• حجم النص  | | |
  • English 

بلدة كونغولية تساعد جيرانها في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة

قصص أخبارية, 15 يناير/ كانون الثاني 2016

UNHCR/C.Delfosse ©
جوزفين سيرفيس (اليمين) فرت من أعمال العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى وتقيم مع بلاندين نغيكي (اليسار) في زونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

زونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، 14 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) عندما فرت الأم الكونغولية بلاندين نغيكي لتنقذ حياتها عبر نهر أوبانغي في عام 1999، احتضنتها جوزفين سيرفيس وعائلتها في جمهورية إفريقيا الوسط. وقد حان الوقت الآن لترد نغيكي جميلها في ضيافتها.

بعد أن فرت من بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، العام الماضي إثر احتراق منزلها، اجتازت عائلة سيرفيس النهر الحدودي العريض والسريع الجريان على متن زورق إلى هذه البلدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث فتحت نغيكي منزلها الصغير المسقوف بالقصدير لهم جميعاً.

قالت نغيكي، وهي من بين الكثيرين في زونغو الذين يسعون إلى مشاركة منازلهم مع اللاجئين وإلى توفير فرص حصولهم على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية والتعليم: "نحن كونغوليون ونقدم دائماً المأوى للأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار."

منذ عام 2013، عندما أطاحت الجماعات المتمردة بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، فر نحو 110,000 شخص من الحرب في جمهورية إفريقيا الوسطى ولجأوا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذهب غالبيتهم عبر نهر أوبانغي الذي يشكل الحدود بين البلدين. ويعيش معظمهم في مخيمات للاجئين، ولكن ثلث اللاجئين تقريباً يقيمون مع السكان المحليين.

وبالإضافة إلى إيواء سيرفيس وعائلتها، تعتني نغيكي أيضاً بثلاثة أطفال أيتام. وفي الوقت نفسه، تعتني إحدى جاراتها، مريم يوسف، بطفلين من جمهورية إفريقيا الوسطى؛ صبي عمره عام واحد وفتاة في الثالثة. وقد تركتهما في رعايتها والدتهما التي عادت لإحضار بعض المقتنيات من بانغي، حيث يسود هدوء متوتر تقطعه من وقت إلى آخر اشتباكات دورية بين الجماعات المتمردة والقوات الحكومية.

قالت يوسف: "غالباً ما يسأل الصغير عن والدته، يريد أن يراها، وأنا أشتري لهما الحلويات أحياناً لإفراحهما. إذا لم تعد والدتهما، فيمكنهما البقاء هنا، لدينا دائماً بعض أوراق نبات المنيهوت وسيأكلان معنا ".

ليست بلدة زونغو الوحيدة التي تأوي اللاجئين، فهنالك العديد من المجتمعات الأخرى على طول نهر أوبانغي، التي يقدم سكانها الكونغوليون الملجأ والدعم باستمرار للاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى، الذين وصل ثلثهم إلى البلد خلال العام الماضي.

ويفوق عدد الوافدين الجدد الآن عدد السكان المحليين في بعض الأماكن، وخاصة في المناطق النائية التي ليس فيها سوى عدد قليل من المدارس أو المراكز الصحية. لذا تنقل المفوضية بعض اللاجئين من المناطق الحدودية النائية إلى مخيمات اللاجئين الخمسة في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية، وترحب أيضاً بمساعدة الكونغوليين.

وقال ستيفانو سيفير، الممثل الإقليمي للمفوضية في إفريقيا الوسطى: "إن الدعم الذي يقدمه الكونغوليون لجيرانهم من جمهورية إفريقيا الوسطى مثالي، وعلينا أن نتذكر أن هذه هي واحدة من المناطق الأكثر فقراً في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والعديد من المضيفين يعيشون دون خط الفقر."

وفيما يفتقر نداء المفوضية لجمهورية إفريقيا الوسطى للتمويل بشكل كبير، تبذل المفوضية قصارى جهدها لمساعدة المجتمعات المحلية وسط الوضع القائم، بما في ذلك تلك القريبة من الحدود ومن مخيمات اللاجئين".

