لاجئة سورية في لبنان تقرر اللحاق بزوجها بعدما سبقها إلى أوروبا في رحلة خطيرة

قصص أخبارية, 23 يوليو/ تموز 2015

UNHCR/photo ©
تفكر حنان في ما قد يحمل لها المستقبل قبل مغادرتها لبنان.

الشويفات، لبنان، 23 يوليو/تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) في مدخل شقتها الفارغة، هناك خمس حقائب موضبة على الأرض. فبعد أربعة أعوام قاسية من العيش في لبنان كلاجئة، اتخذت حنان* قرارها بالرحيل مهما كلف الثمن، وتقول: "سأذهب إلى أي مكان؛ إلى إيطاليا، اليونان، لا يهم. فقد وصلت إلى مرحلة الانهيار."

حجزت حنان أربع بطاقات للسفر إلى تركيا. فقد باعت آخر مجوهراتها لشرائها، وقالت: "خطتي هي التواصل مع أحد المهربين هناك القادرين على إرسالي وأطفالي الثلاثة إلى أوروبا على متن قارب... ولم أنم منذ ثلاث ليالٍ". توقفت وفكّرت قائلةً: "أنا أفكر بشكل مستمر، أحسب وأعيد حساباتي."

تعمل حنان كمهندسة. وفي سوريا، كانت ترمم المنازل القديمة في مدينتها وحولها وتبيعها. كانت تعيش حياةً جيدة مع زوجها وأطفالها في ضواحي دمشق. وكانت العائلة تمضي عطلها الصيفية في منزلها في بلدة بلودان السورية التي كانت تتوجه إليها الطبقة الوسطى لقضاء العطلات. وكان زوجها صاحب ومدير أحد أكبر مصانع معطّرات الجو في سوريا والذي كان يضم 200 موظف.

فتحت حنان حقيبة يدوية جلدية ووضعتها بحذر على حضنها. "هذا كل ما تبقى من المصنع،" وسحبت معطراً قديماً للجو، وكيساً من القطن يحمل ماركة مسجلة وشمعتين معطرتين، وقالت: "أراد أطفالي رمي هذه الأغراض، لكن هذا الأمر سيغضب والدهم كثيراً لذا لم أدعهم يقومون بذلك."

يعيش زوجها حالياً في السويد. فر إلى هناك في عام 2014 معتقداً أنه سيتمكن من تدبير أموره في إحضار عائلته. ومنذ ذلك الوقت واسمه على لائحة الانتظار في أحد مراكز الاستقبال على الحدود السويدية. وتقول حنان بغصة: "كان يحب الحياة ويحب الآخرين. لكنه يستسلم بالكامل حالياً، فلا يمكنه أن يتقبل واقعنا الجديد."

عندما وصلت حنان إلى لبنان للمرة الأولى عام 2012، أخبرت قصتها لرجل لبناني، وتقول: "انسابت الدموع على وجهه بينما كنت أجلس عاجزةً مع زوجي وأطفالي وأخبره كيف لم نتمكن حتى من إحضار ملابسنا."

قدّم الرجل لهم منزلاً في بشامون، في الضواحي الجنوبية لبيروت، أقاموا فيه لعامين تقريباً. وتتذكر قائلةً: "أحضر لنا مدفأة وغسالة وأعطانا 200 دولار أميركي. وبدأت أجمع الأغراض من الجيران؛ أعطاني الناطور سجادة وجارنا في المنزل المجاور بعض الكراسي". لكن ذلك انتهى في عام 2014، فقد احتاج "لهذه الشقة لعائلته."

اضطرت حنان للعمل في أربعة وظائف لتتمكن من دفع إيجار الشقة التي انتقلت إليها مع أطفالها. عملت في التنظيف وإعطاء دروس في الطهي وكسكرتيرة وتطوعت لمساعدة لاجئين آخرين، لكنها بقيت تصارع كل شهر لتلبية احتياجاتها. تقول: "في البداية شعرت بالإحراج للعمل كعاملة تنظيف أو في أي وظيفة أخرى لم أكن أفكر في ممارستها قبل أعوام قليلة فقطـ، لكن لا يمكنني مقارنة وضعي الحالي بحياتي السابقة. فالأهم بالنسبة لي هو راحة أطفالي."

