فريق اللاجئين يغادر للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية ودخول التاريخ
سيشارك خمسة عدائين للمسافات المتوسطة من جنوب السودان، كانوا يعيشون حتى الفترة الأخيرة في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، في أول فريق أولمبي للاجئين.
نيروبي، كينيا- وسط دموع الفرح وعناق الوداع وأغاني التشجيع، تستعد مجموعة من الرياضيين اللاجئين الإفريقيين الشباب للسفر خارج نيروبي اليوم من أجل المشاركة في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في البرازيل من أجل دخول التاريخ.
وبعد وداع حار من قبل الأصدقاء والزملاء اللاجئين والمهنئين من كينيا، سيغادر عداؤو المسافات المتوسطة الخمسة من جنوب السودان والذين كانوا يعيشون حتى الفترة الأخيرة في مخيم كاكوما للاجئين، والذي يعتبر دون المستوى المطلوب والواقع في أقصى شمال كينيا.
وسينضم العداؤون الخمسة إلى خمسة آخرين من سوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ليدخلوا التاريخ من خلال المشاركة في أول فريق أولمبي للاجئين.
وقالت روز ناتهيك لوكونين، البالغة من العمر 23 عاماً، للمفوضية خلال مقابلة أجريت معها قبل المغادرة: "انا متحمسة جداً. هذه هي الفرصة الأولى التي يحصل عليها اللاجئون للمشاركة في الألعاب الأولمبية، وهي تعطينا الأمل لتشجيع الأجيال الشابة من نظرائنا اللاجئين الذين بقوا في المخيمات ربما لتنمية مواهبهم".
وقد تم تكشيل الفريق المؤلف من 10 أفراد والمدعوم من قبل المفوضية واللجنة الأولمبية الدولية، للفت انتباه العالم إلى حجم أزمة اللاجئين العالمية وليكون بمثابة رمز للأمل للاجئين في جميع أنحاء العالم والمحرومين من فرصة تمثيل بلادهم أو حتى ممارسة الرياضة جراء الصراع والاضطهاد.
وقد أمضى العداؤون الجنوب سودانيون الخمسة، وهم إمرأتان وثلاثة رجال، الأيام الأخيرة القليلة في نيروبي وهم يتدربون بشكل مكثّف للوصول إلى ريو وهم بأفضل حال، مع الاستعداد في الوقت نفسه لرحلة العمر – وهي رحلة كانت منذ أشهر قليلة تفوق أقصى طموحاتهم.
فرت الغالبية من الحرب الأهلية في السودان منذ أكثر من 10 أعوام. وإلى جانب الفرار إلى المنفى، لم يسافروا خارج كينيا. فقد عاشوا وترعرعوا في مخيم كاكوما النائي الذي لا يضم سوى عدداً قليلاً من المرافق الحديثة للشباب، وقد أثبت الركض أنه طريقة مرحب بها لينسى صعوبات الحياة اليومية.
وقال ييتش بور بييل، البالغ من العمر 21 عاماً: "نحن نحمل رسالة للعالم: أتينا كلاجئين، أتينا كسفراء للاجئين، واليوم نحن هنا لنظهر لكم أنه يمكننا القيام بكل ما يستطيع الآخرون القيام به، ولنكون أيضاً جزءاً من نشر السلام في العالم".
تدرب يتش، الذي سيركض مسافة 800 متر، مع بعض أبطاله في فريق الرياضيين الكينيين وقد أحرز تقدماً ملحوظاً على صعيد التوقيت في غضون أشهر. وقد كان في الـ 11 من العمر عندما وصل إلى المخيم من دون عائلته المباشرة التي فرت في اتجاه آخر إلى إثيوبيا ولم يرها منذ ذلك الوقت.
وأضاف: "يعطيني ذلك أملاً لمواصلة التدريب والعمل بجد حتى أصبح بطلاً يوماً ما وأمثل بلدي، لأنني لن أكون لاجئاً إلى الأبد وأنا متأكد من ذلك".
وقد أثنى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على الرياضيين الشباب.
وقال في بيان صدر مؤخراً: "إن مشاركتهم في الألعاب الأولمبية هي تقدير لشجاعة جميع اللاجئين ومثابرتهم على التغلب على المصائب وبناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم".
ورسمياً، سيتنافس الرياضيون ضمن الفريق الأولمبي للاجئين وسيسيرون مع العلم الأولمبي في حفل الافتتاح في دولة البرازيل المضيفة.
على غرار سائر الفرق في الألعاب الأولمبية، ستتولى مجموعة خاصة مرافقة اللاجئين لتلبية كافة احتياجاتهم الفنية اللازمة. وقد تم تعيين اللاعبة الأولمبية وحاملة الرقم القياسي في الماراثون سابقاً، تيغلا لوروب من كينيا، كرئيسة بعثة الفريق، في حين تم تعيين إيزابيل مازاو من البرازيل، التي سمتها المفوضية، كنائبة لرئيسة البعثة. وستقودان فريقاً من خمسة مدربين وخمسة مسؤولين آخرين عن الفريق.