• حجم النص  | | |

من اليرموك إلى أوروبا.. قصة لاجئة فلسطينية

قصص أخبارية, 17 أغسطس/ آب 2015

UNHCR/Socrates Baltagiannis ©
تجلس نسرين تحت مظلة خارج فندق كابتن الياس في جزيرة كوس في اليونان والذي لجأ إليه فيه بعض السوريين بشكل مؤقت.

تجلس نسرين تحت مظلة في إحدى الجزر، لكنّها ليست سائحة. إنها لاجئة للمرّة الثانية، وحبّها للرسم يدفعها للمضي قدماً للعثور على وطنٍ بديل لها.

وجه طويل وأنيق، نحتت معالمه الحرب والحزن. حياةٌ بعيداً عن الوطن ومن ثمّ المزيد من السفر. هكذا تصف نسرين نفسها وقصّتها.

عندما التقينا بها، كانت نسرين تجلس بهدوء على كرسي تحت مظلة خارج فندق صغير في جزيرة كوس باليونان. يأتي السياح إلى هذه الجزيرة للاستمتاع بجمالها والسلام فيها، لكنّ نسرين ليست سائحة. إنها لاجئة فلسطينية-سورية وتطاردها ذكريات الحرب والقصف المستمر.

تقول: "اضطر الجميع للنزول إلى الملجأ. كانت مساحته لا تتجاوز 25 متراً مربعاً وقد تواجد فيه 1,000 شخص ولربما أكثر بقليل. كان من بينهم الكثير من النساء والأطفال. وكان الوضع مأساوياً، فلم نحصل على الطعام أو المياه لمدّة ثلاثة أيام. وقد قُصِف الملجأ من جهة المدخل ليلقى شاب حتفه وتعرّض العديدون للإصابة".

حدث ذلك في اليرموك بالقرب من دمشق. وعلى مدى 60 عاماً تقريباً شكّل اليرموك مخيماً ضخماً للاجئين الفلسطينين وهو أكبر مخيم في سوريا. استضاف المخيم في وقت من الأوقات ما يزيد عن 100,000 شخصٍ. ومن ثمّ وقعت الحرب في سوريا. وعلى مدى أربعة أعوام، كان مخيم اليرموك عرضةً للقصف والحصار.

صمدت نسرين التي تبلغ من العمر 30 عاماً وتعمل كرسامة تماماً كإخوتها وأمّها. كانت حياتها تتمحور حول عائلتها وفنّها. ولكنّ شظايا إحدى القذائف انفجرت في ذراع ورئتَيْ أحد إخوتها. وقد نجا ولكنّ ذراعه عديمة الفائدة الآن وتشوّهت رئتاه على نحوٍ رهيب.

انتقلت نسرين مع أمها إلى مخيم خان الشيح الواقع بالقرب من اليرموك. وقد تعرّض هذا المخيم أيضاً للقصف ولكنّ الاعتداءات كانت أخفّ حدّةً. وقد علق رجال اليرموك جميعاً بسبب الحصار.

صمدت نسرين ولكن بعد أربعة أعوام لم يعد هناك أي فنّ في حياتها في ظل الحرب، وقالت: "ليس لدي أدوات للرسم. أشياء كثيرة انكسرت في داخلي".

حثّتها والدتها، وهي الشخص الأقرب إلى قلبها، على الفرار للانضمام إلى صهرها أحمد وعائلته في تركيا ومن ثمّ إلى المضي قدماً. وفي شهر مايو/أيار، غادرت ببطء وألم وتوقّفت عند اثنتي عشرة نقطة تفتيش حيث شاهدت الرجال وهم يُسحبون من الحافلات ويتعرضون للضرب.

بعد أسبوعَيْن في تركيا قرّرت هي وصهرها العبور مجدّداً إلى أوروبا. وفي المضيق الذي يفصل بين تركيا وجزيرة كوس انقلب قاربهما تقريباً بسبب الأمواج العاتية. وقد اعتقدت بأنّهما سيموتان.

