الآلاف ينزحون في النيجر بعد هجمات بوكو حرام
أجبرت هجمات المتشددين حوالي 100,000 شخص على النزوح من منازلهم في جنوب شرق النيجر، الأمر الذي يستنفذ قدرات المفوضية على الاستجابة.
جنيف، 19 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - تصارع المفوضية وشركاؤها لمساعدة حوالي 100,000 شخص نزحوا من منازلهم في الأسابيع الأخيرة في منطقة ديفا، جنوب شرق النيجر، بسبب الهجمات التي شنتها جماعة بوكو حرام المسلحة النيجيرية.
ويفيد فريق المفوضية في النيجر بأن الوضع خطير جداً وأن النقص كبير في المآوي ومواد الإغاثة الأساسية للنازحين، ومن بينهم قرويون محليون ونازحون داخلياً من النيجر وأشخاص نزحوا عدة مرات.
ومن المتضررين أيضاً اللاجئون النيجريون الذين كانوا يقيمون مع عائلات مضيفة أو في مخيمات النازحين التي تمتد على 10 إلى 30 كيلومتراً من اليابسة بين بحيرة كومادوغو والطريق الوطنية رقم 1 في النيجر. وهجر السكان حوالي 170 قريةً في منطقة ديفا.
وصرح أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية للصحفيين في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء (19 يناير/كانون الثاني) في جنيف قائلاً بأن "المفوضية تقوم بإعادة توجيه الموارد المتاحة لتلبية الاحتياجات الملحة للمأوى والمساعدات الأخرى وتدعو الجهات المانحة إلى تقديم دعم إضافي لمساعدة هذه الفئة الضعيفة من السكان في منطقة ديفا".
وشدّد إدواردز على أن المسؤولين يتوقعون فرار المزيد من المنطقة الحدودية غير المستقرة عندما يعود فصل الجفاف بعد أسابيع وتُستأنف العمليات العسكرية النيجيرية في المنطقة.
بحث النازحون حديثاً عن المأوى على طول الطريق الوطنية رقم 1 في النيجر، التي تربط العاصمة نيامي بشرق البلاد. ولم يتمكن الجيش في النيجر من ضمان الحماية للقرويين وفي مواقع النازحين لأنها منتشرة على مساحة واسعة وغالباً ما تُشن الهجمات فيها خلال الليل.
كما حاول الكثير من النازحين حديثاً إيجاد المأوى في كوبليه التي تقع على بعد حوالي 910 كيلومترات شرق نيامي على الطريق الوطنية رقم 1 والتي يبلغ عدد سكانها 300 نسمة فقط. وقام فريق من المفوضية بزيارة إلى المنطقة خلال الأسبوع الماضي ووجد مجموعة مختلطة من اللاجئين النيجيريين والقرويين المحليين والنازحين داخلياً.
وقد أجرت الحكومة المحلية مؤخراً تسجيلاً مؤقتاً في كوبليه وحددت عدد النازحين الذين وصلوا إلى هناك منذ نوفمبر/تشرين الثاني وقد تخطى 10,000 شخص من 20 قريةً، بينهم لاجئون نيجيريون فروا من منازلهم منذ عام 2013.
وفي كوبليه كأي مكان آخر، يعيش الأشخاص في مآوٍ مؤقتة في الطريق رقم 1 على امتداد 100 كيلومتر من الطريق العام. وللعائلات الواصلة حديثاً مرافق قليلة للصحة العامة وهي تضطر إلى عبور مسافة بعيدة لجلب المياه من نقاط التوزيع.
وتقوم منظمة أطباء بلا حدود وهي شريكة المفوضية في مجال المساعدات الإنسانية، بتوفير الرعاية الصحية وخدمات الصحة العامة، ولكنها تحتاج للمزيد من الدعم. فالكثير من الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة. وفي حين يلبي برنامج الأغذية العالمي حالياً الاحتياجات الغذائية في منطقة ديفا، إلا أن هنالك حاجة ملحة للحصول على مساعدات أخرى ولا سيما المأوى المناسب.
وقال إدواردز: "الحصول على المساعدة أمر ملحّ وقد عرضت المفوضية إجراء عملية تسجيل أكثر شمولاً تسهل تحديد الاحتياجات، لا سيما مع نزوح الكثير من اللاجئين والسكان المحليين مرات عديدة في الأشهر الأخيرة، وقد يكونون احتُسبوا مرتين أو لم يُحتسبوا على الإطلاق".
ويزداد تقديم المساعدة صعوبةً لأن الناس يعيشون في مواقع عشوائية بدلاً من المخيمات حيث الإجراءات الأمنية أكثر تشدداً وحيث يسهل عليهم الحصول على الماء والاستفادة من الرعاية الصحية ومرافق الصرف الصحي. وحالياً، تواجه المفوضية وشركاؤها صعوبات في تلبية الاحتياجات.
وأجبر الصراع في شمال شرق نيجيريا أكثر من 220,000 شخص على اللجوء إلى البلدان المجاورة منذ عام 2013، ومن بينهم 138,300 شخص في النيجر (أشخاص من نيجيريا ومن النيجر). كما نزح أكثر من 2.2 مليون شخص داخلياً، لا سيما في ولايات أداماوا وبورنو ويوبي. وفي النيجر، أدت الغارات التي شنها المتمردون إلى نزوح ما يقدّر بـ50,000 شخص داخل البلاد، ولكن هذا الرقم قد يتغير الآن.
يذكر بأن عملية المفوضية في النيجر ممولة بنسبة 49% فقط إذ تم الحصول على 24.9 مليون دولار أميركي من القيمة الإجمالية المطلوبة والتي تبلغ 51 مليون دولار أميركي.