وعلى عكس المخيمات المغلقة، تقدّم المدن للاجئين فرصة عدم الإفصاح عن هويتهم وكسب المال وبناء مستقبل أفضل إلا أنها تشكل لهم خطراً في الوقت نفسه: إذ إن اللاجئين قد لا يملكون الوثائق القانونية المعترف بها، وقد يكونون عرضة للاستغلال، والتوقيف والاعتقال، وقد يتنافسون مع العمال المحليين الأكثر فقراً على أسوأ الوظائف.
في الماضي، كان معظم اللاجئين في المدن شباباً يتمتعون بالمهارات وبالقدرة على العيش بمفردهم. لكن النساء بتن يشكلن غالبية اللاجئين وقد يكن تعرّضن للاغتصاب أو التحرّش خلال فرارهن من بلادهن، بالإضافة إلى الأطفال والمسنين الذين يحتاجون جميعاً إلى مساعدة خاصة. في المدن الكبيرة، غالباً ما يواجه هؤلاء صعوبة في الوصول إلى المفوضية للحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه، ومن جهتها، لا تستطيع المفوضية توفير الخدمات بسهولة كما في المخيمات.
وفي عام 2009، غيّرت المفوضية سياستها تجاه اللاجئين في المدن والبلدات، ويعود ذلك جزئياً إلى تجاربها في تقديم المساعدة لحوالي 400,000 من أصل مليوني عراقي نازح تقريباً منذ عام 2003، فرّ معظمهم من المدن الكبرى في الدول المجاورة.
والواضح هو أنه حيثما تواجد اللاجئون - في المدن أو في المخيمات- فهم يتمتعون بحقوق الإنسان نفسها، ويتوجب على كل من المفوضية والدول المضيفة حمايتهم واحترام صفتهم كلاجئين. وتحتاج المفوضية إلى العمل في إطار شراكات أكثر تجدداً مع البلديات والجمعيات الأهلية المحلية وغيرها لتقديم الخدمة المناسبة للاجئين في البلدات والمدن.
اللاجئون الحضريون في الأردن ومصاعب الأحوال المعيشية
23 مارس/ آذار 2014
تركز معظم التغطيات الإعلامية للاجئين السوريين في الأردن على عشرات الآلاف من الأشخاص الموجودين في المخيمات؛ مثل مخيم الزعتري، بيد أن أكثر من 80 بالمائة من الواصلين إلى الأردن يعيشون خارج المخيمات ويواجهون صراعاً من أجل البقاء. فبعد ثلاثة أعوام على الصراع السوري، يشعر هؤلاء اللاجئون بتزايد صعوبة إيجاد سقف يحتمون به، ناهيك عن سداد الفواتير وتوفير التعليم لأبنائهم.
لقد وجد الكثيرون من هؤلاء مساكن بالقرب من نقاط دخولهم إلى البلاد، وغالباً ما تكون بحاجة إلى الترميم، ولا يزال بعضهم قادراً على سماع دوي القصف على الجانب الآخر من الحدود. وقد ذهب البعض الآخر جنوباً إلى مناطق أبعد، بحثاً عن أماكن إقامة أقل تكلفة في عَمان، والعقبة، والكرك، وغور الأردن. وبينما تستأجر الغالبية شققاً ومساكن، تعيش الأقلية في مآوٍ غير نظامية.
قامت المفوضية ومنظمة الإغاثة والتنمية غير الحكومية ما بين عامي 2012 و2013 بأكثر من 90,000 زيارة منزلية لفهم أوضاع العائلات السورية وتقديم المساعدات حسبما يقتضي الأمر. ويُعد التقرير الناتج عن تلك الزيارات نظرة غير مسبوقة على التحديات التي تواجه 450,000 سوري يعيشون خارج المخيمات في الأردن، حيث يصارعون من أجل بناء حياة جديدة بعيداً عن الوطن. التقط المصور جارد كوهلر صوراً من حياة بعض هؤلاء اللاجئين.
