المفوض السامي يأسف لابتعاد تركيز العالم عن الأزمة الأفغانية
تسبب تفاقم أزمة اللاجئين في العالم بإغفال أفغانستان ومحنة الملايين من سكانها من قبل المجتمع الدولي.
غازي آباد، أفغانستان، 20 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم بأن العالم الذي يواجه أزمة لاجئين عالمية متفاقمة ويغفل أفغانستان ومحنة الملايين من سكانها.
وقال غراندي، متحدثاً بمناسبة يوم اللاجئ العالمي: "للأسف، يبدو أن انتباه المجتمع الدولي قد تحول عن أفغانستان. لا يزال ملايين اللاجئين الأفغان في الخارج كما أن هنالك 1.2 مليون نازح داخلياً. والهدف من تواجدي هنا اليوم هو تذكير المجتمع الدولي بأهمية حل هذه المشكلة".
وكان ممن التقاهم غراندي في هذه المدينة الفقيرة خارج كابول والمبنية من الطوب، بعض أحدث ضحايا الاضطرابات في أفغانستان. وجلس الرجال الملتحون من البشتون يستمعون، وهم الذين فروا العام الماضي من مقاطعة نانغارهار في الشرق في خضم القتال. إنهم من بين أكثر من 380,000 نازح داخلياً فروا من منازلهم في عام 2015.
أتت أكثر من 1,000 عائلة إلى غازي آباد، حيث استقبلهم الأقارب القريبون والبعيدون وقدموا لهم المأوى والطعام. وتحتاج البلدة المثقلة بالعبء إلى المساعدة حالياً، ولا يجد النازحون داخلياً الكثير من فرص العمل كما أنهم يتلقون الحد الأدنى من الرعاية الصحية، أما المياه فتُعتبر مشكلة أخرى.
وقال غراندي بأن المفوضية ستساعد الحكومة وتساهم في حفر 14 بئر مياه جديد في المجتمع.
وقال د. زاهر شاه، المتحدث باسم النازحين: "عندما أتينا في العام الماضي، شعرنا بالوحدة، ولكن مع تواجدكم اليوم هنا، لا يسعنا القول بأننا لا نزال وحيدين".
وكانت رسالة المفوض السامي، خلال الاجتماعات مع النازحين داخلياً والرئيس الأفغاني، أشرف غني، والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، ثابتة وهي: على العالم إيلاء المزيد من الانتباه للأزمة الأفغانية.
يشكل الأفغان ثاني أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم ويعيش مئات الآلاف من بينهم منذ عقود في باكستان وإيران المجاورتين.
منذ عام 2002، عاد 5.8 مليون لاجئ أفغاني إلى بلدهم الأم. ولكن غراندي، وفي زيارته الأولى إلى أفغانستان منذ أن أصبح مفوضاً سامياً في يناير/كانون الثاني، شدد على مشكلة جديدة ناجمة عن تجدد الصراع وقال: "عدد الأشخاص العائدين من إيران وباكستان تضاءل بشكل ملحوظ في الأعوام القليلة الماضية".
وقد ساهمت المشاكل المتزايدة في أفغانستان في الارتفاع الكبير في عدد الأشخاص النازحين جراء الصراع والحرب حول العالم والذين يبلغ عددهم حالياً 65.3 مليون شخص، ومن بينهم، 40 مليون نازح داخلياً، كالأشخاص الذين التقى بهم غراندي في غازي آباد.
وهذا يعني أن شخصاً واحداً من بين 113 شخصاً في العالم هو من النازحين قسراً الذين يتخطى عددهم عدد سكان فرنسا.
وقال غراندي بأنه، ومن دون إيجاد حل لأزمة النزوح في أفغانستان، سيكون هنالك "حلقة مفقودة" كبيرة في إعادة بناء البلد الذي يواجه خطر تجاهله من قبل المجتمع الدولي، وأضاف بأن العالم يجب ألا يرى ويفهم محنة هؤلاء الأشخاص فحسب، بل يجب عليه القيام بالكثير للمساعدة على إيجاد الحلول.
وختم قائلاً: "نحن ببساطة لا نملك خيار إدارة ظهورنا والابتعاد".