بطاقة شخصية تنقذ حياة لاجئة جنوب سودانية في السودان
أم لاجئة تعرب عن امتنانها لحصولها على بطاقة هوية منحتها إياها السلطات السودانية بعد أن مرت بمخاض كاد أن يودي بحياتها في الخرطوم.
الخرطوم، السودان، 30 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- لم تدرك تيريزا ماجوك*، اللاجئة من جنوب السودان والبالغة من العمر 35 عاماً، أهمية بطاقة الهوية التي حصلت عليها من السلطات السودانية إلى أن مرت بمخاض صعب الشهر الماضي.
كان قد حلّ منتصف الليل عندما سمع غاي دينغ صراخ زوجته في مايو، أحد المخيمات العشوائية التي يبلغ عددها حوالي 30 والمنتشرة في ولاية الخرطوم. ويشكّل هذا المخيم موطناً لـغاي وعائلته منذ فرارهم من العنف القائم في جنوب السودان في فبراير/شباط 2014.
لم يستخدموا من قبل بطاقات الهوية التي بدأت حكومة السودان، بدعم من المفوضية، بتوزيعها مجانًا في فبراير/شباط على ما يقارب نصف مليون جنوب سوداني يعيشون في السودان.
سرعان ما وصلت قابلة كبيرة في السن ذات يدين مجعدتين لكنما قويتين إلى منزل تيريزا وغاي حيث اكتشفت أن وضعية الجنين غير طبيعية. فاستدعت حالة تيريزا إجراء عملية قيصرية.
ألحّت القابلة قائلة: "يجب أن تأخذها إلى المستشفى حالاً وهناك ستتلقى مساعدة أفضل، وإلا ستموت هي والطفل".
شعر غاي بالذعر وهو يهرع بزوجته إلى مستشفى التعليم الأكاديمي المجاور. هناك، قيل له إنّ كلفة العملية تبلغ 1500 جنيه سوداني وعليه أن يدفع مسبقاً لإجراء العملية في خلال 48 ساعة.
لكن بما أنّ غاي عامل سيراميك لا يملك الكثير من المال، عرض أن يرهن خاتم زواجه وساعته لكنّ المستشفى رفض ذلك. فعاد يائساً إلى مايو آملاً التمكّن من اقتراض المال من مجتمعه، وإذا به يلتقي بالقابلة التي نصحته باستخدام بطاقة هوية تيريزا.
وقالت له، "مع بطاقات الهوية، يستطيع اللاجئون من جنوب السودان الحصول على جميع الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية المجانية في المستشفيات العامة."
عاد غاي مسرعاً إلى المستشفى حاملاً بطاقة هوية زوجته. ومنذ تلك اللحظة، تم إلغاء جميع فواتيرها الطبيّة.
وتُعَدُّ تيريزا من بين ما يقارب 500,000 لاجئ جنوب سوداني في السودان سيتمكنون من الحصول على الخدمات الضرورية المنقذة للحياة بفضل بطاقات الهوية الجديدة هذه.
يقول محمد أدار، ممثل المفوضية في السودان "إنّ توفير بطاقات الهوية هو أحد أهم التطورات في حياة اللاجئين من جنوب السودان في السودان لأنّ ذلك يمنحهم مجموعة من الحقوق من بينها الإقامة لأجل غير مسمى في البلاد".
"ونظراً إلى عدد الأشخاص الذي يأتون للتسجيل وأخذ بطاقات الهوية، ازداد تدريجيًا الوعي لدى الجنوب سودانيين حيال الفوائد التي توفّرها هذه البطاقات."
في ديسمبر/كانون الأول 2014، وقّعت المفوضية إتفاقية تاريخية مع السلطات السودانية لتأمين الدعم المالي والتقني لتسجيل من هم من جنوب السودان في جميع أنحاء السودان على مدى الأشهر الـ18 المقبلة.
ومنذ اندلاع الحرب في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول 2013، لجأ أكثر من 120,000 جنوب سوداني إلى السودان، لينضمّوا بذلك إلى 350,000آخرين كانوا قد بقوا هناك بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011، جميعهم مؤهلون للحصول على بطاقات هوية.
حتى الآن، أنتجت سلطات التسجيل أكثر من 100,000 بطاقة هوية للاجئين الجنوب سودانيين في أنحاء الخرطوم من أصل115,000شخص مسجل في تلك المنطقة.
"أشكر الله لأني حصلت على بطاقة هوية قبل أسبوع واحد فقط من دخولي في مخاض صعب"، تقول تيريزا وهي تبتسم لمولودها الجديد.
*جرى تغيير جميع الأسماء لحماية هوية اللاجئين.
بقلم محمد النعيم وبهية إيجه في الخرطوم، السودان