كمئات آلاف المحترفين السوريين، لم تتمكن حنان من ممارسة مهنتها في لبنان. ولكنها استطاعت تسجيل أطفالها مجاناً في مدرسة مجاورة. وتقول بفخر: "اجتهدوا كثيراً هذا العام وتم إعفاؤهم من الامتحانات النهائية، وقد حصل ابني البكر على درجة ممتاز في جميع المواد."

لكن قدرة المدرسة استُنفدت، وبدأت تطالب بالقسط المدرسي. ابتسمت قائلةً: "ببساطة لم أتمكن من تحمل هذه التكاليف، فبالكاد استطعت تأمين الإيجار مقابل العمل في أربع وظائف، ومع انخفاض المساعدات الغذائية، غالباً ما اضطررت إلى إخبار الأطفال بأنهم سيتناولون الخبز والزيتون على العشاء، هل تتخيلون الوضع؟"

أخبرتني حنان أنها تجاوزت المدة المحددة المسموح لها بها في تصريح الإقامة وقررت عدم تجديده. "لا يمكنني التفكير في دفع 200 دولار أميركي". لم تستطع تحمل هذه التكاليف كمعظم اللاجئين السوريين في لبنان. أشعلت سيجارة وقالت: "ماذا عساكم أن تفعلوا لو كنتم مكاني؟ إنني أعدّ الساعات للمغادرة. فكل ما بقي هو الذكريات الجميلة للأزهار وأشجار الكرز."

لم يعد بالإمكان الاتصال بحنان على رقم هاتفها.

* تغير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية

بقلم دانا سليمان، لبنان

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

سوريا، الحالة الطارئة: نداء عاجل

يمكنكم المساعدة في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين

تبرعوا لهذه الأزمة

عمليات الاعتراض البحرية ومعالجة طلبات الحماية الدولية

سياسة المفوضية بهذا الشأن، نوفمبر 2010

الإنقاذ في البحار

دليل للمبادئ والممارسات التي تنطبق على اللاجئين والمهاجرين

أنجلينا جولي تزور اللاجئين السوريين والعراقيين في الشرق الأوسط

قامت أنجلينا جولي حتى الآن هذا العام، من خلال دورها الجديد كمبعوثة خاصة للمفوضية، بخمس رحلات تهدف لزيارة اللاجئين. فقد سافرت إلى الأردن ولبنان وتركيا في سبتمبر/أيلول عام 2012 لتلقي مع بعضٍ من عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من الصراع في بلادهم والتمسوا المأوى في البلدان المجاورة.

واختتمت جولي زيارتها للشرق الأوسط بزيارة العراق، حيث التقت اللاجئين السوريين في الشمال فضلاً عن نازحين عراقيين ولاجئين عائدين إلى بغداد.

وقد تم التقاط الصور التالية والتي لم تنشر من قبل خلال زيارتها إلى الشرق الأوسط، وهي تلتقي باللاجئين السوريين والعراقيين.

أنجلينا جولي تزور اللاجئين السوريين والعراقيين في الشرق الأوسط

فتى في المنفى

فواز وابنه مالك، لاجئان من سوريا، تقطعت بهما السبل منذ حوالي العام ويعيشان في حي فقير في أثينا وينتظران لم شملهما مع باقي أفراد العائلة.

تماماً كالآباء والأولاد في أي مكان، يواجه فواز ومالك صعوبات في بعض الأحيان في التعايش. فتسريحة جديدة وسيجارة خبيثة كفيلتان بخلق جو من التوتر في الشقة الضيقة التي يعتبرانها منزلهما. ولكن على الرغم من هذه الصعوبات، يجمعهما رابط قوي: لاجئان من سوريا، تقطعت بهما السبل منذ حوالي العام في حي فقير في أثينا.