ومن بين المدارس في زونغو التي وقفت بوجه التحديات واحتضنت أطفالاً لاجئين حرصاً منها على مواصلة تعليمهم، مدرسة محمد الابتدائية في زونغو، التي فتحت ستة فصول دراسية مؤقتة جديدة.

وقال مدير المدرسة، عبد الله ليفانا: "أعطتنا المفوضية بعض الأغطية البلاستيكية والمقاعد ولدينا ثمانية معلمين، ولكن العثور على المال لرواتبهم ليس سهلاً."

وفي الوقت نفسه، في أحد المراكز الصحية للأطفال في البلدة الحدودية، ينتظر اللاجئون من جمهورية إفريقيا الوسطى في الصف مع الأمهات اللواتي يحملن أطفالهنّ الرضع. قد تقتل الأمراض الشائعة مثل الملاريا والإسهال الطفل بسهولة إذا لم تُعالج، ويقدم المركز في كثير من الأحيان العلاجات بأسعار مخفضة لمساعدة المحتاجين.

وقال جاكوب واكانزا، مدير المركز، مشيراً إلى دوافع الموظفين: "في بعض الأحيان، لا يملك اللاجئون الكثير من المال، وقد يكون ما معهم أقل من كلفة العلاج بكثير. نحن نحاول المساعدة في المقام الأول ويجب أن نظهر تضامننا، فهم بشر مثلنا".

بقلم أندرياس خيرتشوف في جمهورية الكونغو الديمقراطية

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

من جحيم الحرب إلى العناية المركزة

كان جان دو ديو من جمهورية إفريقيا الوسطى في طريقه إلى السوق في منتصف شهر يناير/كانون الثاني عندما تعرّض لإطلاق نارٍ. كان الراعي البالغ 24 عاماً من العمر قد فرّ من بلاده مع عائلته قبل شهرَيْن ولجأوا إلى جزيرة في نهر أوبانغي تابعة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكان جان يعبر النهر أحياناً ليعود إلى بلدته للاطمئنان إلى ماشيته، ولكن الحظ تخلى عنه الأسبوع الماضي عندما ذهب ليصطحب أحد الحيوانات إلى السوق. وبعد بضع ساعات، كان الأطباء يسعون جاهدين لإنقاذ حياته في غرفة عمليات مؤقتة في دولا وهي بلدة كونغولية حدودية تقع على ضفاف نهر أوبانغي.

جان ليس الوحيد الذي يعاني من هذا الوضع. ففي العامين الماضيين، أجبرت الحرب في جمهورية إفريقيا الوسطى أكثر من 850,000 شخصٍ على الفرار من منازلهم. وتعرّض الكثيرون منهم للاعتداء لدى فرارهم أو للقتل في حال حاولوا العودة. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاروة، تُستنزَف الموارد الطبية المستخدمة إلى أقصى الحدود.

وثّقت عدسة المصوّر براين سوكول بتكليف من المفوضية، اللحظة التي أُدخل فيها جان وآخرون بسرعة إلى غرفة العمليات. تشهد صوره على اليأس والحزن ووحدة العائلة وأخيراً على الصراع للبقاء على قيد الحياة.

من جحيم الحرب إلى العناية المركزة

لاجئة إفريقية تعوض خسارة ابنها بمساعدة الآخرين

إدويج كبوماكو في عجلة من أمرها على الدوام؛ ولكنّ ما تتمتع به هذه اللاجئة من جمهورية إفريقيا الوسطى من طاقة يساعدها أيضاً في التعامل مع المأساة التي أجبرتها على الفرار إلى شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية في العام الماضي. قبل أن تندلع أعمال العنف مجدّداً في بلادها في العام 2012، كانت تلك الشابة، وعمرها 25 عاماً، تتابع دراستها للحصول على شهادة الماجستير في الأدب الأميركي في بانغي، وتتطلّع نحو المستقبل. وقالت إدويج وصوتها يخفت: "شرعت بأطروحتي حول أعمال آرثر ميلر، ولكن بسبب الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى..." عوضاً عن ذلك، كان عليها الإسراع في الفرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية مع أحد أشقائها الصغار، إلا أن خطيبها وابنها، وعمره 10 سنوات، قُتلا في أعمال العنف الطائفية في جمهورية إفريقيا الوسطى.

