نزوح الآلاف من العراقيين بسبب احتدام القتال حول الموصل

نزح أكثر من 14,000 عراقي من ديارهم وتم تسجيلهم في مخيمات وذلك إثر تجدد الهجوم الذي تشنه قوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنوب شرق الموصل منذ أواخر شهر مارس من هذا العام. وتخضع الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، لسيطرة تنظيم الدولة منذ عامين تقريباً، وتحديداً منذ 10 يونيو 2014.

وإلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، يفر السكان من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بشكل يومي مع اقتراب قوات الأمن من المدينة. وقد صل يوم 3 يونيو 800 شخص إلى مخيم ديباكه للعائلات النازحة في محافظة اربيل، بعد رحلة خطرة عبر حقول الألغام. ومنذ عودة العمليات القتالية بين تنظيم الدولة والقوات الحكومية يوم 24 مارس، تم تسجيل أكثر من 8000 شخص من القرى الواقعة إلى الشرق من نهر دجلة في المخيم. وبعد أن امتلأ الآن مخيم ديباكه، يتم التحضير لتوسعته من قبل المفوضية وشركائها وبالتعاون مع الحكومة بالقرب من الملعب والمناطق المجاورة، وذلك بهدف إيواء حوالي 600 عائلة.

وقال رئيس وحدة الاستجابة الميدانية في محافظة اربيل فريدريك كوسيغ بأنه "ليس هناك طريق آمن للنازحين الفارين من العنف وتستخدم الأسر الطرق الثانوية، غالباً خلال الليل، عابرة مناطق خطرة، وهناك تقارير تفيد بأن هناك بعض النازحين المحاصرين، مصابين بجروح خطيرة أو تعرضوا للقتل في حقول الألغام في طريقهم إلى بر الأمان".

وأضاف: "إن مستوى الصدمة بين النازحين الواصلين إلى ديباكه كبير جداً. وتعمل فرق المفوضية وشركائها على مساعدة الأسر على اكتساب الشعور بالحياة الطبيعية من خلال خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي والدعم في حالات الطوارئ ".

وقد يؤدي الهجوم المحتمل على الموصل إلى نزوح أعداد هائلة من الأشخاص تصل إلى أكثر من 600,000 شخص. وقد دأبت المفوضية والوكالات الإنسانية الأخرى على إعداد الخطط الاحترازية بغرض الاستجابة.

وبالإضافة إلى ذلك، تم رصد تدفق نحو 6,700 عراقي دخلوا إلى محافظة الحسكة شمال شرق سوريا باستخدام شبكات التهريب المحلية منذ شهر ابريل، من ضمنهم أسر تمكنت من الفرار من الموصل وآخرون غادروا المناطق المحيطة بها وتوقعوا مزيداً من القتال.

وتعتبر هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تضطر الأسر غالباً للسفر ليلاً. كما أفاد النازحون عن خشيتهم من الألغام الأرضية ومن أن يتم القبض عليهم من قبل تنظيم الدولة خلال رحلتهم التي تستغرق أسبوعاً كاملاً.

وتعمل فرق المفوضية وشركائها في سوريا على تحديد القادمين الجدد، ويجرون تقييمات منتظمة للاحتياجات لتنسيق المساعدة، من ضمنهم حوالي 5,400 شخص ممن وصلوا في الأشهر القليلة الماضية، ويقيمون في مخيم الهول الذي أعيد تشغيله في سوريا.

وقال العائلات بأنه كان من المستحيل الانتقال من الموصل إلى وسط العراق، وأنه من الأسهل الوصول إلى المناطق الأكثر أمناً في العراق عن طريق الدخول أولاً إلى سوريا. ومع ذلك، لم يحصلوا حتى الآن على إذن عبور الحدود إلى العراق.

وتعمل المفوضية على تنسيق الاستجابة عبر الحدود مع مكاتبها الواقعة في إقليم كردستان في العراق، والقامشلي في سوريا من أجل إرشاد العراقيين النازحين ومتابعة أمورهم بشكل فردي.

أما في العراق، تجري فرق الحماية التابعة للمفوضية زيارات يومية إلى الحدود، حيث يتحدثون مع العائلات والسلطات، للحصول على معلومات عن التحركات والاتجاهات عبر الحدود.

منذ عام 2012، تقوم المفوضية بمراقبة الحدود، وذلك مع بداية التدفق الهائل للاجئين السوريين الذين دخلوا للعراق بحثا عن الأمان واللجوء.

وقال برونو جيدو، ممثل المفوضية في العراق بأن " أثر سقوط الموصل قبل عامين لا يزال يتردد صداه في العراق والمنطقة، فقد تعرض حوالي 10% من سكان العراق للنزوح بسبب الصراع، الكثير منهم عائلات فرت نتيجة العنف الذي يتسبب به".

وأضاف جيدو: "لا يسعنا سوى أن نأمل أن يشكل عام 2016 نقطة تحول، بحيث يمكن للأسر النازحة العودة إلى ديارها وإعادة بناء حياتها والتطلع إلى مستقبل أفضل".

انتهى

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

  • في اربيل: كلوي كوفز، مسؤولة العلاقات الخارجية

يوسف محمود، مساعد تنفيذي

  • +964 770 670 0815
  • في بغداد: كارولين غلوك، كبيرة مسؤولي الإعلام
  •    + 964 780 920 7286

ريم سواعد، مساعدة الإعلام

  •    + 964 780 195 8468