لقد فرا من ديارهما مع باقي أفراد العائلة في صيف عام 2012 بعد أن حولت الحرب حياتهم الهادئة إلى حياة ملؤها الاضطراب. قاما بعدة محاولات خطيرة للعبور إلى اليونان من تركيا.

وكان مالك، البالغ من العمر 13 عاماً، أول من نجح في عبور حدود إفروس. غير أن الحظ لم يحالف فواز وزوجته وطفليه الآخرين في البحر وأجبرهم خفر السواحل اليوناني على العودة بعد أن أنفقوا مدخرات عمرهم على الرحلات المحفوفة بالمخاطر في البحر المتوسط.

وأخيراً وبعد المحاولة السادسة نجح باقي أفراد العائلة في عبور حدود إفروس. توجه فواز إلى أثينا لينضم إلى مالك فيما سافرت زوجته وطفلاه إلى ألمانيا.

يقول مالك: "عندما رأيت والدي أخيراً في أثينا، كانت سعادتي لا توصف". ولكن فكرة إمكانية خسارة والده من جديد تطارده فيقول: "أنا خائف جداً فإن تم القبض على والدي، ماذا سيحدث لي"؟

يبذل فواز ومالك كل ما في وسعهما للبقاء سوياً إلى حين لم شمل العائلة من جديد. يتعلم الفتى تدبر أموره في اليونان. وبدأ فواز بالاعتياد على تسريحة ابنه الجديدة.

فتى في المنفى

الأردن: لاجئو الطابق السادس

بالنسبة لمعظم الناس، غالباً ما تكون الصورة النمطية التي يحتفظون بها عن اللاجئين في أذهانهم هي آلاف من الأشخاص الذين يعيشون في صفوف متراصة من الخيام داخل أحد مخيمات الطوارئ المترامية الأطراف؛ ولكن الواقع اليوم هو أن أكثر من نصف لاجئي العالم يعيشون في مناطق حضرية، يواجهون فيها العديد من التحديات وفيها تصبح حمايتهم ومساعدتهم أكثر صعوبة.

تلك هي الحالة في الأردن، إذ تجنب عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين العيش في المخيمات القريبة من الحدود وسعوا للعيش في مدن مثل عمَّان العاصمة. وتقوم المفوضية بتوفير دعم نقدي لما يقرب من 11,000 عائلة سورية لاجئة في مناطق حضرية في الأردن، إلا أن نقص التمويل يَحُول دون تقديم المزيد من الدعم.

تتتبع هذه المجموعة من الصور ثماني عائلات تعيش في الطابق السادس من أحد المباني العادية في عمَّان. فروا جميعاً من سوريا بحثاً عن الأمان وبعضهم بحاجة إلى رعاية طبية. التُقطت هذه الصور مع حلول الشتاء على المدينة لتعرض ما يقاسونه لمواجهة البرد والفقر، ولتصف عزلتهم كغرباء في أرض الغربة.

تم حجب هويات اللاجئين بناءً على طلبهم إضافة إلى تغيير أسمائهم. وكلما استمرت الأزمة السورية دون حل لوقت أطول استمرت محنتهم - ومحنة غيرهم من اللاجئين الذين يزيد عددهم عن المليون في الأردن وبلدان أخرى في المنطقة.

الأردن: لاجئو الطابق السادس

إيطاليا: أغنية مايا Play video

إيطاليا: أغنية مايا

نواف وزوجته وأولاده معتادون على البحر، فقد كانوا يعيشون بالقرب منه وكان نواف صياد سمك في سوريا، إلا أنهم لم يتصوروا قط أنهم سيصعدون على متن قارب يخرجهم من سوريا دون عودة. كان نواف ملاحقاً ليتم احتجازه لفترة قصيرة وإخضاعه للتعذيب. وعندما أُطلق سراحه، فقد البصر في إحدى عينيه
اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الأردن: زواج عبر الواتساب Play video

الأردن: زواج عبر الواتساب

"استغرق الأمر مني أياماً لإقناعها بإرسال صورة لي... كانت خطوط الاتصال بطيئة، لكنها كانت أبطأ منها!" - مينيار