مأكولات شعبية تمكن لاجئات أفعانيات من الاندماج في الهند
بدأت أربع لاجئات أفغانيات حياتهن من جديد في نيودلهي بتأسيس مشروع ناجح لتقديم الطعام جعلهن يشعرن بأنهن أقرب إلى بلادهن ومنحهن الاستقلال المالي.
نيودلهي، الهند، 8 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- بعد ظهر يوم سبت بارد في معرض ثقافي مزدحم في نيودلهي، يتحقق مئات الزوار من الأكشاك التي تبيع الأعمال الفنية والحرف التقليدية والملابس والأثاث والمواد الغذائية. ومتنقلين من كشك إلى آخر، تشدّهم رائحة مغرية تفوح من الطرف البعيد من المعرض.
منجذبين للرائحة، يقف خط من الأشخاص بانتظار دورهم عند الشباك الذي تنشغل خلفه أربع نساء أفغانيات في القيام بما يبرعن فيه وهو - طبخ الأطباق التقليدية الوطنية. فمن أرز كابولي بيلاو الذي يتمتع بنكهة خاصة إلى الفيرني وهو حلوى أفغانية، ثمة طعام ليأكله الجميع.
بدأت النساء في العام الماضي - جميعهن لاجئات من أفغانستان التي مزقها الصراع - بمشروعهن في الطهو الذي اكتسب شعبية بين الأشخاص الذين يهتمون بالطعام في نيودلهي والذي يقدّم لهنّ الاستقلال المالي ويمنحهن قدراً من الاحترام.
وتقول زميرة* التي شاركت في تأسيس المشروع الذي أطلق عليه اسم "إلهام" وهي كلمة تعني "الإيجابية" في اللغة الدارية: "من المفرح جداً رؤية الفرحة على وجوه زبائننا. الأمر لا يتعلق فقط بالعمل بل أيضاً بكسب الاحترام من خلال عملنا".
فرت زميرة وهي أرملة خسرت زوجها في الصراع المستمر في أفغانستان إلى الهند منذ ثلاثة أعوام مع آثار الحرب التي لا تزال حية في ذهنها. شكلت فريقاً مع شريكاتها نادرة وزينات وسانية*- اللواتي يتشاركن الخلفية نفسها- وكنّ يشعرن بالخوف من البدء من جديد.
وبمساعدة المفوضية وشريكها منظمة Access للخدمات الإنمائية - وهي منطمة وطنية لتعزيز سبل كسب العيش- توصلت النساء الأربع إلى فكرة ستقدم لهن ولعائلاتهن بعضاً من الاستقلال المالي الذي هن بأمس الحاجة إليه.
وتشرح زميرة قائلةً: "كنت أعمل كخادمة ولم يكن المال الذي أجنيه كافياً لتلبية النفقات المنزلية ومن ثم سمعت ببرنامج سبل كسب العيش المقدّم من Access وقمت بالتسجيل فيه".
عمل فريق Access مع النساء لتحديد مهاراتهن وتطلعاتهن ووجد أن الطهو هو موجود بالفطرة لديهن. وتم تنظيم برنامج تدريبي للطهو للفريق الذي تعلّم المهارات المهنية ومجموعة من تقنيات الطهو.
خطت المنظمة خطوة إضافية إلى الأمام وساعدت النساء على أخذ منتجاتهن إلى السوق. وصرّحت أديتي شابهروال، مديرة المشروع في Access قائلةً: "أردنا إنشاء نشاط مولد للدخل للنساء اللاجئات اللواتي يدركن مهاراتهن واهتماماتهن وقدراتهن. وعندما طُرحت فكرة البدء بتقديم الطعام، قبلن الفكرة بلهفة. ولم نتخيل أبداً أن يحظى طعامهن بهذه الشهرة الواسعة".
اختبرت النساء النجاح التجاري لأول مرة في كشك للطعام في معرض داستكار الشعبي في نيودلهي في العام الماضي. وبعد أن نال طعامهن الإعجاب، بدأن في الحصول على طلبات من السفارات ونظمن المزيد من أكشاك الطعام في المعارض في دلهي.
وتقول سانية التي تعتقد بأن الطهو وبيع الطعام الأفغاني يقرّبها من وطنها: "أولاً شعرنا بالقلق لأن لا أحد منا يملك خبرة سابقة في العمل التجاري على المستوى العام. لكن تدريجياً اكتسبنا المعرفة التجارية التي مكنتنا من استخدام المهارات المكتسبة حديثاً لإنشاء خدمة ناجحة في تقديم الطعام".
وموضوع يوم المرأة العالمي- الذي يصادف اليوم- هو تحقيق المساواة بين الجنسين في العالم- وهذه مسألة قريبة من حياة النساء الأربع. وقبل أن يؤسسن مشروع إلهام، لم يكن يملكن الوسائل الكافية لدعم عائلاتهن. وبالإضافة إلى ذلك، عانت معظمهن من مشاكل جسدية ونفسية، بما في ذلك الاكتئاب والتوتر.
وتقول زينات التي أتت إلى الهند من هرات - وهي ثالث أكبر مدينة في أفغانستان- مع أطفالها الستة في عام 2000، والتي تستطيع حالياً دفع إيجار المنزل والأقساط المدرسية بفضل المشروع: "مشروع تقديم الطعام هذا حقق لنا نجاحاً لم نكن نتوقعه. فهو لم يساعدنا فقط على تحقيق الاستقلال المالي إنما كان أيضاً وسيلة للعلاج. وبالنسبة للأشخاص الذين فروا من الحرب مثلنا بشكل خاص... يساهم هذا المشروع أيضاً في تخفيف التوتر وهو يبني ثقتنا بأنفسنا".
أما بالنسبة لسانية التي فرت إلى الهند منذ خمسة أعوام مع أطفالها الثمانية، فالمنافع التي اكتسبتها من المشروع واضحة: "إنه أفضل من الدواء".
خمسة أطباق شهية أفغانية مغرية مقدمة من مشروع إلهام
مانتو - فطائر أفغانية محشوة باللحم والبصل ومطهوة على البخار وتقدّم مع صلصة البازلاء واللبن بالثوم.
كابولي بيلاو - طبق أرز شهي جداً يُطهى مع اللحم والخضار والمكسرات والتوابل.
موتون دو بيازا- لحم خروف مطهو مع الكاري شبه الجاف مع الكثير من البصل والتوابل.
كباب شابالي- كباب طرية تقدم مع الخبز الأفغاني.
فيرني - حلوى الأرز باللبن، مطوة بالحليب والسكر والتوابل، تقدّم عادةً باردة.
* تم تغيير الأسماء في هذه القصة لأسباب تتعلق بالحماية.
بقلم شوشيتا ميهتا، مع تقرير إضافي من أوجوال كومار في نيودلهي في الهند.