كلمة المفوض السامي أنطونيو غوتيريس بمناسبة يوم اللاجئ العالمي لعام 2015

بيانات صحفية, 20 يونيو/ حزيران 2015

بعد خمسة عشر عاماً على بداية الألفية الجديدة والتي أمل الكثيرون منا أن تشهد نهاية للحروب، بلغ انتشار العنف على مستوى العالم حداً يهدد الأسس التي يقوم عليها نظامنا الدولي.

ووفقاً لسجلاتنا، فقد فاق عدد الفارين من الحروب في العام الماضي أي وقت مضى. وبلغ عدد اللاجئين والنازحين حول العالم بسبب الصراع والاضطهاد 60 مليون شخص تقريباً، بينهم حوالي 20 مليون لاجئ وأكثر من نصف هؤلاء هم من أطفال. ترتفع أعداد هؤلاء يومياً في كل قارات العالم بوتيرة متسارعة. ففي عام 2014، أصبح هناك 42,500 شخص كمعدل يومياً إما في عداد اللاجئين أو طالبي اللجوء أو النازحين داخلياً، أي بارتفاع بلغ أربعة أضعاف خلال أربعة أعوام فقط. ويعتمد هؤلاء الأشخاص علينا من أجل البقاء على قيد الحياة والتمسك بالأمل، ولن ينسوا ما نفعله من أجلهم.

رغم ذلك، ومع انتشار هذه المأساة، تقوم بعض البلدان الأكثر قدرة على تقديم المساعدة بإغلاق أبوابها أمام طالبي اللجوء. تُغلَق الحدود وتزداد عمليات الرد وترتفع مظاهر العداء، فيما تتضاءل سبل النجاة القانونية. أما المنظمات الإنسانية كالمفوضية فتعمل بميزانيات محدودة وتعجز عن تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذا العدد الهائل من الضحايا.

لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة. فاستقرار العالم يتهاوى مخلفاً حالات نزوح على نطاق غير مسبوق. وتحولت القوى العالمية إلى مراقب غير فاعل أو إلى طرف ينأى بنفسه عن الصراعات التي تقود الكثيرين من المدنيين الأبرياء خارج أوطانهم.

في هذا العالم الغارق في الحروب، حيث باتت فيه علاقات القوة مبهمة وعدم القدرة على التنبؤ والإفلات من العقاب القاعدة المتبعة، تبدو الحاجة ملحة الآن ليضع جميع مَن يؤثرون على الأطراف في هذه الصراعات خلافاتهم جانباً، ويتآزروا لتهيئة الظروف التي تضع حداً لنزيف الدماء.

ولكن في الوقت نفسه، يتعين على العالم إما أن يتحمل جماعياً عبء مساعدة ضحايا الحروب، أو أن يخاطر بالوقوف جانباً بينما تتعرض الدول والمجتمعات الأقل غنىً التي تستضيف 86%من اللاجئين في العالم لحالة من عدم الاستقرار وتُستنفد قدراتها.

منذ فجر الحضارة، تعاملنا مع اللاجئين كمستحقين لحمايتنا، وأدركنا التزاماً إنسانياً أساسياً يفرض علينا إيواء الفارين من الحرب والاضطهاد، مهما كانت اختلافاتنا.

ومع ذلك، يعترض في الوقت الراهن بعض من الأغنى بيننا على هذا المبدأ القديم، ويتعاملون مع اللاجئين كدخيلين أو باحثين عن عمل أو كإرهابيين. ويعتبر ذلك منحىً خطيراً ويفتقد للتبصر وخاطئاً من الناحية الأخلاقية وفي بعض الحالات يعد خرقاً للالتزامات الدولية.

حان الوقت للتوقف عن الاختباء خلف الكلمات المضللة. ويتعين على الدول الأغنى الاعتراف باللاجئين على أنهم ضحايا فروا من حروب لم يستطيعوا تجنبها أو وقفها. ثم على البلدان الأكثر ثراءً اتخاذ القرار إما بالمشاركة في تقاسم الأعباء في الداخل والخارج، أو بالاختباء خلف الجدران في وقت يزداد فيه انتشار الفوضى في أرجاء العالم.

بالنسبة إلي، فالخيار واضح: إما السماح لسرطان النزوح القسري بالتفشي دون معالجته، أو إدارة الأزمة معاً. لدينا الحلول والخبرة. لن يكون الأمر سهلاً أو زهيد التكلفة، لكنه يستحق المحاولة. وقد أظهر التاريخ أن القيام بما هو مناسب لضحايا الحروب والاضطهاد يولّد نوايا حسنة وازدهاراً للأجيال ويعزز الاستقرار على المدى الطويل.

يحتاج العالم إلى تجديد التزامه اليوم باتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين ومبادئها التي جعلتنا أقوياء. ولنتمكن من تقديم المأوى الآمن في بلداننا وفي مناطق الأزمات، ونساعد اللاجئين في إعادة بناء حياتهم، علينا تجنب الفشل.

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

الأحداث والمناسبات

شاركوا في الحدث السنوي الهام، أو رشحوا شخصاً ما للحصول على جائزة نانسن.

يوم اللاجئ العالمي

يُحتفل به في 20 يونيو/حزيران من كلّ عام. يمكن الاطلاع هنا على كامل المعلومات حول يوم اللاجئ العالمي.

الأردن: لاجئو الطابق السادس

بالنسبة لمعظم الناس، غالباً ما تكون الصورة النمطية التي يحتفظون بها عن اللاجئين في أذهانهم هي آلاف من الأشخاص الذين يعيشون في صفوف متراصة من الخيام داخل أحد مخيمات الطوارئ المترامية الأطراف؛ ولكن الواقع اليوم هو أن أكثر من نصف لاجئي العالم يعيشون في مناطق حضرية، يواجهون فيها العديد من التحديات وفيها تصبح حمايتهم ومساعدتهم أكثر صعوبة.

تلك هي الحالة في الأردن، إذ تجنب عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين العيش في المخيمات القريبة من الحدود وسعوا للعيش في مدن مثل عمَّان العاصمة. وتقوم المفوضية بتوفير دعم نقدي لما يقرب من 11,000 عائلة سورية لاجئة في مناطق حضرية في الأردن، إلا أن نقص التمويل يَحُول دون تقديم المزيد من الدعم.

تتتبع هذه المجموعة من الصور ثماني عائلات تعيش في الطابق السادس من أحد المباني العادية في عمَّان. فروا جميعاً من سوريا بحثاً عن الأمان وبعضهم بحاجة إلى رعاية طبية. التُقطت هذه الصور مع حلول الشتاء على المدينة لتعرض ما يقاسونه لمواجهة البرد والفقر، ولتصف عزلتهم كغرباء في أرض الغربة.

تم حجب هويات اللاجئين بناءً على طلبهم إضافة إلى تغيير أسمائهم. وكلما استمرت الأزمة السورية دون حل لوقت أطول استمرت محنتهم - ومحنة غيرهم من اللاجئين الذين يزيد عددهم عن المليون في الأردن وبلدان أخرى في المنطقة.

الأردن: لاجئو الطابق السادس

رحلة عائلة سورية إلى المانيا

أطلقت ألمانيا يوم الأربعاء برنامج إنسانياً لتوفير المأوى المؤقت والأمان لما يصل إلى 5,000 شخص من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً في البلدان المجاورة. وقد سافرت المجموعة الأولى التي تضم 107 أشخاص إلى مدينة هانوفر الشمالية.

سوف تحضر هذه المجموعة لدورات ثقافية توجيهية تُعدهم للحياة للعامين القادمين في ألمانيا، حيث سيتمكنون من العمل والدراسة والحصول على الخدمات الأساسية. تضم المجموعة أحمد وعائلته، بما في ذلك ابنٌ أصم بحاجة إلى رعاية مستمرة لم تكن متوفرة في لبنان.

فرَّت العائلة من سوريا في أواخر عام 2012 بعد أن أصبحت الحياة خطيرة ومكلفة للغاية في مدينة حلب، حيث كان أحمد يقوم ببيع قطع غيار السيارات. تعقبت المصورة إلينا دورفمان العائلة في بيروت أثناء استعدادها للمغادرة إلى المطار وبدء رحلتها إلى ألمانيا.

رحلة عائلة سورية إلى المانيا

أعداد متزايدة من السوريين يلجأون إلى مصر

منذ أن اندلعت الأزمة السورية في مارس/آذار 2011، فر أكثر من 1.6 مليون سوري من وطنهم هرباً من القتال المتصاعد. وقد سعى معظمهم إلى إيجاد المأوى في البلدان المجاورة لسوريا وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. إلا أن عدداً كبيراً شق طريقه نحو مصر في الأشهر الأخيرة؛ وهم يأتون عن طريق البحر، وأيضاً عبر الرحلات الجوية القادمة من لبنان.

ومنذ مارس/آذار، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل نحو 2,000 شخص كل أسبوع. وحتى الآن، تم تسجيل أكثر من 77,000 شخص كلاجئين، نصفهم من النساء والأطفال. وتعتقد المفوضية بأنه قد يكون هناك المزيد من اللاجئين، وتعمل على الوصول إلى هؤلاء الأشخاص ليتمكنوا من تلقي الحماية والمساعدات الحيوية والحصول على الخدمات الأساسية.

ويقيم السوريون لدى عائلات مضيفة أو يستأجرون شققاً في المراكز الحضرية بصورة أساسية، مثل القاهرة، ومدينة السادس من أكتوبر القريبة منها، والإسكندرية، ودمياط. ويقول اللاجئون الذين يتجهون إلى مصر أن سياسية الباب المفتوح التي تتبعها الدولة نحو اللاجئين السوريين هي ما يجذبهم، إلى جانب قلة ازدحامها باللاجئين مقارنة بالبلدان الأخرى؛ كما سمع آخرون بأنها أرخص تكلفة. وقد التقط شاون بالدوين الصور التالية.

أعداد متزايدة من السوريين يلجأون إلى مصر