وتوضح اتفاقية العام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد "بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف."
ومنذ ذلك الحين، قدمت المفوضية الحماية والمساعدة لعشرات الملايين من اللاجئين، ووجدت الحلول الدائمة للعديد منهم. وقد ازدادت نسبة تعقيد أنماط الهجرة العالمية في عصرنا الحديث، فلم تعد تنطوي فقط على اللاجئين وإنما أيضاً على الملايين من المهاجرين لأسباب اقتصادية. غير أن ثمة اختلاف جوهري بين اللاجئين والمهاجرين، وإن كانوا يعتمدون في الكثير من الأحيان وسائل السفر نفسها، ولا بد بالتالي من معاملتهم بشكل مختلف بموجب القانون الدولي الحديث.
يختار المهاجرون، لا سيما المهاجرون الاقتصاديون، مغادرة ديارهم من أجل تحسين الآفاق المستقبلية لأنفسهم وأسرهم. أما اللاجئون، فيضطرون للمغادرة لإنقاذ حياتهم أو الحفاظ على حريتهم. فهم لا يتمتعون بحماية دولتهم - لا بل غالباً ما تكون حكومتهم هي مصدر تهديدهم بالاضطهاد. وفي حال عدم السماح لهم بدخول بلدان أخرى وعدم تزويدهم في حال دخولهم بالحماية والمساعدة، تكون هذه البلدان قد حكمت عليهم بالموت - أو بحياة لا تطاق في الظلال، دون الحصول على سبل الرزق ودون أي حقوق.
لاجئون سوريون في وجه العاصفة
09 يناير/ كانون الثاني 2015
ضربت عاصفة قوية الشرق الأوسط هذا الأسبوع حاملةً معها تدنياً في درجات الحرارة ورياحاً عاتية وثلوجاً كثيفة. وفي سهل البقاع اللبناني، عانى أكثر من 400,000 لاجئ الصقيع اللاذع مع سقوط ثلوج لم تشهدها البلاد من سنوات عديدة. يقيم اللاجئون في البقاع في مبانٍ مهجورة ومرائب سيارات وأكواخ وشقق وتجمعات غير رسمية. والوضع صعب بشكل خاص في التجمعات التي تضم مآوٍ مؤقتة يهدد ثقل الثلوج سقوفها بالهبوط.
وعلى الرغم من توفير مساعدات كثيرة لفصل الشتاء، إلا أن المفوضية ما زالت تشعر بالقلق. فعلى الرغم من أنها بذلت أفضل ما في وسعها، إلا أن وضع اللاجئين في لبنان ما زال سيئاً نظراً إلى عيشهم في فقر مدقع وإلى تشرذمهم. ويشكل ضمان أمن اللاجئين الموزعين على أكثر من 1,700 موقع وشعورهم بالدفء خلال أشهر فصل الشتاء وتمتعهم بالموارد الكافية للصمود في وجه العواصف، تحدياً مستمراً.
أمضى المصور الصحفي أندرو ماك كونيل يومين في سهل البقاع وثق خلالهما الحالة بالصور للمفوضية.
