رياضيان من فريق اللاجئين الأولمبي يلفان الهدايا ويتبادلان الأخبار مع الأطفال

في باريس، تلقى العداء ييش بور بييل والسباح رامي أنيس هدايا عيد الميلاد للاجئين وتبادلا معهم حكايات النضال والانتصار.

 

رامي وييش بور بييل يشاركان في الأنشطة المختلفة في متحف برانلي.   © UNHCR/Benjamin Loyseau

باريس، فرنسا- وصل الأطفال محملين بالهدايا، ليس لأنفسهم، بل للصغار الذين فروا من الصراع في جنوب السودان، في الجهة الأخرى من العالم.

لقد أدى الصراع في الدولة الإفريقية الفتية إلى لجوء 1.3 مليون شخص، وهم يشكلون جزءاً من عدد ضخم من اللاجئين والنازحين- يتخطى 65 مليون شخص- هُجروا بسبب العنف والاضطهاد والكوارث الطبيعية في كافة أنحاء العالم.

شارك الأطفال الفرنسيون في أنشطة ما بعد الظهر التي نظمتها المفوضية ومتحف برانلي في باريس و"طيران بلا حدود" التي ستسلم الألعاب. والهدف من ذلك هو جعل عالم اللاجئين أقرب إلى الأطفال الفرنسيين.

"حتى ولو عاد الأطفال إلى منازلهم مع ذكرى واحدة من اليوم، أو جملة واحدة أو قصة واحدة، فذلك يعني الكثير".

لمساعدتهم على الفهم، حضر لاعبان رياضيان من فريق اللاجئين الأولمبي الذي شارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016 في ريو دي جانيرو- وهما ييش بور بييل، عداء الـ800 متر من جنوب السودان، ورامي أنيس، السباح السوري الذي نافس في سباق الـ100 متر فراشة.

رامي أنيس وييش بور بييل يتناولان العشاء في مطعم يعمل فيه الطاهي السوري محمد الخالدي.  © UNHCR/Benjamin Loyseau

بور الذي فرّ إلى كينيا من جنوب السودان عندما كان طفلاً، اعترف بأن الدموع ملأت عينيه عندما رأى الأطفال الفرنسيين يحضرون الهدايا ويوقعون البطاقات للأطفال القادمين من جنوب السودان والذين اضطروا مثله إلى الفرار واللجوء إلى كينيا.

وقال: "أظهر لي ذلك أنه لا يزال هنالك ناس يشعرون باللاجئين في مناطق مختلفة من العالم. وذلك يعني أنه يتعين علينا، كسفراء للاجئين، بدء العمل مع هؤلاء الأشخاص".

وتحدث اللاعبان الرياضيان إلى المشاركين خلال فترة بعد الظهر. كانت قصصهما مأساوية. فقد تحدث رامي عن مهنة واعدة في السباحة، قطعتها الحرب في سوريا، وعن فراره مع عائلته عبر البحر المتوسط من تركيا في زورق مطاطي. تمكن من استئناف السباحة في بلجيكا، بلده الجديد، مما أدى إلى تحقق الحلم- وهو التنافس في دورة الألعاب الأولمبية.

وقال رامي: "نريد فقط أن نوجه رسالة إلى العالم. يمكننا القيام بشيء، يمكننا تحقيق الكثير. أريد فقط أن أقول للجميع، ثقوا بأنفسكم".

كانت رحلة بور مأساوية أكثر. فقد فر من الصراع في وطنه عندما كان في العاشرة، وفقد الاتصال بعائلته. طوال 12 عاماً، عاش وحيداً في مخيم في كينيا. ثم بدأ العدو واختير للمنتخب الأولمبي للاجئين. غيّرت ريو حياته كما قال.

"أظهر لي ذلك أن في أجزاء مختلفة من العالم، لا يزال هنالك ناس يشعرون باللاجئين"

بعد أن تحدث، سألته فتاة ما إذا وجد أي فرد من أفراد أسرته لاحقاً.

أجاب بأن أحد الأشخاص كان يعرف عائلته ورأى اسمه كعضو في الفريق، فجعله يتواصل مع والدته عبر الهاتف، وقال للفتاة: "كنت في ريو عندما تواصلت مع عائلتي للمرة الأولى". كانت لحظة مؤثرة. عانق بور الفتاة وأمها، وقد بكت وهي تلمس ذراعه.

خلال زيارته إلى باريس، رأى ييش بور بييل بعض أبرز معالم المدينة مثل قوس النصر والشانزيليزيه وبرج إيفل.  © UNHCR/Benjamin Loyseau

لكنّ بور أكد أن الكثيرين في وضعه لا يشعرون بهذه السعادة، وأضاف: "معظم اللاجئين في المخيمات يفقدون الأمل. هم يعلمون من أين أتوا، لكنهم لا يعرفون إلى أين هم ذاهبون".

خُصصت معظم فترة بعد الظهر لأنشطة تذوق ولمس المواد العائدة إلى العوالم التي اضطر اللاجئون إلى مغادرتها. دعي الأطفال إلى قص وإعداد الأقمشة المصبوغة بأنماط مشرقة ولافتة من غرب إفريقيا لصنع أكاليل وكرات الأعياد.

محمد الخالدي، وهو طاهٍ فرّ من سوريا وحصل أخيراً على أوراق لجوئه الفرنسية، ترأس طاولة أعد المشاركون عليها الحلويات السورية.

وقالت سيلين شميت، مسؤولة الإعلام في المفوضية، والتي ساعدت على تنظيم أنشطة فترة ما بعد الظهر هذه: "حتى ولو عاد الأطفال إلى منازلهم مع ذكرى واحدة من اليوم، أو جملة واحدة أو قصة واحدة، فذلك يعني الكثير لأنهم سيطرحون أسئلة كثيرة على أهلهم، ويتحدثون مع أصدقائهم. سيتحدثون عن ذلك أيضاً في المدرسة".