• حجم النص  | | |
  • English 

شاب أفغاني يرى في التعليم فرصة لإحداث فارق في حياة اللاجئين

قصص أخبارية, 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2015

Photo courtesy of Abdul Khalil ©
صورة: عبد الجليل، لاجئٌ عمره 30 عاماً من أفغانستان ويعمل بين 18 و19 ساعة يومياً.

إسلام آباد، 30 سبتمبر/أيلول، باكستان، (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) تختبر الحياة الطالب عبد الجليل، وهو لاجئٌ عمره 30 عاماً من أفغانستان، إلى أقصى الحدود. فهو يعمل بين 18 و19 ساعة يومياً.

يبدأ يومه عند الساعة الثامنة صباحاً في الجامعة التي يدرس فيها وينتهي عند الساعة الثالثة فجراً في مصنع صفائح الأرضيات الذي يعمل فيه.

فرّت عائلة جليل من منطقتها قندوز في أفغانستان عام 1986، عندما كان يبلغ من العمر عاماً واحداً، ووجدت ملجئاً لها في محافظة بلوشستان الباكستانية. انتقلت العائلة بعد ذلك إلى العاصمة الإقليمية كويتا بعد أن أمضت ثلاثة أعوام في مخيم للاجئين.

في كويتا، التحق جليل بمدرسة خاصة، ولكن نظراً لدخل والده الضئيل نُقل بعد فترة قصيرة إلى مدرسة رسمية.

يعجز والده المريض، البالغ من العمر 74 عاماً، عن دعم عائلته المؤلفة من سبعة أفراد وحده. فهو لا يزال يعمل كعاملٍ في سوق محلي في كويتا، ولكن عمله يومي وغير مضمون.

يتعين على خليل، وهو الفرد الوحيد في العائلة الذي يجيد القراءة والكتابة، أن يعمل أيضاً لأنه يريد متابعة دراسته التي يحتاج لموارد إضافية من أجلها.

وبفضل منحة من مبادرة ألبرت أينشتاين الأكادمية الألمانية الخاصة باللاجئين (DAFI) التي تدعمها المفوضية، تمكن جليل من الالتحاق بجامعة محلية في العام 2012 لنيل بكالوريوس العلوم في علوم الحاسب الآلي .

سيتخرج في أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، ويرغب في أن يتم قبلوله لشهادة الماجستير.

قال: "كنت محبطاً للغاية عندما تخرجت من المدرسة الثانوية لأنني لم أستطع تخيل أي وسيلة لمواصلة دراستي والحصول على القبول في الجامعة، إلى أن أخبرني صديق لي عن منحة مبادرة (DAFI) التي تدعمها المفوضية.

وتشكل مبادرة (DAFI) برنامجاً لتقديم المساعدة من خلال المنح الدراسية للاجئين، تموله الحكومة الألمانية وتنفذه المفوضية في جميع أنحاء العالم. والمنح الدراسية للتعليم العالي في الجامعات والمعاهد الفنية، وهي بمثابة شريان الحياة للكثير من اللاجئين المعدمين. والغرض من هذا البرنامج هو مساعدة اللاجئين، مثل جليل، على الاعتماد على ذاتهم من خلال تزويدهم بالمؤهلات المهنية للعمل في المستقبل.

في باكستان، منذ العام 1992 وحتى اليوم، دعمت منح مبادرة (DAFI)، ما يقارب 1200 طالبٍ أفغاني. وهي تسمح للطلاب بتجاوز مستوى التعليم الأساسي من خلال منحهم فرصة الحصول على التعليم الثانوي والجامعي.

وقال إندريكا راتواتي، ممثل المفوضية في باكستان: "إن الاستثمار في تعليم اللاجئين الشباب هو استثمار في مستقبلهم وفي الأجيال القادمة. فالتعليم يعطي لحياة الشباب معنى وأملاً بالمستقبل. يستطيع اللاجئون المتعلمون أن يقودوا عملية إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم ويقدموا المهارات الأساسية اللازمة لذلك."

يرغب جليل بتكريس حياته للتعليم. يقول: "أريد أن يلتحق كل طفل أفغاني بالمدرسة، لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي نستطيع من خلاله تحقيق الازدهار في بلدنا أفغانستان الذي دمرته الحرب".

يعلّم جليل أيضاً في مدرسة محلية للأطفال اللاجئين الأفغان، في فترة ما بعد الظهر، ويعمل ليلاً حتى الصباح الباكر في أحد المصانع. تؤمن له الوظيفتان مبلغ 19,000 روبية (182 دولار أميركي) في الشهر، وهو مبلغ بالكاد يغطي مصاريف عائلته اليومية.

وأضاف جليل: "لا أريد أن يعيش أي طفل صعوبات الحياة التي عانيتها. ولا ينبغي أن يكون الفقر ذريعة لحرمان الأطفال من الحصول على التعليم. ولكن تترك العائلات الأفغانية الفقيرة من دون أي خيار سوى إرسال أطفالها للعمل بدلاً من الدراسة لدعمها مالياً."

يشكل وضع اللاجئين الأفغان أكبر وضع لجوء طال أمده في العالم. وتستضيف باكستان اللاجئين الأفغان منذ أكثر من 35 عاماً. ويمثل اللاجئون الأفغان المسجلون في البلاد والبالغ عددهم 1.5 مليون شخص 14 في المئة من مجموع اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وتعد هذه العملية الخاصة باللاجئين الأفغان واحدة من أكبر وأطول العمليات التي نفذتها المفوضية.

واحد من كل خمسة لاجئين في جميع أنحاء العالم هو من أفغانستان وأكثر من 50 في المئة من اللاجئين الأفغان هم من الأطفال.

