مخيم سابق في تايلاند يتحول إلى مركز تعليمي

يقدّم مخيم خاو آي دانغ في تايلاند دروساً حول التنسيق المنقذ للحياة وتقاسم المسؤولية خلال نزوح الكمبوديين، للمساعدة على إعادة بناء حياة اللاجئين.

 

لقطة من الجو لمخيم خاو آي دانغ عام 1983.  © UNHCR/Ph. Herzig

ساكايو، تايلاند، 31 مايو/أيار – أعيد افتتاح مخيم قديم ومشهور كان قد استقبل عشرات الآلاف من اللاجئين الكمبوديين لأكثر من عقد، كمركز تعليمي، مما سلط الضوء على الاستجابة لأزمة لاجئي الهند الصينية.

وكان مخيم خاو آي دانغ قد افتُتح في عام 1979 بعد سقوط الخمير الحمر، وأصبح واحداً من المخيمات الأكثر ديمومةً بين تايلاند وكمبوديا. وفي فترة الذروة، أوى المجمّع الضخم المؤلف من مآوٍ من الخيزران والقش حوالي 140,000 لاجئ وقد أُقفل في عام 1993.  

ويستخدم المركز التعليمي حول تاريخ خاو آي دانغ الذي افتتح يوم الاثنين (30 مايو/أيار)، الصور وأشرطة الفيديو والنصوص تخليداً لفترة مهمة من نزوح الكمبوديين وكرمز دائم للاستجابة الإنسانية الدولية للأزمة.

وصرّح جيمس لينش، الممثل الإقليمي للمفوضية في جنوب شرق آسيا قائلاً: "يشكل خاو آي دانغ تذكيراً مؤثراً بحسن ضيافة تايلاند وبتقاسم المجتمع الدولي المسؤولية في أوج أزمة لاجئي الهند الصينية".

وأضاف: "مكّننا عملنا مع المؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة والمنظمات غير الحكومية من مساعدة اللاجئين على إعادة بناء حياتهم بعد المحن التي مروا بها".

أدارت المفوضية مخيم خاو آي دانغ مع السلطات التايلاندية لـ14 عاماً، معتنيةً بالبناء وإمدادات المخيم والطعام والمياه والحماية. ووفرت أكثر من 30 وكالة طوعية، بما في ذلك، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولجنة الإنقاذ الدولية ولجنة اللاجئين الأميركية وقرى الأطفال SOS ومؤسسة كير، الرعاية الطبية والتعليم والتدريب على المهارات وخدمات أخرى.

ويقدّر أن يكون 200,000 لاجئ قد أقاموا في هذا المخيم – بعضهم عاد إلى كمبوديا عندما تحسّن الوضع وأعيد توطين آخرين في بلدان ثالثة، بما في ذلك أستراليا وفرنسا والولايات المتحدة.

واليوم، تغطي بحيرة هادئة تحيط بها الغابات المنطقة التي كانت تقوم فيها أكواخ القش على مساحة تتخطى 2.3 كلم مربع في ظل جبل آي دانغ. ويحصل المركز الجديد على دعم إدارة الغابات في تايلاند التي تدير الموقع الحالي، بالإضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية.

 

معرض في مركز خاو آي دانغ التعليمي في تايلاند يسلط الضوء على الاستجابة الإنسانية الدولية لنزوح اللاجئين الكمبوديين الذي بدأ في سبعينيات القرن العشرين.   © UNHCR/Vivian Tan

 

وبالإضافة إلى معرضٍ داخليٍ، ثمة إشارات أيضاً داخل المخيم ترمز إلى الموقع السابق للمستشفى الجراحي للجنة الصليب الأحمر الدولية ونسخة أنجزت جزئياً عن مجمع معابد أنغكور وات في كمبوديا كان الفنان ياري ليفان قد بدأ بتنفيذها قبل أو يعود إلى كمبوديا في عام 1992 وينتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ويمنحه الرئيس باراك أوباما جائزة زمالة التراث الوطني من صندوق الهيئات الوطنية للفنون لعام 2015.

وأثناء حديثه في حفل الافتتاح، قال فاخراتون تيانشاي، محافظ ساكايو، بأنه كان طالباً يبلغ من العمر 17 عاماً عندما فُتح المخيم.

وتذكّر قائلاً: "علمت بأمر اللاجئين حتى أنني أحياناً كنت أسمع الطلقات النارية عبر الحدود. وعلى الرغم من مرور أكثر من 30 عاماً، إلا أنني ما زلت متأثراً بالدعم وبالتزام الاستجابة الإنسانية. وآمل أن نتمكن من تحويل هذا المكان إلى منطقة سياحية بيئية تستقطب الشباب ليتعرفوا أكثر على أزمة اللاجئين ويعرفوا كيف عملت الجهات الفاعلة معاً لحلها".

وقد استقبلت تايلاند أكثر من نصف مليون لاجئ من المنطقة منذ منتصف عام 1970. ويعيش حوالي 106,000 لاجئ من ميانمار حالياً في تسعة مخيمات على طول الحدود بين تايلاند وميانمار.