بعد عبور نهر أوبانغي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، نُقلت إدويج إلى مخيم مول الذي يأوي ما يزيد عن 13,000 لاجئ. وفي محاولةٍ منها للمضي قدماً بحياتها وإشغال نفسها، بدأت بمساعدة الآخرين، وتوّلت دوراً قيادياً وشاركت في الأنشطة المجتمعية بما في ذلك فن الدفاع عن النفس البرازيلي المعروف بـ كابويرا. تترأس إدويج اللجنة النسائية وتشارك في الجهود المبذولة للتصدّي للعنف الجنسي، كما تعمل كمسؤولة اتصال في المركز الصحي. وتعمل إدويج أيضاً في مجال التعليم، كما أنّها تدير مشروعاً تجارياً صغيراً لبيع مستحضرات التجميل. قالت إدويج التي لا تزال متفائلةً: "اكتشفتُ أنّني لستُ ضعيفةً". إنها متأكدة من أنّ بلدها سيصحو من هذا الكابوس ويعيد بناء نفسه، ومن أنها ستصبح يوماً ما مُحاميةً تدافع عن حقوق الإنسان وتساعد اللاجئين.

لاجئة إفريقية تعوض خسارة ابنها بمساعدة الآخرين

مدينة لبنانية تفتح أبوابها أمام القادمين الجدد من اللاجئين السوريين

دفع تجدد القتال في سوريا آلاف اللاجئين إلى عبور الحدود إلى وادي البقاع شرقي لبنان على مدار الأسبوع الماضي. ويقدر أن يكون 6,000 شخص قد أجبروا على مغادرة ديارهم جراء القتال الدائر في محيط بلدة قارة ومنطقة القلمون غربي سوريا.

وقد قام المدنيون اليائسون بعبور الجبال وشقوا طريقهم إلى مدينة عرسال في لبنان. وقد كان معظم اللاجئين من النازحين داخلياً من قَبْلُ في سوريا، من بينهم من نزح نحو ست مرات قبل أن يُجْبَر على مغادرة البلاد. وينحدر نحو 80 بالمائة من القادمين الجدد في الأصل من مدينة حمص السورية.

يصل اللاجئون إلى منطقة قفر منعزلة في لبنان شهدت نمواً للسكان خلال وقت السلم فيها بنسبة 50 بالمائة وذلك منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس/ آذار 2011. إن الأجواء الشتوية القاسية تجعل الأمور أسوأ. وقد تمكنت المفوضية وشركاؤها من العثور على مأوى مؤقت للقادمين الجدد في عرسال؛ في قاعة لحفلات الزفاف وفي أحد المساجد، حيث يتم تسليم البطانيات، وحزم المساعدات الغذائية، وكذلك الأدوات المطبخية ولوازم النظافة الصحية. كما تم إنشاء موقع جديد للعبور لحين التمكن من العثور على مأوى أفضل في مكان آخر بالبلاد. وقد التقط مارك هوفر الصور التالية في عرسال.

مدينة لبنانية تفتح أبوابها أمام القادمين الجدد من اللاجئين السوريين

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
جمهورية إفريقيا الوسطى: صراع من أجل البقاءPlay video

جمهورية إفريقيا الوسطى: صراع من أجل البقاء

في 12 من أغسطس/ آب عام 2013 شن فصيلان تابعان لمجموعة ميليشيات هجوماً على منطقتين واقعتين شمال غرب جمهورية إفريقيا الوسطى، أُحرق خلاله ما يزيد عن 800 منزل ونزح ما يفوق المئات في منطقتي باوا وبوسانغوا.
الأخت أنجيليك، الأخت والأمPlay video

الأخت أنجيليك، الأخت والأم

الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013 هي راهبة كونغولية ساعدت مئات النساء من ضحايا الاغتصاب والانتهاكات التي ارتُكِبت على يد جيش الرب للمقاومة وجماعات أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية.