المزيد من الأشخاص يخاطرون بعبور المحيط الهندي رغم سوء المعاملة والردع

قصص أخبارية, 5 ديسمبر/ كانون الأول 2014

UNHCR/S.Alam ©
غالباً ما يخاطر الأشخاص بعبور خليج البنغال خلال الليل.

جنيف، 5 ديسمبر/كانون الأوّل (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) أفاد تقرير جديد للمفوضية نشر يوم الجمعة، أن المزيد من الأشخاص يخاطرون بحياتهم على متن قوارب المهربين في جنوب شرق آسيا، على الرغم من احتمال تعرّضهم للعنف خلال الرحلة.

وتقدّر المفوضية أن يكون 54,000 شخص قد قاموا برحلات بحرية غير نظامية في المنطقة حتى الوقت الراهن من هذا العام، استناداً إلى تقارير المصادر المحلية ووسائل الإعلام والناجين. ويشمل هذا الرقم حوالي 53,000 شخص غادروا من خليج البنغال إلى تايلاند أو ماليزيا، كما تقدم مئات الآخرين جنوباً في المحيط الهندي.

يبلغ التدفق من خليج البنغال ذروته في أكتوبر/تشرين الأوّل، عندما تهدأ مياه البحر بعد نهاية الفصل الممطر. وقد ازداد عدد المغادرين في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام مقارنةً بالعدد المسجل في الأعوام الماضية؛ إذ أبحر حوالي 21,000 شخص من الروهنغا ومن بنغلادش منذ ذلك الوقت، مما يشير إلى ارتفاع بنسبة 37 في المئة مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. ويعتقد أن 10 في المئة من المسافرين هم من النساء. وثلث الواصلين تقريباً الذين أجرت المفوضية مقابلات معهم في تايلاند وماليزيا هم قاصرون (دون الـ18 من عمرهم). وأُشيع عن قيام أطفال دون سن الثامنة بهذه الرحلة لوحدهم.

ويعتقد أن حوالي 120,000 شخص قد قاموا بهذه الرحلات من خليج البنغال منذ بداية عام 2012. وبما أن الأسعار تتراوح من 1,600 دولار إلى 2,400 دولار أميركي لكل مسافر، يُعتقد أن المهربين الذين يتخذون هذا الطريق قد حصلوا على حوالي 250 مليون دولار أميركي من العائدات خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وفي حين أن غالبية الناس يدفعون للمهربين مقابل السفر، تنتشر روايات عن أشخاص قالوا إنهم أجبروا على الصعود على متن القارب، أحياناً تحت تهديد السلاح، في ميانمار وبنغلادش.

وكانت الظروف على متن قوارب المهربين رهيبة؛ فقد وصف الناجون حالات الاكتظاظ وحصولهم على حصص يومية من وجبة واحدة صغيرة مع كوب أو كوبين من الماء. أما الأشخاص الذين طلبوا المزيد أو حاولوا دخول المرحاض من دون احترام الدور، فقد كانوا يتعرضون للضرب أو للركل إلى أسفل السلالم من قبل الطاقم المسلح على ظهر القارب. وأفيد أن حوالي 540 شخصاً توفوا هذا العام في البحر جراء الضرب والجوع الشديد أو الجفاف وكانت جثثهم ترمى خارج القارب.

وفي تايلاند، أخبر الناجون موظفي المفوضية أنهم انتقلوا من القوارب الكبيرة إلى قوارب صغيرة للوصول إلى اليابسة. وهناك، احتُجزوا في مخيمات المهربين وأجبروا على الاتصال بأقاربهم ليدفعوا المال مقابل إطلاق سراحهم. وفي الحالات التي لم يكن يتم فيها الدفع فوراً، كانوا يتعرضون للضرب أو أعمال تعذيب أخرى.

يُزعم أن مئات الأشخاص قد توفوا منذ العام الماضي في المخيمات بسبب المرض والجوع الشديد والجفاف وتعرضهم للقتل من قبل المهربين لدى محاولتهم الفرار أو عندما لم يتمكنوا من الدفع.

وبحسب روايات الناجين، يبدو أن عمليات المداهمة التي نفذتها وكالات تطبيق القانون في تايلاند منذ بداية العام أدت إلى تراجع ملحوظ في عدد وحجم مخيمات المهربين في البلاد. فبعض الناجين الذين أجرت المفوضية مقابلة معهم قد دخلوا إلى المخيمات أكثر من مرة. لكن عمليات المداهمة التي نفذتها الحكومة أنقذتهم، وتم وضعهم في أماكن احتجاز المهاجرين، ثم فضّلوا أن يتم ترحيلهم أو فروا ودخلوا مجدداً إلى دائرة المهربين هرباً من احتمال احتجازهم لأجل غير مسمى.

