجديدين مع وصول قدرة استيعاب المواقع القائمة إلى حدها الأقصى. فالمخيمات التي تديرها أو تدعمها المفوضية قد امتلأت، وهي تحذر من أن المساحة قد نفدت في المخيمات لإيواء العائلات النازحة إلا في حال تم إيجاد مواقع جديدة قريباً.

كان لدي طموحات في الحياة، ولكن منذ أن استولوا على المنطقة، تدمرت طموحاتي".

من بين أول الواصلين إلى مخيم العلم كان صدّيق البالغ من العمر 20 عاماً من محافظة الحويجة والذي كان يدرس الأدب في الجامعة قبل أن تستولي الجماعات المتطرفة على المنطقة في عام 2014.

وأخبر موظف المفوضية قائلاً: "كان لدي طموحات، لكن منذ أن استولوا على المنطقة، تدمرت طموحاتي. ولعامين، لم أستطع الحصول على المعلومات ولم أكن أملك أدنى فكرة عما سيحدث في ما يتعلق بدراستي ونسيت كل ما تعلمته".

مخيم العلم التابع للمفوضية الذي يأوي حوالي 180 عراقياً نازحاً داخلياً فروا من العنف في الموصل والمناطق المجاورة له.  © UNHCR/Nasreddine Touaibia

فضلاً عن إدارة المخيمات، توفر المفوضية أيضاً خدمات مراقبة الحماية والمواد المنزلية في حالة الطوارئ للعائلات النازحة. ومع تدني درجات الحرارة خلال الليل إلى ما دون الصفر، بدأت بتوزيع المساعدة الإضافية في فصل الشتاء، بما في ذلك مواقد الكيروسين والفرش العازلة والألحفة وأدوات عزل الخيم.

في مخيم حسن شام التابع للمفوضية الذي يستقبل حالياً 10,860 نازحاً عراقياً، قال الأشخاص بأن الأدوات الإضافية تساعدهم في مواجهة درجات الحرارة المنخفضة. ومع ذلك، بعد هبوط الليل، أُجبر معظمهم على التجمّع داخل خيمهم لمواجهة البرد. 

انتهى علي، وهو والد شاب فر من منزله مع عائلة منذ أسبوعين، من تثبيت مواد عازلة إضافية داخل خيمة العائلة، وقال: "البرد هو أكبر مشكلة، لأنني أخشى أن يمرض الأطفال. قريباً، سأضطر لإبقائهم داخل الخيمة بسبب البرد في الخارج، وسيزداد الأمر سوءاً. وآمل ألا نضطر للبقاء هنا طويلاً".

ولتوفير المساعدة لهؤلاء الفارين من الموصل، طلبت المفوضية مبلغاً بقيمة 196.2 مليون دولار أميركي. وحتى الآن، تم تلقي 57% منه أو 111.9 مليون دولار أميركي.

"قريباً، سأضطر لإبقائهم داخل الخيمة بسبب البرد في الخارج".

كانت فاطمة ووالدتها المسنة الجالستان خارج خيمتهما في حسن شام، تعدان الكوسى لتحضير وجبة الغداء. وقالت: "نحن محظوظتان، إذ تمكنا من الهروب ونحن الآن بأمان. نحن نملك ما يكفي للتدفئة. ولكن أشعر بالقلق إزاء الأشخاص الآخرين. فأصدقائي وعائلتي لا يزالون في [الموصل]، ولا نعلم أي شيء عنهم. ولكن عندما أفكر فيهم أبكي، لأنني أخشى من أنهم لا يملكون الطعام ولا الوقود للتدفئة على الأرجح. ولا أعلم حتى إن كانوا يملكون منزلاً بعد الآن".