قافلة مساعدات من المفوضية تصل إلى مدينة حرستا المحاصرة
وصلت القافلة متعدد الوكالات محملة بمواد غذائية ضرورية وأدوية وغيرها من المساعدات لـ10,000 شخص من السكان المحاصرين في شرق حرستا منذ أوائل عام 2012.
شرق حرستا، سوريا، 19 مايو/أيار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – تمكنت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة من إيصال المواد الغذائية الضرورية والأدوية وغيرها من المساعدات لحوالي 10,000 شخص من سكان المدينة الريفية الذين يعيشون دون كهرباء أو ماء منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقد وصلت القافلة المؤلفة من 29 شاحنة محملة بمواد تشمل زيت الطهي والدقيق والعدس وقطع القماش المشمع وأواني الطبخ هذا الأسبوع إلى شرق حرستا، وهي منطقة زراعية غنية تقع على بعد 11 كيلومتراً فقط من العاصمة السورية دمشق.
تمكن السكان المحليون من البقاء على قيد الحياة من خلال زراعة بعض الفاكهة والخضار منذ بدء الحصار في أوائل عام 2013 إلا أنهم كانوا يفتقرون إلى معظم المواد الغذائية الرئيسية. كذلك، فإن الوصول إلى الخدمات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، مازال محدوداً.
بعد وقت قصير من دخول القافلة إلى المدينة يوم الأربعاء (18 مايو/أيار)، أفاد نور الدين، وهو أحد السكان المحليين والبالغ من العمر 55 عاماً، قائلاً: "أتمنى أن ... ينظر المجتمع الدولي عن كثب إلى الأزمة السورية وأن يساعد المواطنين السوريين من خلال إرسال مواد الإغاثة إلى مدنهم".
وأضاف قائلاً: "نحن بحاجة إلى زيت الطهي والسمن واللحوم وغيرها من المواد الغذائية التي تنقصنا، كما أننا نريد أن نعيش حياة طبيعية من جديد".
تسببت الحرب الدامية في سوريا والتي دخلت عامها السادس بمقتل أكثر من 250,000 شخص وإرغام أكثر من 4.8 مليون شخص على الفرار إلى الدول المجاورة وحدها. ومن بين الباقين في البلد، يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها أو في مدن محاصرة.
منذ بداية هذا العام، ونظراً إلى وقف الأعمال العدائية الذي بدأ في فبراير/شباط، تمكنت الجهود المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة من إرسال أكثر من 50 موكباً لنقل إمدادات إنسانية منقذة للحياة إلى حوالي 800,000 سوري محتاج.
وكانت الشاحنات التي وصلت إلى شرق حرستا تحمل مساعدات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، كما رافقها الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال السكان للمفوضية بأن الكهرباء تأتي بشكل متقطع وبأن المياه الجارية هي من الكماليات، وبأن عليهم ضخ المياه يدوياً من الآبار من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقال شادي، وهو عامل سابق في مصنع حلويات، بأنه أعال عائلته منذ بدء الحصار من خلال الدولارين اللذين كان يحصل عليهما مقابل كل يوم عمل في الحراثة أو الحصاد، من وقت إلى آخر في المزارع المحلية. ونظراً إلى محدودية قدرته على دعم ابنته البالغة من العمر 16 شهراً، كان شادي متشائماً.
وقال: "لا أرى أي مستقبل. لست متأكداً مما إذا كنت أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال، ولكن إن فعلت، أريدهم أن يحصلوا على حياة أفضل من الحياة التي عشتها".
تجري فرق الأمم المتحدة تقييماً سريعاً للأوضاع في شرق حرستا لتحديد الثغرات واحتياجات السكان، وذلك بغية التخطيط بشكل أفضل لعمليات الإغاثة في المستقبل.
لا تزال خمس مدارس مفتوحة مع عدد محدود من الطلاب وعدد قليل من المعلمين الذين يقدمون الدروس حتى الصف التاسع.
بقلم فراس الخطيب في شرق حرستا، سوريا.