-
اللاجئة السورية ريما، تجلس في الشقة التي تعيش فيها مع زوجها وأبنائهما الأربعة في مدينة الرمثا بالأردن. تقول: "ليس لدينا ما يكفينا أبداً لسد الرمق". بعدما وصلت الأسرة إلى الأردن، باعت ريما مجوهراتها من أجل البقاء. لا يزال بإمكانها سماع صوت دوي القصف على الجانب الآخر من الحدود. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
ريما، تحمل ابنتها الصغرى البالغة من العمر 18 شهراً. تشعر ريما بالقلق لعدم حصول الفتاة الصغيرة على قدر كافٍ من الكالسيوم في غذائها، حيث إن الحليب غالي الثمن. فكلما تحاول الطفلة السير، سرعان ما تسقط، ولا تقوى على حمل نفسها. J. © Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
جنا، تعرض أهم ما تملك، ثوبها الذي تزينه الأزهار. هذا المطبخ الذي تحضر فيه أسرتها الطعام متسخ ومتصدع. يعيش نصف اللاجئين السوريين في الأردن في مساكن غير ملائمة. تحصل جنا وأسرتها على قسائم لشراء الأغذية من برنامج الأغذية العالمي، بيد أن توفير الغذاء الصحي يظل دائماً من التحديات. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
جنا تلعب مع شقيقتها الكبرى رنا على أرجوحة صنعتها الأسرة يدوياً خارج المنزل الذي تستأجره في مدينة الرمثا. تذهب رنا إلى المدرسة ولكن هذه الساحة هي كل عالم جنا وأشقائها الآخرين. لا يداوم أكثر من نصف الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن بالمدارس. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
أبو ناصر، 38 عاماً، لاجئ من سوريا يعيش مع زوجته وطفليه الصغيرين في غرفة واحدة بالقرب من محافظة الكرك جنوبي الأردن. كان تاجراً بسيطاً في سوريا، ولكنه فر عندما لحق الدمار بمنزل العائلة في مدينة حماة في مطلع عام 2012. وقد وصلوا إلى الأردن دون أن يكون معهم أي شيء تقريباً. يُبْلِغُ نحو نصف اللاجئين السوريين في الكرك عن عدم وجود مياه ومرافق للصرف الصحي كافية لهم. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
ناصر، يلعب على عربة أطفال أمام دورة المياه الخارجية الملحقة بمسكن أسرته المستأجر بالقرب من الكرك. يستطيع ناصر أن يسير، ولكنه سرعان ما يتعب جرَّاء إصابته بداء الفيل الذي يسبب تورماً في أجزاء من جسده. قد تساعد الأدوية في علاجه، إلا أن حالته ستصبح دائمة إذا لم يُجْرِ عملية جراحية. يحصل معظم اللاجئين في الأردن مجاناً على الرعاية الصحية العامة، أما العلاج المتخصص، فتعد قدرة الحصول عليه محدودة. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
أبو خالد، يشير إلى البئر الذي تستخدمه أسرته للحصول على الماء غير الصالح للشرب في محافظة إربد. ينخفض مستوى الماء مقارنة بالعام الماضي نظراً لموسم الجفاف في الأردن. فر أبو خالد من سوريا في أواخر عام 2012 ليلحق بزوجته وأبنائه في الأردن. يقول ربع اللاجئين السوريين أن عائلاتهم افترقت. ولا يزال الحصول على المياه بسعر في متناول اليد يمثل تحدياً. J. © Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
عشر عائلات سورية لاجئة في مخيم غير نظامي، مزيج من الخيام والمآوي المنصوبة على الطراز البدوي. يعيش أكثر من 1,600 عائلة سورية في خيام خارج المخيمات النظامية في الأردن، مثل مخيم الزعتري، حيث يبحثون عن عمل في المناطق الريفية. J. © Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
أسرة سورية لاجئة تحكي لموظفة المفوضية عن الحياة في المخيم. تنحدر الأسرة من منطقة زراعية في سوريا وتكسب رزقها عن طريق مساعدة المزارعين في غور الأردن. تأخذ الأسرة مياه الشرب من شاحنة تمر من آنٍ إلى آخر بالمنطقة. أما عن الغذاء، فهم يعتمدون اعتماداً كبيراً على القسائم التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي. © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
أبو حمزة، 36 عاماً، غادر سوريا منذ أكثر من عامين وانتقل إلى قرية بالقرب من محافظة إربد شمالي الأردن. بدأ أبو حمزة عمله في صناعة العطور وبيعها طارقاً أبواب المنازل. ارتفعت نسبة اللاجئين السوريين العاملين لكسب العيش من 28 بالمائة عام 2012 إلى 36 بالمائة العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، يتمكن أبو حمزة بالكاد من إعالة زوجته وأبنائه الثلاثة. J. Kohler © 2013. J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
لاجئة سورية في محافظة المفرق بالأردن، تأخذ نقوداً من إحدى ماكينات الصراف الآلي، بعد استخدام تقنية المسح القزحي للتعرف على هويتها. قدمت المفوضية ما يزيد عن 32 مليون دولار أمريكي نقداً لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن عام © 2013. J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
-
عمر، 20 عاماً، يعمل كمساعد في ورشة للنجارة في عَمان بالأردن لكي يعول والدته وشقيقته وأشقاءه الثلاثة. يغطي راتبه الشهري تكلفة الإيجار. فَقَدَ عمر والده الذي علمه حرفة النجارة برصاصة من أحد القناصة في سوريا في مطلع العام الحالي. يقول عمر: "آمل أن استمر في العمل بالنجارة، فبهذه الطريقة سيظل والدي قريباً مني دائماً". © J. Kohler / UNHCR/ فبراير (شباط) 2014
تقييم احتياجات اللاجئين في البرازيل
03 أبريل/ نيسان 2012
يقوم موظفو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بزيارة اللاجئين في المناطق الحضرية في جميع أنحاء البرازيل والتحدث إليهم لتقييم احتياجات الحماية لدى اللاجئين وغيرهم من الأشخاص الذين تعنى بأمرهم المفوضية.
وتقوم المفوضية، بالتعاون مع شركاء محليين، بتنفيذ تقييم للاحتياجات بناءاً على التشاور مع الاطراف المعنية مدته ثلاثة أسابيع كل عام. تستخدم المفوضية نهج العمر ونوع الجنس والتنوع أثناء هذه العملية. ويعني ذلك أيضًا التحدث إلى الأقليات والفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والمسنين وذوي الإعاقات وغيرهم. تتيح النتائج للمفوضية تطوير استجابة ملائمة للحماية. أُجري تدريب هذا العام في خمس مدن هي ساو باولو وريو دي جانيرو وبرازيليا وريو جراندي دو سو وماناوس.
وأكد اللاجئون المشاركون أن التقييم أتاح لهم تبادل وجهات النظر والمشاكل والحلول مع المفوضية وغيرها. كما شارك العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون وعمال الإغاثة والأكاديميون.
-
تتحدث إحدى موظفات المفوضية في برازيليا مع اللاجئين عن احتياجاتهم. وفي هذا الاجتماع، الذي نُظِّم بالتعاون مع معهد الهجرة وحقوق الإنسان، ناقش المشاركون قضايا مثل الحصول على التعليم والتوثيق والتوظيف والإسكان. © ACNUR/Brazil
-
ينتمي المشاركون في تقييم للاحتياجات بناءاً على التشاور مع الاطراف المعنية لعدة دول، بما في ذلك كولومبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وهاييتي وباكستان. © ACNUR/Brazil
-
ستحلَّل المعلومات التي يتم تجميعها لتحديد مخاطر الحماية التي يواجهها اللاجئون، وإيجاد الحلول. © ACNUR/Brazil
-
ناقش اللاجئون الذكور خلال الاجتماع الذي عُقد في برازيليا الإجحاف المتعلق بوضعهم ومشكلات الحصول على فرص عمل. © ACNUR/Brazil
-
يتم أيضاً إجراء مقابلات مع الأطفال والمراهقين كلما كان ذلك ممكنًا. © ACNUR/Brazil
-
هؤلاء الأطفال سعداء لأنهم يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة. يتمتع اللاجئون في البرازيل بالعديد من الحقوق التي يتمتع بها المواطنون، بما في ذلك الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. © ACNUR/Brazil
-
هؤلاء النساء الكولومبيات شاركن في اجتماع التقييم الذي عُقِد في ريو جراندي دو سو. وينتمي معظم السكان هناك لكولومبيا. © ACNUR/Brazil
-
يتمتع الأطفال حديثو الولادة بحق الحصول على الرعاية الطبية. حصلت هذه اللاجئة الكولومبية وطفلها على رعاية بموجب نظام الرعاية الصحية العام. © ACNUR/Brazil
-
في ساو باولو، كما هو الحال في برازيليا، قُسِّم المشاركون إلى مجموعتين إحداهما للإناث والأخرى للذكور. © ACNUR/Brazil