عراقيون يفرون من الموصل إلى الأمان النسبي في سوريا
في الشهر الماضي، قام أكثر من 4,000 عراقي بالرحلة الخطيرة عبر الجبهات الصحراوية للوصول إلى منطقة الحسكة النائية في سوريا.
القامشلي/دمشق، سوريا، 27 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – وصف عددٌ من أكثر من 4000 لاجئ عراقي فروا من الموصل والمناطق المحيطة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا للوصول إلى سوريا في الشهر الماضي، الرحلات الخطيرة التي أُجبروا على القيام بها للوصول إلى بر الأمان.
فمنذ بداية شهر مايو/أيار، وصل 4,266 لاجئاً عراقياً إلى مخيم الهول الواقع على بعد 14 كيلومتراً من الحدود العراقية، في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا. وأفاد معظهم أنهم فروا من المتطرفين المسيطرين على المدينة الواقعة في شمال العراق أو من المعركة الوشيكة لاستعادتها أو من الاشتباكات الجارية في المناطق المحيطة بها.
ونتيجةً لذلك، وقبل وصول أي موجات إضافية من اللاجئين العراقيين، نظمت المفوضية خمسة جسور جوية لنقل المواد الطارئة كالخيم والبطانيات من الأردن إلى القامشلي في أقصى شمال الحسكة.
ووصلت الشحنة الأولى المؤلفة من 13,000 بطانية يوم الخميس، وستكون الكمية الإجمالية من المساعدات كافية لدعم ما يصل إلى 50,000 لاجئ عراقي ومواطن سوري يستضيفونهم في المجتمعات المحلية.
وقال الكثير من اللاجئين بأنهم اضطروا إلى اللجوء إلى المهربين للقيام بالرحلة من الموصل، التي تستغرق عادةً بين يومين وأسبوع لمغادرة المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وعبور الجبهات للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في الحسكة.
ووصف عثمان وهو رجل عراقي يبلغ من العمر 30 عاماً فر من الموصل مع عائلته، الرحلة باعتبارها الأخطر في حياته. فقد أُجبر على حمل ابنه موفق المصاب بالشلل الرباعي والبالغ من العمر ستة أعوام على كتفيه طوال الرحلة الشاقة عبر الصحراء.
وقال عثمان للمسؤولين في المفوضية بعد وصوله إلى سوريا: "إنّ تمكننا من عبور المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون دون أن يتم القبض علينا ونجاتنا من طقس الصحراء القاسي معجزة حقيقية". وعبّر باكياً عن خوفه من أن يموت ابنه – الذي يعاني أيضاً من مرض الصرع- إن لم يحصل على عناية طبية عاجلة.
وبسبب انعدام الأمن، يتعذّر وصول مساعدات الأمم المتحدة حالياً عبر البر من داخل سوريا وعبر تركيا إلى الشمال، إلى محافظة الحسكة التي تستضيف حوالي 90,000 نازح سوري، جراء الصراع المستمر منذ وقت طويل في البلاد، فضلاً عن أكثر من 16,000 لاجئ عراقي.
وتُبذل الجهود أيضاً لمحاولة إنشاء جسر جوي بين دمشق والقامشلي لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية مقدمة من مختلف وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك المواد الغذائية والمواد الأساسية الأخرى.
وتعمل المفوضية مع الشركاء من المنظمات غير الحكومية المحلية لتوفير المساعدة الإنسانية للواصلين الجدد، الذين لا يقيم معظمهم في مآوٍ مناسبة ولا يتاح لهم الوصول إلى المرافق الصحية ولا يحصلون على الرعاية الطبية.
وفضلاً عن توزيع الخيم والبطانيات وحصر النوم، تقوم المفوضية أيضاً بتنسيق الجهود لتوفير الرعاية الصحية للاجئين الذين يعاني الكثيرون منهم من الأمراض الجلدية وأوضاع صحية أخرى بسبب الحر والتعرض للغبار خلال الرحلة الطويلة.
وقال ممثل المفوضية في سوريا، سجّاد مالك، بأن المفوضية تقوم بكل ما بوسعها لتوفير المساعدة للعراقيين الذين يبحثون عن الأمان في سوريا.
وقال: "نحن نشعر بقلقٍ شديدٍ لأن الكثير من الأشخاص يجبرون على الفرار من القتال، معرضين حياتهم للخطر نظراً للصعوبات البالغة التي يواجهونها للوصول إلى الأمان في المناطق النائية. ونشدد على أهمية السماح بالمرور الآمن لجميع المدنيين الفارين من الحرب والصراع بحثاً عن الأمان".