المفوضية تدعو لاتخاذ إجراءات طارئة مع ارتفاع طلبات اللجوء في أميركا الوسطى
تشير البيانات الأولية لعام 2015 إلى أن الولايات المتحدة لا تزال البلد الرئيسي الذي يتلقى طلبات اللجوء من المثلث الشمالي؛ ومن المتوقع أن تتلقى طلبات تتخطى بنسبة 250% تلك التي تم تسلمها عام 2013 وتساوي حوالي ضعف العدد المتلقى في عام 2014.
جنيف، 5 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - دعت المفوضية اليوم لاتخاذ إجراءات طارئة لمساعدة مئات الأشخاص الفارين من العنف في أميركا الوسطى بعد أن وصل إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ اندلاع الأزمات المسلحة في ثمانينيات القرن الماضي.
وصرّح أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية، في مؤتمر صحفي عقد في جنيف قائلاً: "ثمة حاجة لاتخاذ إجراءات طارئة لضمان الحماية للأطفال غير المصحوبين وغيرهم، ممن يحق لهم الحصول عليها".
وفصل قائلاً بأنه خلال العام الماضي وحده، سعى 3,423 شخصاً ومعظمهم من السلفادور وهندوراس، للجوء في المكسيك. ويشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 164 في المئة مقارنةً بعام 2013 و65 في المئة مقارنةً بعام 2014. وقد ارتفع عدد طلبات اللجوء المقدمة من السلفادوريين بأربعة أضعاف تقريباً خلال هذه الفترة. وتستقبل المكسيك حالياً 3,448 لاجئاً، غالبيتهم من أميركا الوسطى.
وارتفع أيضاً بشكل ملحوظ عدد طلبات اللجوء في أجزاء أخرى من المنطقة، والمقدمة من الأشخاص الفارين من العنف في السلفادور وهندوراس وغواتيمالا - وهي بلدان المثلث الشمالي في أمريكا الوسطى. ففي كوستا ريكا مثلاً، تم تسجيل 2,203 طلبات لجوء في عام 2015 - ويشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 176 في المئة مقارنةً بعام 2013 وبنسبة 16 في المئة مقارنةً منذ عام 2014، وقد وصل غالبية هؤلاء من السلفادور، وهي تستقبل اليوم 3,616 لاجئاً.
وكما في الأعوام الماضية، تشير البيانات الأولية لعام 2015 إلى أن الولايات المتحدة لا تزال البلد الرئيسي الذي يتلقى طلبات اللجوء من المثلث الشمالي؛ ومن المتوقع أن تتلقى طلبات تتخطى بنسبة 250% تلك التي تم تسلمها عام 2013 وتساوي حوالي ضعف العدد المتلقى في عام 2014.
وأخبر إدواردز الصحفيين قائلاً: " تعتبر المفوضية الوضع الحالي في أميركا الوسطى أزمة حماية. ونحن قلقون بشكل خاص إزاء تزايد أعداد النساء والأطفال غير المصحوبين الفارين والذين يواجهون التجنيد القسري في العصابات الإجرامية والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس والقتل".
وفي بليز، حيث يقل عدد السكان عن 400,000 شخص، سعى 633 شخصاً للجوء في عام 2015، ويشكل ذلك ارتفاعاً بعشرة أضعاف مقارنةً بعام 2014.
وأضاف إدواردز قائلاً بأن "بلداناً أخرى في المنطقة، لا سيما نيكاراغوا وبنما، تشهد أيضاً ارتفاعاً حاداً في طلبات اللجوء المقدمة من أشخاص فارين من بلدان المثلث الشمالي".
ولقد أصبح العنف والاضطهاد واسعَي النطاق على أيدي الجهات الإجرامية المسلحة الآن، فضلاً عن الفقر والبطالة، من الأسباب الرئيسية لتدفق اللاجئين والمهاجرين من المثلث الشمالي.
وقال إدواردز: "يمكن رؤية هذا الواقع على سبيل المثال في السلفادور حيث تسجل جرائم القتل معدلاً أعلى من أي بلد في العالم".
وتتطلب الأزمة في أميركا الوسطى بشكل عاجل تكثيف الاستجابة على صعيد الحماية ونهجاً إقليمياً لتقاسم مسؤولية هذه الأزمة المتفاقمة. وتعمل المفوضية عن كثب مع حكومات المنطقة والشركاء من المجتمع المدني لتعزيز قدرات المسح من أجل تحديد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من العنف والاضطهاد في المثلث الشمالي.
وبالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة في ما يتعلق باتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء، فيجب وضع إجراءات تحديد المصالح الفضلى لضمان عدم إعادتهم إلى الاضطهاد.
وتتطلب جهود الحكومة موارد إنسانية ومالية إضافية، وسرعة في إنشاء بنية تحتية أكثر ملاءمة بحيث يحصل طالبو اللجوء واللاجئون الأطفال على الحماية الفعالة.
وختم إدواردز قائلاً: "نحن نعمل أيضاً على بناء قدرة الاستقبال، بما في ذلك تعزيز مساعدة طالبي اللجوء وتوفير المساحات الإضافية في مآوي المهاجرين التابعة للمجتمع المدني، لاستقبال طالبي اللجوء أيضاً".
وتقول المفوضية بأنها تشجع أيضاً الحكومات على تقديم سبل قانونية للاجئين لكي لا يضطروا إلى الاعتماد على المهربين والتجار وتعريض أنفسهم للاستغلال وسوء المعاملة.
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية.