تصاعد التوترات على الحدود اليونانية المقدونية يفاقم من معاناة اللاجئين
قصص أخبارية, 5 ديسمبر/ كانون الأول 2015
إيدوميني، اليونان، 4 ديسمبر/كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- علق آلاف اللاجئين والمهاجرين عند الحدود بين اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة يوم الجمعة بعد احتجاجات متوترة حالت دون عبور أي شخص لأكثر من 24 ساعة.
في صباح يوم الجمعة هدأت الفوضى إلا أن المرور عبر الحدود كان أبطأ من المعتاد. ولم يُسمح سوى للاجئين والمهاجرين من سوريا وأفغانستان والعراق بالعبور في ظل قيود نفذتها الشهر الماضي السلطات على طول طريق غرب البلقان.
تصاعدت التوترات في الجانب اليوناني من الحدود عند إيدوميني منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني عندما بدأت جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة بقبول المواطنين من هذه البلدان الثلاثة فقط. وطبقت سلوفينيا وكرواتيا وصربيا أنظمة فحص مماثلة قائمة على الجنسية.
يوم الخميس، قالت المفوضية بأنها قلقة جداً حيال التوترات والعنف عند الحدود بين اليونان وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة ودعت السلطات في البلدين إلى إدارة الحدود بطريقة متماشية مع حقوق الإنسان ومبادئ حماية اللاجئين.
وشددت المفوضية أيضاً على مخاوفها تجاه عواقب القيود المفروضة حالياً على الحدود من قبل بعض الدول في البلقان. وتوصي المفوضية تحديد سمات الأشخاص استناداً إلى احتياجاتهم المتعلقة بالحماية وليس إلى جنسيتهم.
بقي أكثر من 1,500 شخص من مجموعة واسعة من البلدان تشمل إيران والمغرب وباكستان واليمن وبنغلاديش وإريتريا والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية في إيدوميني منذ فرض القيود على الحدود حيث قاموا بالاحتجاج يومياً تقريباً. وفي نهاية الشهر الماضي، أضرب حوالي 60 شخصاً عن الطعام وقامت مجموعة مؤلفة من 11 إيرانياً بإقفال أفواههم بأشرطة لاصقة احتجاجاً على الوضع.
وأفادت المفوضية في بيان صحفي قائلةً: "نتيجة القيود التي فرضتها السلطات على طول طريق غرب البلقان في ما يتعلق بقبول اللاجئين والمهاجرين من دول أخرى غير سوريا وأفغانستان والعراق، تصاعدت التوترات في إيدوميني عند الجانب اليوناني من الحدود في الأيام الأخيرة. أدت تلك التوترات في مرات عديدة إلى أعمال عنف وإقفال الحدود بشكل مؤقت."
قامت مجموعة من المحتجين – معظمهم إيرانيون وباكستانيون ومغربيون وبنغلاديشيون – بإقفال بوابة الحدود هذا الخميس (2 ديسمبر/كانون الأول). وصرخوا: "إن لم نعبر، لن يعبر أحد!" فيما قام آخرون برمي الحجارة. حاولت الشرطة اليونانية نقل أشخاص آخرين لا سيما الذين يشكلون عائلات مع أطفال صغار أو مسنين إلى مكان قريب لحمايتهم.
ووفقاً لأنطونيس ريغاس، المنسق الإقليمي لأطباء بلا حدود، توفي رجل مغربي يبلغ من العمر 22 عاماً بسبب صعقة كهربائية خلال احتجاجات يوم الخميس عندما لمس كابلات سكة الحديد.
وأضافت المفوضية في بيانها: "يبين هذا الحادث المأساوي ضرورة قيام السلطات باتخاذ الإجراءات المناسبة. نحن ندعو السلطات اليونانية إلى إيلاء الأولوية لمسألة إعادة الأمن لضمان حماية الأشخاص المحتاجين وأمن المتطوعين والعمال في المجال الإنساني."
يقع المعبر الحدودي للاجئين والمهاجرين على طول خطوط سكة الحديد التي تصل اليونان بجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. وينام عدد كبير من الأشخاص العالقين في خيم بلاستيكية بالقرب من المسارات وهم غير واثقين من خطواتهم التالية.
وهناك حافلات مجانية يومية لنقل اللاجئين والمهاجرين الذين لم يُسمح لهم بالعبور للعودة إلى أثينا. هناك يمكنهم البقاء في مراكز الاستقبال والحصول على الطعام والمأوى والإرشاد القانوني من قبل موظفي المفوضية والمنظمات الشريكة. ويبقى اللاجئون ذوو الاحتياجات الخاصة مثل العائلات التي ترأسها امرأة في شقق مجانية تديرها براكسيس، وهي منظمة غير حكومية شريكة للمفوضية، بانتظار نقلهم رسمياً إلى مكان آخر في أورويا.
بقلم تانيا كاراس، إيدوميني، اليونان
Tweets by @UNHCR_Arabic