لاجئ صومالي موهوب يحلم بحياة جديدة في أمريكا تكريماً لوالده

كان عبد الرحيم الذي بلغ الحادية عشرة من عمره في تلك الفترة في المدرسة مع شقيقه الأكبر عبد الله، فنجيا مع ثلاثة أشقاء آخرين تمكنوا هم أيضاً من الفرار من إطلاق النار.

عبد الرحيم مع زوج والدته محمد بعد تلقيه شهادة تقدير في مسابقة "الصومال بلدي".  © UNHCR/A. Needham

أديس أبابا، إثيوبيا، 27 يوليو/تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يُقال أنك إن عانيت من أجل فنّك، فلن تموت أبداً. بالنسبة إلى عبد الرحيم عبد القادر عثمان، الفنان الصومالي اللاجئ الموهوب والبالغ من العمر 16 عاماً، فإن ذكرى مقتل والده هي التي تبقي حلمه بالحصول على حياة أفضل في أمريكا حياً.

اقتحم مسلحون من حركة الشباب في يونيو/حزيران 2009 منزل والده؛ المدرس والشريك في تأسيس مدرسة بيكاسو للفنون في مقديشو. أطلقوا النار عليه وعلى ثلاثة من أولاده وضربوا والدته لول بشكل عنيف فدخلت في غيبوبة استمرت لأسابيع.

كان عبد الرحيم الذي بلغ الحادية عشرة من عمره في تلك الفترة في المدرسة مع شقيقه الأكبر عبد الله، فنجيا مع ثلاثة أشقاء آخرين تمكنوا هم أيضاً من الفرار من إطلاق النار.

قال عبد الرحيم عن والده، بينما كان يشرب القهوة في كافيتيريا مكتب المفوضية في أديس أبابا، إثيوبيا: "لكل شخص شيء مهم في حياته، وتلك المدرسة كانت كل حياته. عندما كنت صغيراً كان يحملني على ظهره بينما يعطي الدروس."

بعد الهجوم، وبينما كانت والدة عبد الرحيم التي دخلت في غيبوبة في المستشفى، رتب الجيران سريعاً أمر فرار الولدين الكبيرين من مقديشو معهم على متن الرحلة التالية إلى هرغيسا، في شمال الصومال. ومن هناك عبرا الحدود إلى إثيوبيا ووجدا الأمان في مخيم أوباري للاجئين حيث كانت تقيم جدتهما.

عندما استيقظت والدة عبد الرحيم من غيبوبتها وسمح لها وضعها بالسفر، سافرت مع أطفالها الباقين إلى أوباري. كان لقاؤها بابنيها الأكبر سناً عاطفياً. وفي وقت لاحق تزوجت من عمّ عبد الرحيم الذي انضم إليها وأولادها في أوباري عام 2011. قال عبد الرحيم: "سعدنا عندما أصبح لدينا أب وأصبحت عائلتنا كاملة مجدداً."

كانت الحياة في أوباري قاسية وكان عبد الرحيم وأشقاؤه وشقيقاته يكسبون القليل من المال ويكملون حصصهم الغذائية من طلاء الشارات واللافتات الخاصة بالمفوضية وشركاء آخرين خلال الفعاليات؛ ومنها يوم اللاجئ العالمي. ولكن بعد أن انتشرت الأخبار عن موهبتهم تمت مساعدة العائلة لمغادرة أوباري ونُقلت إلى أديس أبابا حيث تمكنوا من الاستعانة بمواهبهم الفنية لكسب العيش. وحصلوا على الدعم أيضاً من برنامج اللاجئين الحضريين التابع للمفوضية.

فاز عبد الرحيم في العام الماضي بالجائزة الأولى في مسابقة يوم اللاجئ العالمي للفنون التي نظمتها المفوضية في الصومال عن لوحة بعنوان "الصومال بلدي" وصفت الدعم الذي تقدمه المفوضية للاجئين والنازحين داخلياً.

واليوم، وعلى الرغم من كل ما مر به، أصبح الفنان الصغير قادراً على أن يكون له أحلام كبيرة مجدداً ودخلت عائلته في المراحل الأخيرة لما يؤمل أن يكون عملية إعادة توطين ناجحة في أمريكا. ويقول: "أريد الأمل، الأمل بردِّ الجميل، وأريد أن أعيش حياتي كفنان."

يتطلع إلى تحسين لغته الإنكليزية والاستعانة بموهبته الفنية في الثانوية، ولكن كل ما يحلم به حقاً هو حياة أفضل بعيداً عن مقديشو وأوباري وأديس أبابا التي يعتبرها "جيدة ومليئة بالسلام، ولكن الحياة فيها صعبة"، حتى أنه يأمل بالعمل مع المفوضية في المستقبل.

ويختتم عبد الرحيم بالقول بينما ينهي قهوته: "نأمل أن نحصل جميعاً على تعليم جيد وعلى مستقبل جيد. هذه هي الحياة التي تمناها والدنا لنا والتي كلفته حياته."

وكان بيكاسو ليفتخر بذلك.

بقلم أندي نيدهام في أديس أبابا، إثيوبيا