-
لاجئون سوريون يتنقلون بين المآوي في مخيم عشوائي في مدينة زحلة في سهل البقاع. يضم البقاع أكثر من 850 مخيماً من هذا النوع، ويقيم في هذه المخيمات ما يزيد عن 144,000 شخص؛ إلا أن مآويهم الواهية بالكاد تصمد في وجه الرياح والثلوج. © UNHCR/A.McConnell
-
لاجئون سوريون يجرفون الثلوج عن سطوح مآويهم في زحلة. تسببت هذه العاصفة الثلجية التي اعتُبرت من أقوى العواصف التي شهدتها البلاد منذ سنوات، بالدمار للاجئين في سهل البقاع الذين تنوء مآويهم تحت ثقل الثلوج. يستيقظ لاجئون كثيرون في الليل لجرف الثلوج عن سطوح منازلهم. © UNHCR/A.McConnell
-
ينظر زياد، 45 عاماً، وأولاده الصغار طارق ومصطفى وحمزة إلى الخارج من مأواهم في سهل البقاع، وهم يحاولون الحصول على حزمة من عيدان الحطب لتوفير بعض الدفء لهم. يقول زياد: "نحن نعيش في هذه الخيمة بدافع الحاجة؛ فلا يمكننا تحمل كلفة الإيجار والإقامة في شقة. انهارت الخيمة في الليل تحت ثقل الثلوج. نحن نحاول الحصول على الدفء... يجمع أولادي ما يستطيعون إيجاده من عيدان صغيرة لنشعلها." © UNHCR/A.McConnell
-
يعدّ حسن ابراهيم محمد، 38 عاماً، وزوجته عائشة، 36 عاماً، الطعام في المأوى الذي يقيمون فيه مع أولادهم ابراهيم ورجاء وزمزم، في مخيم عشوائي في سهل البقاع. تقول عائشة: "يضطر زوجي للصعود إلى السطح كل ساعة لجرف الثلوج وأخشى عليه من السقوط. اعتنت المفوضية بنا وقدمت لنا البطانيات والأغطية [البلاستيكية] والمدفأة التي تؤمن لنا الدفء، إلا أننا نحتاج إلى الحطب." © UNHCR/A.McConnell
-
تثبت أسماء وعمرها 12 عاماً الوشاح الذي تلف به رأسها، خارج مأوى عائلتها في سهل البقاع. يتوقع أن تدوم العاصفة "زينة" لعدة أيام وتحمل معها انخفاضاً في درجات الحرارة يصل إلى ما دون الصفر. © UNHCR/A.McConnell
-
تتناول هنوف وعائلتها وجبة الغداء خلال العاصفة في مأواهم في سهل البقاع. وصلت الأم البالغة من العمر 38 عاماً إلى لبنان مع عائلتها منذ ثلاث سنوات، قادمين من مدينة حمص الواقعة في سوريا. تقول هنوف: "ليس الوضع جيداً على الإطلاق. أمضينا الليل الماضي بطوله نجرف الثلوج عن سطح الخيم إلا أن خيمتين انهارتا في هذا المخيم. فصل الشتاء هذا سيكون الأسوأ. نغطي الأطفال في الليل بمعاطفهم ونحتفظ بالملابس القديمة لنحرقها. لقد نفد الخبز حتى في المتاجر." © UNHCR/A.McConnell
-
تمشي ليا، 8 أعوام، على كتل الخرسانة في منزل عائلتها الذي فاض بالمياه، في تجمع غير رسمي في سهل البقاع. ويتوقع فيضان المزيد من المنازل مع ذوبان الثلوج، خصوصاً في التجمعات الواقعة في مناطق منخفضة. © UNHCR/A.McConnell
-
أبوان يحملان أولادهما ويعبران فوق الثلج في سهل البقاع اللبناني. يُتوقع أن تنحسر العاصفة الثلجية، إلا أن درجات الحرارة ستستمر في الانخفاض في الأيام المقبلة. © UNHCR/A.McConnell
-
يوفر طبيب وممرضة من منظمة غير حكومية محلية في سهل البقاع، الأدوية للاجئين السوريين. ومع الانقطاع المؤقت للطرق، تعنى بعض منظمات الإغاثة المحلية بتلبية الاحتياجات الصحية للاجئين على الأرض. © UNHCR/A.McConnell
-
لاجئون سوريون صغار يستمتعون بما أتت به عواصف الشتاء من ثلوج في تجمع غير رسمي في سهل البقاع. بالنسبة إلى العديد من الأطفال السوريين المقيمين هنا، الثلج هو وسيلة للترفيه في ظل الضجر الذي يسيطر على حياة اللاجئين. © UNHCR/A.McConnell