مهارات وآمال جديدة للاجئات الأفغانيات في إيران

نور محمد محمدي هو لاجئ أفغاني هادئ ومتواضع ولطيف، يبلغ من العمر 23 عاماً. فرّ من الحرب من ولاية ميدان وردك في أفغانستان في العام 1996 واستقر في إيران.

المخترع الأفغاني نور محمد محمدي، 23 عاماً، يعلّم الالكترونيات لمجموعة من النساء الأفغانيات اللاجئات في إيران.  © UNHCR/S.Rich

شيراز، إيران، 18 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - في مدينة شيراز في جنوب إيران، توصّل مجموعة من النساء الأفغانيات الأسلاك وتلحم اللوحات الكهربائية وتجعل السيارات أكثر أماناً. تبلغ واحدة منهن العشرين من عمرها، وهي تعيش مع والدتها المسنة منذ وفاة والدها. وتبلغ أخرى الثامنة عشرة من العمر وتعيش مع والدها المسن وشقيقها المعوق. بدأت حظوظهن تتغير منذ أن التقين بنور محمد.

نور محمد محمدي هو لاجئ أفغاني هادئ ومتواضع ولطيف، يبلغ من العمر 23 عاماً. فرّ من الحرب من ولاية ميدان وردك في أفغانستان في العام 1996 واستقر في إيران. وهناك، درس ميكانيك السيارات، بمساعدة جزئية من قبل المفوضية، وعمل كميكانيكي في متجر للسيارات في الوقت عينه.

ويوضح محمدي قائلاً: "عشت وعائلتي أيضاً في فقر. شقيقي من ذوي الإعاقة ولم يسمح والدي لشقيقتي بالذهاب إلى المدرسة أو العمل."

دفعته حالته لبدء اختراع نظم أمان للمركبات.و في العام 2012، قدمت له المفوضية مساعدة مالية سمحت له بابتكار نظام تشغيل مركبات، استطاع أن يحصل على براءة اختراع له. كما فاز بالمركز الثالث في المهرجان الوطني الإيراني للاختراع في أوائل العام 2013. تابع العمل على آليات سلامة جديدة للمركبات، بما في ذلك جهاز مراقبة السرعة الذي يبطئ السيارة عندما لا يكون حزام الأمان مثبتاً. وهو يفوز منذ ذلك الحين بجوائز وعقود من شركات السيارات لاختراعاته. وأخيراً، سجل شركته ومنح مكتب عمل من قبل وزارة العلوم في العام 2013.

وفي مارس/آذار 2014، تقدم محمدي من المفوضية بطلب لمساعدته في توسيع نطاق عمله. وتزامن ذلك مع الوقت الذي بدأت فيه المفوضية ونظيرها الحكومي، مكتب شؤون الأجانب والمهاجرين الأجانب (مكتب الأغراب) يتواصلان مع العائلات الضعيفة لدعمها بشكل أفضل. وتبين عندها أن العديد من النساء الماهرات تُركن خارج القوة العاملة. وبدأ مكتب الأغراب والمفوضية العمل بنشاط أكبر مع اللاجئين لتحمل المزيد من المسؤولية داخل مجتمعاتهم.

طور محمدي والمفوضية ومكتب الأغراب خطة لتوظيف النساء للعمل على تجميع اختراعاته مقابل الدعم المالي.

واليوم، يصنع محمدي أكثر من 10 اختراعات مختلفة للمركبات ولديه طاقم عمل من 13 شخصاً؛ بينهم إيرانيان اثنان والباقون أفغان. خمسة من موظفيه نساء وقد طلب مؤخراً من المفوضية مساعدته على توظيف المزيد من النساء.

تقول تهمينة البالغة من العمر 21 عاماً: "كان الأسبوع الأول صعباً بالنسبة لي. كنت أقوم بكل شيء بشكل خاطئ. ولكن كان محمدي صبوراً جداً وساعدني على إصلاح أخطائي. وفي الشهر الماضي كسبت 100 دولار أمريكي ".

وللتغلب على الحواجز الثقافية، يزود النساء بالمعدات حتى يتمكنّ من العمل من المنزل. تنظم النساء ساعات عملهن ويرعين أفراد عائلاتهن عند الحاجة. ويكسبن بين 100 و200 دولار في الشهر، بحسب عدد القطع التي ينتجنها. وقد حقق محمدي ربحاً بقيمة 4000 دولار أميركي خلال السنة المالية الماضية، أعاد استثمارها في الشركة.

وتقول مريم، موظفة أخرى: "منذ أن بدأت العمل في المنزل زادت ثقتي بنفسي وصرت قادرة على مساعدة عائلتي لتغطية نفقاتها. آمل أن أتمكن من تطوير مهاراتي والعمل في شركة كبيرة في المستقبل القريب".

ومحمدي فخور للغاية بالنساء اللواتي يعملن معه. "في مرة من المرات، أعطيت بعض العمل لشابة في العشرين من عمرها لم ترتد المدرسة يوماً. وكان من المفترض أن تعيد العمل منتهياً في أسبوع واحد، غير أنها عادت بعد يومين وكان العمل منجزاً بشكل ممتاز. في البداية اعتقدت أنها حصلت على مساعدة شخص آخر، ولكن بعدها رأيت أنها أنجزت كل العمل لوحدها. حتى أنها علمتني كيفية القيام بهذه المهمة بفعالية أكبر".

يأمل محمدي أن يتحسن الوضع الأمني في أفغانستان حتى يتمكن من العودة إلى دياره في يوم من الأيام ويلتحق بالجامعة ويؤسس شركة هناك.

وتضيف ريزا كافوش، جهة التنسيق مع المفوضية في شيراز في مجال سبل كسب العيش: " يعتقد الكثير من الناس أن اللاجئات الأفغانيات غير المتعلمات لا يستطعن القيام بأعمال تقنية معقدة، ولكننا أثبتنا العكس. فمع الوظائف تأتي الثقة والفخر والدخل وفرص أفضل للتوصل إلى حل دائم."

هذه هي حال تهمينة ووالدتها اللتين يعاد توطينهما في السويد: "سوف أقول للناس في السويد بأنه بإمكاني المساعدة في صنع الأجهزة الإلكترونية، وآمل أن أجد عملاً هناك حتى أستطيع متابعة دعم عائلتي."

ويقول محمدي: "لدي الكثير من الأفكار التي من شأنها مساعدة المجتمع الأفغاني في إيران. وأود التواصل مع طلاب الجامعات الأفغان واختراع المزيد من المنتجات معهم. أنا متأكد من أن لديهم أفكار جيدة. وإذا وجدت من يستثمر المزيد من الأموال في عملي، فسأتمكن من إقامة ورشة عمل وتوظيف المزيد من اللاجئات الضعيفات".