عائلة إثيوبية تبدأ حياةً جديدةً في السويد بعد إعادة توطينها من اليمن
قصص أخبارية, 1 يناير/ كانون الثاني 2016
هوديكسفال، السويد، 30 ديسمبر/كانون الأوّل (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – في
إحدى ليالي الصيف الماضي، نزل ابراهيم نور وعائلته من إحدى الحافلات وأخذوا يتأملون بحر البلطيق. كان الهواء بارداً وكل ما استطاعوا سماعه كان صوت الأمواج المرتطمة بالشاطئ.
أخيراً، عثروا على وطن جديد لهم بعد أن قضوا 13 عاماً كلاجئين في الصومال واليمن. إلا أن الاختلاف كبير بين المناخ والثقافة والبيئة في وطنهم الجديد والمناخ والثقافة والبيئة في القرن الإفريقي الحارّ للغاية، حيث رافقهم الاضطهاد والنزاع في كلّ خطوة قاموا بها.
وقال ابراهيم البالغ من العمر 35 عاماً: "المكان مظلم وهادئ جداً هنا في فصل الشتاء ولكنّنا نحب ذلك". مضت خمسة أشهر على إقامته مع زوجته موردي وأطفاله الأربعة، في "وطنهم" الجديد في رعية دلسبو الصغيرة، شمال السويد، والجميع يحبون المكان، كما يقول.
ويضيف: "الناس هنا ودودون للغاية، ويحبّ أطفالنا مدرستهم وأصدقاءهم الجدد كثيراً حتى إنهم يبكون يومياً عندما يحين وقت عودتهم إلى المنزل".
وكانت الرحلة إلى السلام والهدوء في شمال أوروبا طويلة وشاقة، أما الآن، فتنتظرهم تحديات جديدة.
وقال ابراهيم: "في الأسابيع القليلة الأولى، شعرتُ أنّه من المستحيل تعلّم اللغة السويدية، وبدا لي تكلمها كالغناء. ولكن سرعان ما أصبحت الأمور أسهل بكثير، وأنا أرغب في تعلّم اللغة السويدية في أسرع وقت ممكن للاندماج بصورة أفضل في المجتمع والحصول على وظيفة".
ويقترب سكون الطبيعة السويدية الباردة وهدوء الغابة والشتاء الأوّل الذي ستختبره العائلة في أوروبا. ولم يعد الأطفال يستطيعون الانتظار؛ فللمرة الأولى في حياتهم سيختبرون الثلج وإمكانية التزلج وهو شيء لم يكن بإمكانهم أن يحلموا به قبل بضعة أشهر فقط.
وأضاف ابراهيم: "نشعر بسعادة عارمة عندما نستيقظ كلّ صباح متطلعين لقضاء يوم جديد في وطننا الجديد. بتنا نجرؤ على التفكير في الحياة بطريقة إيجابية مليئة بالفرص. وعلى الرغم من أنّ الأمر لن يكون سهلاً، إلا أننا نشعر بثقة كبيرة".
وسيستفيد الأشخاص الذين يتم تسفيرهم إلى السويد من برامج الإدماج والاستقبال التي وضعتها البلاد، بما في ذلك الدورات الإعدادية في اللغة. ويشارك ابراهيم وموردي حالياً في برنامج تديره الحكومة للمهاجرين يعلّمهم اللغة السويدية بشكل يومي.
وكان ابراهيم وزوجته، وهما أساساً من باديسا في منطقة أوروميا في إثيوبيا، قد أُجبرا على الفرار إلى غارو في الصومال المجاورة عام 2002.
وشرح ابراهيم مشيراً إلى حركة انفصالية مسلّحة محظورة من قبل الحكومة الإثيوبية: "اتُهمت بدعم جبهة تحرير أورومو، وبالتالي لم يكن لدينا أي خيار آخر سوى المغادرة. وبعد ستة أعوام صعبة في الصومال، قرّرنا المغادرة مجدداً وهذه المرة إلى اليمن".
وبعد قضاء 36 ساعةً محفوفةً بالمخاطر على متن قارب مطاطي ضيّق، وصل ابراهيم وعائلته إلى اليمن. وقال: "أحياناً كنت أعتقد أنّنا لن نصل أحياء إلى الشاطئ، فقد كنّا خائفين جداً، وكان الوضع لا يُطاق وأنا أحمد الله لأنّنا نجونا".
ولكنّ الصدمة لم تنتهِ عند هذا الحدّ. فمنذ مارس/آذار، أودى النزاع المتجدّد في اليمن بحياة حوالي 6,000 شخصٍ وتسبب بإصابة 27,000 شخصٍ، وكان من بين القتلى والجرحى لاجئون ونازحون يمنيون. وفي المجموع، يبلغ عدد المهجرين 1.5 مليون شخصٍ.
وفي العاصمة صنعاء، كان ابراهيم وعائلته بين مَن تعرضوا للغارات الجوية والقصف والمعارك بين حكومة المنفى والثوار. وكانوا يتعرضون للمضايقات على الدوام ولطالما شعروا بالقلق على حياتهم.
ولكن في 14 أبريل/نيسان 2015، أبلغتهم المفوضية بأنّه سيُعاد توطينهم في السويد.
وبعد أن قضى ابراهيم وعائلته أعواماً عديدة متنقلين من مكان إلى آخر، لم يصدّقوا هذا الخبر.
وقال ابراهيم: "لم نصدّق الأمر فعلاً حتى ركبنا الطائرة. كان شعوراً لا يمكن وصفه، وقد أُعطيت لنا وثيقة طُلب منّا الاحتفاظ بها، كانت هي بوابة عبورنا إلى السويد. وبطريقة أو بأخرى، أصبحت هذه الورقة الصغيرة رمزاً لكفاحنا، لذا، قمنا بتأطيرها وتعليقها على الحائط في غرفة الجلوس في شقتنا في دلسبو".
وتشبه قصة هذه العائلة قصص العديد من اللاجئين الذين تقطّعت بهم السبل في اليمن. وقد أُعيد توطين 2014 لاجئاً من المنطقة عام 2015. ومع تفاقم الصراع، رتّبت المفوضية الأوضاع لإعادة توطين 53 شخصاً إضافياً، والعديد من بين هؤلاء اللاجئين، هم نساء معرّضات للخطر أو أشخاص ناجون من العنف والتعذيب أو أشخاص بحاجة إلى الرعاية الطبية.
وتدير المفوضية في اليمن عمليات إعادة التوطين هذه وسط الحرب المستمرة وعدم وجود حلول مستدامة.
بقلم ماتياس أكسلسون/ ديفيد غانثر، السويد
Tweets by @UNHCR_Arabic