قصة سينيكا ستيمني، من فنلندا إلى السويد

قصة سينيكا ستيمني، من فنلندا إلى السويد
كنت في الرابعة من العمر حين اندلعت الحرب بين فنلندا والاتحاد السوفياتي. وفي السنوات التالية، أثناء الحرب العالمية الثانية، تم إجلاء أكثر من 70,000 طفل من فنلندا التي مزقتها الحرب. وكان الأطفال الذين تم إجلاؤهم من الرضع والمراهقين-كنت أبلغ 8 سنوات من العمر فقط حين انفصلت عن والديّ وأجدادي وأرسلت إلى السويد في العام 1944 من هلسنكي في فنلندا.

لقد غادرت وطني في فبراير، في منتصف الشتاء، بعد سنوات طوال من التفجيرات وعمليات الإجلاء. تركت كل ما كان مألوفاً بالنسبة لي: أهلي وبلدي ولغتي.

وكنت حينئذ متحمسة لمغادرة فنلندا إلى السويد السلمية. كانت السويد بالنسبة لي موطناً ساحراً ولكن لم أكن أدرك معنى الإجلاء حتماً. كان الواقع مختلفاً كليّاً؛ أثناء 11 شهر في السويد تنقلت بين ثلاثة دور رعاية. وكانت تلك الحياة محيرة بالنسبة لطفلة وكنت ألوم نفسي. كنت أشعر وكأنني المخطئة وبأنني لم أكن صالحة بما فيه الكفاية. أتذكر أنني كنت أبكي طيلة الليل إلى أن أغفو كل ليلة طوال شهور. كنت أتوجه إلى الله فلم يكن لدي أحد آخر أخاطبه. كنت أرجوه أن يعيدني إلى فنلندا. ولكن لم تكن هناك وسيلة تعيدني إلى أمي في ذلك الوقت.

أصبحت حياتي جيدة بعد أن عالجت اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن طفولتي. استيعاب ما كان يحدث والتصالح مع ماضيّ تطلب مني سنوات. ولكن منذئذ، كان حياتي سعيدة محاطة بحب عائلتي الكبيرة: ثلاثة أطفال و8 أحفاد وأطفالهم.

لا تزال طفولتي ترافقني. في كل مرة أسمع أخبار مأزق القصّر غير المصحوبين أتذكر قصتي. طفولتي محرك نشاطاتي في مجال مساعدة أطفال الحرب اللاجئين. تكرّم الجمعية الوطنية لأطفال الحرب الفنلنديين في السويد أطفال الحرب حول العالم وتدعمهم في خلال مبادرة “يوم من أجل أطفال الحرب” الواقع في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني.


أسرة واحدة فرقتها الحرب رقم أكبر من أن يحتمل

تعرفوا أكثر عن عملنا مع اللاجئين بزيارة UNHCR-Arabic.org