لقد باتت هذه المرأة الهادئة والرزينة التي تجلس على الكرسي منهكة القوى بعد يوم من وصولها. وقد استراحت قليلاً في فندق كابتن الياس المقفل الذي يستضيف مئات اللاجئين، وهو فندق مهجور لا يحتوي على المياه أو الكهرباء. وقد وزّع المتطوعون اليونانيون الطعام الذي تبرّعت به المطاعم والفنادق على الواصلين الجدد.

ولا تعتبر جزيرة كوس ولا حتى اليونان ككلّ سوى محطتَيْ عبور بالنسبة إلى نسرين والآخرين. فهي وصهرها يأملان بالوصول إلى هولندا حيث تعيش أخته. رحلة أخرى وبلد آخر حيث ستعيش كغريبة. وتقول بهدوء وهي تحتبس دموعها: "وطني الحقيقي هو أمّي سواء أكان بعيداً أم قريباً. فالوطن ليس بلداً بل هو الأشخاص الذين أحبّهم أي عائلتي. ووطني الحقيقي هو في داخلي".

بقلم دون موري

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

سوريا، الحالة الطارئة: نداء عاجل

يمكنكم المساعدة في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين

تبرعوا لهذه الأزمة

عمليات الاعتراض البحرية ومعالجة طلبات الحماية الدولية

سياسة المفوضية بهذا الشأن، نوفمبر 2010

الإنقاذ في البحار

دليل للمبادئ والممارسات التي تنطبق على اللاجئين والمهاجرين

الاتحاد الأوروبي يمول مشروع إعادة التدوير في المجتمع – البحث عن أرضية مشتركة

منذ بداية الأزمة في سوريا، استقبلت المجتمعات اللبنانية أعداداً قياسية من اللاجئين. ويتواجد اللاجئون حالياً في أكثر من 1,750 موقعاً في أنحاء البلد صغير المساحة، وتتركز أكبر تجمعاتهم في المناطق التي تشهد أعلى مستويات الفقر في لبنان. وقد ازداد عدد السكان في بلدات عديدة إلى حد كبير، وأصبحت البلديات في مناطق مختلفة تحتاج إلى دعم إضافي لتوفير الخدمات العامة كالكهرباء ومياه الشرب وخدمات الصحة العامة وجمع القمامة للمقيمين. بالإضافة إلى ذلك، كان للتحول السكاني الناجم عن وجود أكثر من مليون لاجئ من سوريا أثره على لبنان. لذا، تسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها للاستثمار في تدابير تعزز التفاعل بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة والتعامل السلمي مع الصراع وتخفف من التوتر.

وتقوم جمعية "البحث عن أرضية مشتركة"، وهي منظمة غير حكومية بتنفيذ إحدى هذه المبادرات بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع المفوضية. وفي إطار هذا المشروع، يشكل أفراد المجتمع السوريون واللبنانيون لجاناً مشتركة تعمل معاً لتحديد المشاريع التي تعزز التعاون بين المجتمعين وتحسّن الظروف المعيشية في أحيائهما. ويتم تنفيذ هذا المشروع في شمال لبنان وجنوبه منذ عام 2014.

وفي الصرفند في جنوب لبنان، اتفق أعضاء اللجنة على ضرورة قيام البلدية باتباع نظام أكثر استدامة لإدارة النفايات ووضعوا مشروعاً لجمع المواد القابلة للتدوير من المنازل. وبما أن لبنان يواجه أزمة نفايات غير مسبوقة، يشكل هذا المشروع تذكيراً مهماً لما يمكن للمجتمعات تحقيقه بالعمل معاً.

