استمرار فرار اللاجئين بعد خمسة أعوام من الصراع في جنوب السودان

حتى الآن من عام 2016، وصل 7,500 لاجئ على الأقل إلى ييدا في جنوب السودان هرباً من الصراع الدائر منذ حوالي خمسة أعوام في ولاية جنوب كردفان في السودان.

 

اللاجئة السودانية أمل تطبخ وجبة الإفطار الأولى لأطفالها بعد يوم من وصولها إلى مخيم اجونغ توك في وجنوب السودان. خلال رحلتهم الطويلة من ولاية جنوب كردفان، لم يكن لديهم سوى طعام فاسد لتناوله.  © UNHCR/Rocco Nuri

جنيف، 3 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- قالت المفوضية اليوم بأنه وبعد خمسة أعوام من الحرب في المنطقة الجنوبية من السودان، يستمر آلاف اللاجئين بالفرار، ما يفرض ضغوطاً إضافية على الموارد الشحيحة أصلاً في دولة جنوب السودان المجاورة.

يصادف الخامس من يونيو/حزيران الذكرى السنوية الخامسة لاندلاع الصراع في ولاية جنوب كردفان السودانية. وحتى الآن من عام 2016، وصل أكثر من 7,500 لاجئ من المنطقة إلى ييدا، في ولاية الوحدة الواقعة في شمال جنوب السودان.

وفي مايو/أيَّار وحده، وصل حوالي 3,000 شخص إلى المنطقة التي تضم أصلاً حوالي 70,000 لاجئ. ومع اشتداد الصراع في السودان، يُتوقع وصول آلاف الأشخاص الآخرين في الأسابيع المقبلة.

يأتي اللاجئون أساساً من مقاطعات هيبان وأم دورين وبورام، في جبال النوبة في جنوب كردفان. وقد تحدثوا عن تصاعد العنف، بما في ذلك الهجمات البرية والقصف الجوي هناك.

وصرح المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز، في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الجمعة (3 يونيو/حزيران) قائلاً: "قال الوافدون الجدد أيضاً بأن النقص في المواد الغذائية وعدم تمكن الأطفال من الذهاب إلى المدارس هما من الأسباب التي دفعتهم إلى المغادرة، خصوصاً في أم دورين وجوارها. يصل معظم الأشخاص في الشاحنات في حين يأتي آخرون سيراً على الأقدام أو على الدراجات الهوائية، وقد تصل مدة رحلتهم إلى سبعة أيام".

ويقول اللاجئون الذين وصلوا في الأسبوع الماضي بأن الصراع انتقل مؤخراً إلى الجزء الشمالي الشرقي من ولاية جنوب كردفان، وقد حوصر بعض الأشخاص في مناطق الصراع وهم غير قادرين على الهرب. وحوالي 90 في المئة من الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال. وهناك طفل واحد من أصل كل عشرة أطفال بمفرده أو غير مصحوب من أحد أفراد أسرته.

وقال إدواردز: "في مركز ييدا للعبور، تقدم المفوضية وشركاؤها مساعدات فورية إلى الوافدين. ويعني ذلك تقديم وجبة ساخنة، والمياه، ولقاح ضد الحصبة، ومكان للراحة، وغيرها من المساعدات. ويتم تسجيل اللاجئين لضمان تحديد الأشخاص المعرضين للخطر أو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم على الفور".

من ييدا، يتم نقل اللاجئين بعد بضعة أيام بالحافلة إلى مخيم أجونك توك الذي أُنشئ في عام 2013 للمساعدة على التخفيف من بعض الضغوط التي يفرضها تزايد عدد الوافدين.

هناك، يتم تزويدهم بالأغطية البلاستيكية ودعامات لبناء منازل مؤقتة. ويحصلون كذلك على أواني الطبخ والمقالي، والناموسيات، والبطانيات، وفرش النوم والطعام. ويتم لم شمل الأطفال غير المصحوبين أو المفصولين عن ذويهم مع أسرهم أو يوضعون تحت الرعاية.

ونظراً لأن مخيم أجونك توك يستضيف أصلاً حوالي 41,000 لاجئ سوداني، يكاد المخيم يستنفد قدرته الاستيعابية (46,000 شخص). وتعمل المفوضية والشركاء على توسيع البنى التحتية للمخيم لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان.

وقد قامت المفوضية بتركيب ستة خزانات مياه إضافية، وبناء مئات المراحيض، وافتتاح مدرسة ابتدائية جديدة وبدأت ببناء أُخرى. ويجري بناء مخيم جديد في بامير، على بعد 50 كيلومتراً من الحدود جنوباً، لاستقبال الوافدين الجدد واللاجئين الذين كانوا يعيشون في ييدا خلال الأعوام الخمسة الماضية.

مع استمرار تدفق اللاجئين، تستنفد الخدمات. ففي الأسابيع الأربعة الماضية، انخفض معدل المياه المتوفرة من 19 لتراً للفرد في اليوم إلى 16 لتراً. وأصبحت المدارس مكتظة مع تقاسم أكثر من 100 طالب الصف نفسه. ومع عدم تخطي نسبة تمويل عمليات المفوضية في جنوب السودان الـ 17 في المئة،  باتت الخدمات وجودتها مهددة لا محالة.   

منذ بداية الحرب في جبال النوبة في عام 2011، فرّ حوالي 250,000 لاجئ سوداني إلى جنوب السودان، ومعظمهم إلى ولايتي الوحدة وأعالي النيل. وهناك حاجة ماسة إلى إيجاد حل للصراع ووضع حد للمعاناة أكثر من أي وقت مضى. فجنوب السودان في حد ذاته موطن لحوالي 1.69 مليون نازح داخلياً.