في المستقبل، يرغب جليل في إنشاء مدرسة للأطفال اللاجئين الأفغان اليتامى في كويتا، الذين يضطرون للعمل كعمال لأن ما من أحد يرعى عائلاتهم.

ويشدد راتواتي على أهمية دور التعليم في إعادة بناء الدول بعد الصراع ويقول: "تمكين الشباب الأفغاني من خلال التعليم وتطوير المهارات هو بناء رأس المال البشري لدولة أفغانستان المستقبلية. ومساعدة الأفغان على العودة إلى ديارهم وتمكينهم من إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم أمر أساسي للاستقرار في أفغانستان والمنطقة بأسرها".

يقول جليل إنه سعيد لرؤية حكومة الوحدة الوطنية في أفغانستان تعمل جاهدةً للتخفيف من معاناة الأفغان العاديين. مع ذلك، يعتقد أن الطريق لا تزال طويلة لتصل أفغانستان إلى مستوى الدول النامية الأخرى.

ويضيف جليل: "تكافح أفغانستان حالياً البطالة وأمراء الحرب والفساد والانقسامات العرقية. ولكن لا يمكننا أن نتخلص من هذه الشرور إلا من خلال التعليم عالي الجودة، الموفر بالتساوي لجميع الأفغان. لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يستثمر أكثر في التعليم؛ ويؤسس المزيد من المدارس والكليات والجامعات لمساعدة أفغانستان على الوقوف على قدميها من جديد".

كتابة دنيا إسلام خان، إسلام أباد، باكستان

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

خالد حسيني

كاتب أميركي من أصل أفغاني

مبادرة آلبرت آينشتاين (DAFI)

توفر هذه المبادرة التي تمولها الحكومة الألمانية منحاً للاجئين لاستكمال دراساتهم العليا في العديد من الدول

الحياة في الظل: تهريب البشر على مشارف الاتحاد الأوروبي

حتى الآن من هذا العام، دخل حوالي 200,000 شخص إلى الاتحاد الأوروبي عبر طرق غير نظامية وقام الكثيرون منهم برحلات تهدّد حياتهم في البحر الأبيض المتوسط. وشرح الكثير من الأفغان والسوريين المتواجدين على مشارف الاتحاد الأوروبي مؤخراً؛ في الجهتين من الحدود بين هنغاريا وصربيا، للمفوضية سبب لجوئهم إلى المهربين للفرار من الحرب والاضطهاد سعياً إلى إيجاد الأمان في أوروبا. يقيم بعضهم في مصنع طوب مهجور في صربيا، في انتظار المهربين لنقلهم إلى هنغاريا ومنها إلى بلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي. وأُلقي القبض على بعضهم الآخر خلال قيامهم برحلتهم واحتجزوا مؤقتاً في زنزانات الشرطة في جنوب شرق هنغاريا. التُقطت الصور التالية بعدسة كيتي ماكينزي.

الحياة في الظل: تهريب البشر على مشارف الاتحاد الأوروبي

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

يسجل النزوح العالمي جراء الحروب والصراعات والإضطهاد أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو يتزايد بشكل سريع. وعلى مستوى العالم، بات هناك حالياً شخص واحد من بين كل 122 شخصاً مهجر. ولو كان هؤلاء مواطنين في دولة واحدة، لحلّت في المرتبة الرابعة والعشرين بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.

ويظهر تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، مع نزوح 59.5 مليون شخص قسراً في نهاية العام 2014، مقارنةً بـ 51.2 مليون شخص في العام السابق. وفي عام 2014، أصبح هناك 42,500 نازح كمعدل يومياً.

وتعتبر الحرب التي اندلعت في سوريا في عام 2011 السبب الرئيسي للنزوح، لكن عدم الاستقرار والصراع في بلدان كجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وبوروندي وأفغانستان تساهم أيضاً في النزوح العالمي إلى حد كبير.

وفي ظل العجز الضخم في التمويل والفجوات الواسعة في النظام العالمي لحماية ضحايا الحرب، يتم إهمال الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة. ويجب على العالم أن يعمل معاً لبناء السلام والحفاظ عليه أكثر من أي وقت مضى.

تعرّف على بعض النازحين:

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

المفوضية تساعد عشرات الآلاف في شمال غرب باكستان

في شمال غرب باكستان، تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الحكومة وغيرها من الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أجل توفير المساعدة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تركوا منازلهم إثر العمليات الأمنية التي شُنت ضد الجماعات المتمردة.

منذ بدأ الهجوم المسلح في يناير/كانون الثاني، فرّ ما يزيد عن مائة ألف من سكان منطقة خيبر، التي تقع في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية على الحدود مع أفغانستان، من منطقة النزاع. ومنذ منتصف مارس/آذار شهد مخيم جالوزاي، قرب مدينة بيشاور، تدفقات كبيرة من الأشخاص.

وفي مخيم جالوزاي، يُسَجَّل سكان خيبر ويُزوَّدون بالإمدادات الإنسانية والمساعدات الغذائية. وعلى الرغم من أن معظمهم يفضلون البقاء مع الأصدقاء والأقارب في القرى والمدن المجاورة، إلا أن الذين لا تتوفر لهم موارد يُمَدُّون بخيمة في مخيم حديث الإنشاء في مخيم جالوزاي.

المفوضية تساعد عشرات الآلاف في شمال غرب باكستان

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الاستجابة لحالات الطوارئ Play video

الاستجابة لحالات الطوارئ

يستعرض هذا الفيديو تفاصيل ومراحل شحن مواد الإغاثة الطارئة من مخازن المفوضية إلى المستفيدين في كافة أنحاء العالم.
قصة حسيني.. تهريب البشر عبر الحدودPlay video

قصة حسيني.. تهريب البشر عبر الحدود

حسيني يروي قصة هروبه من أفغانستان بمساعدة مهربي البشر