الاتحاد الأوروبي يمول مشروع إعادة التدوير في المجتمع – البحث عن أرضية مشتركة

أنجلينا جولي تزور العراق وتلتقي بنازحين ولاجئين

قامت المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، بزيارة إلى العراق هذا الأسبوع، والتقت اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين في إقليم كردستان العراق. وقد عبرت عن دعمها لـ3.3 مليون شخص ممن هجّرهم الصراع في البلاد وسلطت الضوء على احتياجاتهم.

تحدثت جولي إلى أشخاص عاشوا قصص فرار مأساوية، وبينهم من كانوا يسيرون ليلاً ويختبئون نهاراً، في طريقهم إلى الحرية. التقت أيضاً نساء كن من بين 196 يزيدياً أطلق المتمردون سراحهم مؤخراً ويقيمون حالياً في مخيم عشوائي في خانكي.

وقالت جولي: من المؤلم أن نرى كيف تدهور الوضع الإنساني في العراق منذ زيارتي الأخيرة. فبالإضافة إلى أعداد اللاجئين السوريين الكبيرة، نزح حوالي مليوني عراقي بسبب العنف خلال العام 2014 وحده. وقد تهجر الكثير من هؤلاء الأشخاص الأبرياء عدّة مرات بينما كانوا يبحثون عن الأمان مع انتقال الصراع من مناطق إلى أخرى."

تصوير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/ أندرو ماكونيل

أنجلينا جولي تزور العراق وتلتقي بنازحين ولاجئين

رحلة رضيعة إلى بر الأمان

بعد مُضي ثلاثة أيام على ولادة رابع أطفالها، وهي فتاة أسمتها هولر، خلصت بيروز إلى أن الوضع في مدينتها الحسكة في سوريا بات خطيراً للغاية على أطفالها، وقررت القيام بالرحلة الشاقة إلى شمال العراق. وطوال الطريق، كانت هي وهولر مريضتين. تقول بيروز التي تبلغ من العمر 27 عاماً: "كنت أشعر بالرعب من أن تموت الطفلة".

ورغم إغلاق الحدود، شعر الحرس بالتعاطف تجاه الطفلة الوليدة وسمحوا بدخول عائلة بيروز. وبعد عدة أيام، اجتمع شمل بيروز وأطفالها مع أبيهم، وهم الآن يعيشون مع مئات اللاجئين الآخرين في حديقة صغيرة تقع على أطراف إربيل.

ومع مكافحة البعوض وارتفاع درجة حرارة النهار، وفي ظل عدم توفر سوى أشياء قليلة إلى جانب بعض الأغطية، وإفطار مكون من الخبز والجبن للتغذية، تأمل بيروز وزوجها أن يتم نقلهما إلى مخيم جديد.

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى شمال العراق فراراً من العنف. ومع وصول المخيمات القائمة إلى كامل طاقتها، يعثر العديد من العائلات اللاجئة على مأوًى لهم أينما يستطيعون. وقد بدأت الحكومة المحلية بنقل الأشخاص من حديقة قوشتبة إلى مخيم قريب. وتقوم المفوضية بتسجيل اللاجئين، إلى جانب توفير الخيام والمساعدات المنقذة للحياة.

رحلة رضيعة إلى بر الأمان

إيطاليا: أغنية مايا Play video

إيطاليا: أغنية مايا

نواف وزوجته وأولاده معتادون على البحر، فقد كانوا يعيشون بالقرب منه وكان نواف صياد سمك في سوريا، إلا أنهم لم يتصوروا قط أنهم سيصعدون على متن قارب يخرجهم من سوريا دون عودة. كان نواف ملاحقاً ليتم احتجازه لفترة قصيرة وإخضاعه للتعذيب. وعندما أُطلق سراحه، فقد البصر في إحدى عينيه
اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الأردن: زواج عبر الواتساب Play video

الأردن: زواج عبر الواتساب

"استغرق الأمر مني أياماً لإقناعها بإرسال صورة لي... كانت خطوط الاتصال بطيئة، لكنها كانت أبطأ منها!" - مينيار