جايسون تانر، مصور فوتوغرافي
جايسون تانر
أمضيت عامين تقريباً في المماطلة بالعمل على كيفية معالجة وتصوير موضوع العنف الجنسي في النزاع إلى حين وجدت نفسي أعمل على مهمّة متعلّقة باللاجئين عند الحدود بين الإكوادور وكولومبيا. وأدركت بأن كل ما كنت أظن بأنني أعرفه وأفهمه حول هذا الموضوع، وبخاصة في أميركا اللاتينية، لم يكن له أي معنى. كذلك، فقد أسأت تقدير مدى تعقيد العلاقة بين اللاجئين ومسألة العنف الجنسي.
وكنت طيلة أربعة أسابيع أعبر بالمركب وغالباً ما كان ذلك من دون إعطاء إنذار مبكر، وأحياناً في السر، للالتقاء بلاجئين فارين من الاضطهاد وأعمال العنف في كولومبيا المجاورة وتصويرهم. واستغرق الأمر أكثر من أسبوعين لتنظيم مقابلة مع ماريا ( ليس اسمها الحقيقي). كذلك، تم إجراء محاولات عديدة أخرى إلا أنه تم إلغاؤها بسبب مخاوف تتعلّق بالسلامة والحماية. وقد تساءلت عن حجم الخطورة عندما يسمح لي أحدهم إجراء مقابلة معه والتقاط صورة له.
يشكّل “منزل” ماريا المصنوع من الخشب، والمليء بالجرذان، والمغمور بشكل جزئي بمياه الفيضان السامة، نصف الخطر الذي يحيط بماريا وبعائلتها الشابة. كنا نعمل بسرعة مدركين بأن المجتمع الذي “كله آذان صاغية وعيون منفتحة” قد يبدأ سريعاً تناقل الأخبار عن وجود زوار مسلّحين بكاميرات ودفاتر ويقصدون منزل اللاجئة المحلية وبناتها. وكان ترحيبها الحزين والقلق مؤشراً على ضعفها، وعلى المخاطرة التي قامت بها إذ منحتنا هذا الامتياز.
ومن المهارات المطلوبة من المصور والتي تطرح أعلى نسبة من التحديات هي إصدار صورة مجهولة من أجل حماية هوية الشخص. فشهادة ماريا المؤلمة وظروف المقابلة ذكرتني بواجب الرعاية، والمسؤولية والالتزام الذي يجب أن نتحلى به كمصورين.