تجدد القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية يتسبب بموجات نزوح جديدة
تشعر المفوضية بقلق شديد إزاء وضع حوالي 36,000 شخص أجبروا على الفرار من أربعة مخيمات في كيفو الشمالية وأُفيد أنهم في وضع يائس.
غوما، جمهورية الكونغو الديمقراطية، 13 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أجبر القتال بين الجيش الكونغولي والمتمردين عشرات آلاف الأشخاص في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على مغادرة أربعة مخيمات للنازحين داخلياً.
وبين أواخر مارس/آذار والأسبوع الماضي، غادر 36,000 شخص مخيمات مباتي وكيفوي ونيانغي وبويرو - التي تدير المفوضية ثلاثة منها من خلال شريك محلي- في منطقة ماسيسي في شمال محافظة كيفو الشمالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وصرّح ستيفانو سيفير، الممثل الإقليمي للمفوضية قائلاً بأن "المفوضية تشعر بالقلق الشديد إزاء وضع هؤلاء الأشخاص الذين أفاد شركاؤنا بأنهم في وضع يائس بعد أن نزحوا مجدداً. ونحن ندعو السلطات والأطراف المتنازعة إلى ضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية للنازحين وإيجاد مأوى بديل آمن لهم".
وفي حين أن كثيرين لجأوا إلى مخيمات أخرى للنازحين تدعمها المفوضية، يخيم آخرون في المدارس وفي ساحات الكنائس. ويشكل النساء والأطفال ثلاثة أرباع عددهم وينام الكثيرون في حقول الموز بالقرب من المواقع المفرغة دون مأوى مناسب.
وقد ذهب موظفون من المفوضية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الاثنين لتقييم الوضع والاحتياجات. وقال سيفير: "أخبرنا الشركاء المحليون بأن النازحين الجدد يفتقرون للطعام ولا يحصلون على الرعاية الصحية وأن الكثيرين منهم شديدو الضعف ويعيشون في فقر مدقع". وتشير التقارير الأولية إلى أن بعض الأشخاص تمنوا العودة إلى المخيمات لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وتشعر المفوضية بالقلق أيضاً إزاء احتمال تأثر المزيد من المخيمات في المنطقة نفسها مع مواصلة الجيش لعملياته ضد متمردي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا والجماعات المسلحة المتحالفة معها. وتدعو المفوضية السلطات إلى حماية المدنيين الذين يعيشون في هذه المخيمات وضمان طبيعتها المدنية.
وقد تم إفراغ مباتي، وهو أكبر المخيمات الأربعة والذي يقيم فيه حوالي 25,000 شخص، في أواخر مارس/آذار، وأفاد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار بأن ممتلكاتهم أُخذت بينما سُرق مركز طبي ومعدات تعود لمنظمات إنسانية. وغادر السكان المحليون أيضاً لكنهم استطاعوا العودة لاحقاً. وقد يكون الجيش استهدف عناصر مسلحة مشتبه بها تختبئ بين السكان المدنيين.
تأتي أحدث موجة نزوح في ماسيسي في وقت متوتر تشهد فيه كيفو الشمالية وضعاً متقلباً ومضطرباً وقد أصبح العنف فيها أسلوب حياة. وأفيد عن توترات عرقية في مناطق عديدة، وقد تؤدي التحركات القسرية للسكان إلى تفاقم الوضع.
ثمة حوالي 1.5 مليون نازح داخلياً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك أكثر من 610,000 شخص في كيفو الشمالية. ويعيش معظم النازحين في المحافظة ضمن المجتمع المضيف. وقبل التطورات الأخيرة، كان هناك 55 مخيماً للنازحين أيضاً، ومن بينها 27 تديرها المفوضية وتستقبل حوالي 145,000 شخص.