الآلاف يفرون من الفلوجة والمفوضية تحذر من أزمة في التمويل

أطلقت المفوضية نداءً عاجلاً لتوفير مبلغ 17.5 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية لعشرات الآلاف من المدنيين الذين يتدفقون من مدينة الفلوجة في العراق في الأيام الأخيرة.

فقد فر أكثر من 85,000 شخص من الفلوجة والمناطق المحيطة بها منذ بدء الهجوم الذي شنته الحكومة لاستعادة السيطرة على المدينة من المتطرفين قبل شهر من الآن وتحديداً يوم 23 مايو. كما فر حوالي 60,000 من هؤلاء على مدى ثلاثة أيام فقط خلال الأسبوع الماضي، بين 15-18 يونيو. ومن المحتمل أن يكون هناك الآلاف ممن يخططون لمغادرة المدينة.

وتبرز الحاجة الملحة لتوفير التمويل من أجل توسعة عدد المخيمات وتقديم إمدادات الإغاثة العاجلة للنازحين الذين تحملوا أشهراً من الحرمان والمشقة دون ما يكفي من الغذاء أو الدواء. كما تحتاج المفوضية إلى الأموال لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي وغيرها لهذه الفئة من السكان المنهكين والمعرضين للصدمات النفسية.

وقد وفرت المفوضية وشركاؤها حتى الآن الخيام ومواد الإغاثة للأسر النازحة في عامرية الفلوجة والخالدية ومدينة الحبانية السياحية وذلك في مساحة تبلغ ما بين 20 إلى 30 كيلومترا من الفلوجة. ولكن مع ارتفاع أعداد القادمين الأسبوع الماضي، فإن الاكتظاظ آخذ في الازدياد. فهناك عائلتان وأحيانا ثلاث عائلات تضطر لاقتسام الخيام في كثير من الحالات، بينما ينام آخرون في العراء، دون مرافق النظافة. كما أن ارتفاع درجات الحرارة وغياب الظل وعدم كفاية مياه الشرب النظيفة يضاعف من هذا الوضع اليائس.

الاحتياجات المتزايدة دفعت درجة التمويل في المفوضية إلى مستوى الأزمة. فقد استلمت المفوضية بعد انقضاء نصف هذا العام 21% فقط من المتطلبات المالية الخاصة بالعراق والمنطقة المحيطة بها – وهي واحدة من أكبر حالات النزوح واللجوء في العالم. ولم تتسلم المفوضية سوى 127.7 مليون دولار أمريكي مقابل الاحتياجات المتوقعة والتي تبلغ 584 مليون دولار في عام 2016 في الوقت الذي بدأت فيه المفوضية باستنفاد الموارد المتاحة في العراق للتعامل مع التطورات السريعة في الفلوجة.

وقد تم إنشاء ستة مخيمات في عامرية الفلوجة إضافة إلى قيام المفوضية حالياً ببناء ثلاثة آخرين في الخالدية ومدينة الحبانية السياحية وتوسيع اثنين آخرين. لكننا نتوقع أن تكون هناك حاجة لبناء 20 مخيماً آخر خلال الأسابيع القادمة لاستيعاب 30,000 شخص. وتبرز أيضاً الحاجة الملحة للحصول على الأموال لشراء البطانيات والفرش وأوعية المياه وغيرها من أشكال الدعم.

وبالإضافة إلى الفلوجة، تستجيب المفوضية لعمليات النزوح خلال الأشهر الثلاثة الماضية لأكثر من 20,000 شخص من الموصل والمناطق المحيطة بها بسبب تجدد الهجمات هناك.

في الأيام القليلة الماضية، وصل ما يقرب من 3,000 شخص إلى مخيم ديباكه المزدحم في محافظة أربيل، مما رفع عدد السكان هناك وفي ملعب قريب إلى 10,000 شخص. ويقيم الوافدون الجدد في مركز استقبال شديد الاكتظاظ ويزيد سبع مرات عن طاقته الاستيعابية. هناك عدد قليل من المراحيض، في حين أن مياه الشرب في تناقص. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص لا يزالون يعيشون في الموصل وأي هجوم كبير ضد المدينة يمكن أن يؤدي إلى نزوح ما يصل إلى 600,000 شخص آخر.

وفي الإجمال، هناك أكثر من 3.3 مليون نازح داخلي في العراق ممن فروا من منازلهم منذ شهر يناير من عام 2014، إضافة إلى مليون شخص ما زالوا في عداد النازحين منذ اندلاع الصراعات الطائفية في منتصف أعوام 2000. كما سعى 230,000 لاجئ عراقي للجوء في بلدان أخرى في المنطقة. من بين هؤلاء اللاجئين، هناك حوالي 6,700 عراقي من داخل وحول الموصل قرروا الفرار إلى محافظة الحسكة في الشمال الشرقي من سوريا التي مزقتها الحرب.

 

لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يرجى الاتصال بـ:

في جنيف، آريان روميري: +41 79 200 7617 rummery@unhcr.org

في بغداد، كارولين غلوك: +964 780 920 7286  gluck@unhcr.org