أندرو ماك كونيل، مصور صحفي

سعدة، المرأة التي تخطت المئة عام. تصوير: المفوضية / أ. ماك كونيل

سعدة، المرأة التي تخطت المئة عام. تصوير: المفوضية / أ. ماك كونيل

أندرو ماك كونيل

تبلغ سعدة 102 عاماً من العمر وهي لا تملك منزلاً إنما هي محاطة بعائلتها وجيرانها. ومن السهل جداً  أن تعرف لم يستمتع الجميع برفقتها وهي تتذكر الأيام التي قضتها في سوريا سابقاً. فقد قالت لأحد زوارها حديثاً: “في السابق، لم يكن أحد يملك الوقت لإشعال الحرب. كنّا معتادين على الاستيقاظ قبل شروق الشمس والتوجه إلى العمل في الحقل.” وتضيف وهي تضحك قائلة: “وفي نهاية اليوم، وعندما كنت أشعر بالتعب، غالباً ما كنت أنام على ظهر الحمار في طريق العودة إلى المنزل.”

سعدة إمرأة سريعة التغلب على مشاكلها. لقد خسرت سبعة من أولادها الـ 10 في سن صغيرة، وخسرت زوجها منذ 13 سنة، واليوم خسرت بلدها. في البداية، تردّدت في الرحيل، وحتى بعدما بدأ القصف في منطقتها، تابعت حياتها اليومية وقد قالت: “كنت في الخارج أقوم بفرز الزيتون والطائرة تحلّق فوقي. فبدؤوا يصرخون من المنزل وينادونني حتى أدخل لكنني سألتهم “لماذا؟” فالطائرة لا تريد شيئاً مني وأنا لن أقاتلها بالزيتون!”

وفي النهاية، تمكّن حفيدها المفضّل البالغ من العمر 21 عاماً من إقناعها بالفرار لكن بعد أن وعدها بأنه سيحمل جثتها ويدفنها إلى جانب أخيها حين تأتي ساعتها.

وقالت: “لو كنت أملك سيارة لما غادرت سوريا أبداً. بل كنت تجوّلت فيها طيلة اليوم من دون أن أكترث بالمكان الذي أذهب إليه طالما أنني ما زلت في سوريا… أفضّل أن أعيش في كومة من الحجارة داخل بلادي بدلاً من أن أكون لاجئة في مكان آخر.”

وهي تشكر المفوضية والمنظمات الأخرى التي ساعدتها ولكنها تضيف: “أنتم بحاجة إلى تقديم أكثر من صندوق طعام إذ تحتاجون أيضاً إلى التفاعل مع أشخاص آخرين للتأكد من أنهم لا يزالون بشراً وليس مجرّد عدد.”


أسرة واحدة فرقتها الحرب رقم أكبر من أن يحتمل

تعرفوا أكثر عن عملنا مع اللاجئين بزيارة UNHCR-Arabic.org