وقامت مجموعات حكومية بإجراء مسح على الروهنغا والبنغلادشيين الذين وصلوا في الأشهر الأخيرة إلى تايلاند للتأكد مما إذا كان قد تم الإتجار بهم. وإذا تبين أنهم ضحايا الاتجار، يُنقلون إلى المآوي لتسهيل إعادة تأهيلهم وإجراء التحقيقات عن المهربين المشتبه بهم. وتأمل المفوضية توسيع هذا المسح لتقييم كافة احتياجات الحماية الدولية.

كان معظم الواصلين إلى ماليزيا يعبرون براً من تايلاند وكان يتم احتجازهم في مراكز توقيف في شمال ماليزيا لبضعة أيام. والتقى موظفو المفوضية بفتاة مراهقة تزوجت برجل من الروهنغا بعد أن دفع لها ولأخيها مقابل إطلاق سراحهما من مركز التوقيف.

ونتيجة لسوء المعاملة والحرمان في قوارب المهربين ومخيماتهم، تقدّم لدى المفوضية في ماليزيا هذا العام حوالي 200 شخص مصابين بمرض البري بري الناتج عن نقص في الفيتامين ب1 الذي يعيق قدرتهم على السير.

وصل هذا العام العديد من القوارب مباشرة إلى ماليزيا من خليج البنغال. وقد تم توقيف حوالي 300 شخص وصلوا على متن ثلاثة قوارب. وتمكنت المفوضية من الوصول إلى الأشخاص على متن أوّل قاربين، وتسعى للوصول إلى المجموعة الثالثة. ومع ذلك، وصل آخرون على متن قوارب لم يتم كشفها وهم يعيشون حالياً داخل المجتمع.

واستمرت حركة القوارب في الاتجاهين بين أندونيسيا وماليزيا مع انتقال بعض الروهنغا إلى أندونيسيا بعد قضاء بعض الوقت في ماليزيا. وقد تم تسجيل أكثر من 100 من الروهنغا لدى المفوضية في أندونيسيا هذا العام.

تحدّث موظفو المفوضية مع بعض الروهنغا الذين حاولوا الإبحار نحو أستراليا ولكنهم عادوا بسبب الطقس السيء أو عطل في المحرك أو اعتراض من قبل السلطات الأسترالية.

حتى الوقت الراهن من هذا العام، عُلم عن إجراء 10 عمليات اعتراض لقوارب تحمل 441 شخصاً يأملون الوصول إلى أستراليا. تمت إعادة سبعة قوارب إلى أندونيسيا وعلى متنها 205 أشخاص. أعيد الركاب البالغ عددهم 79 على متن قاربين إلى سريلانكا باستثناء راكب واحد. وتم نقل 157 شخصاً على متن قارب قادم من الهند، من البر الأسترالي إلى مركز معالجة بعيد عن الشاطئ في ناورو حيث لا يزالون محتجزين.

ومن بين أكثر من 6,500 شخص تعنى بهم المفوضية ممن سافروا بحراً وتم احتجازهم في المنطقة، احتُجز أكثر من 4,600 شخص في أستراليا أو في مراكز المعالجة بعيدة عن الشاطئ في ناورو وبابوا غينيا الجديدة.

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

بلدان ذات صلة

عمليات الاعتراض البحرية ومعالجة طلبات الحماية الدولية

سياسة المفوضية بهذا الشأن، نوفمبر 2010

الإنقاذ في البحار

دليل للمبادئ والممارسات التي تنطبق على اللاجئين والمهاجرين

إنقاذ في عرض البحر

غالباً ما يتزايد عدد الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم لعبور البحر المتوسط وطلب اللجوء في أوروبا مع حلول شهر الصيف ذي الطقس الجميل والبحار الهادئة. غير أن العدد هذا العام شهد ارتفاعاً هائلاً. خلال شهر يونيو/ حزيران، قامت "ماري نوستروم" بإنقاذ الركاب اليائسين بمعدل يتخطى ال750 شخص يومياً.

في أواخر شهر يونيو/حزيران، صعد مصور المفوضية ألفريدو دامانو على متن سفينة "سان جوجيو" التابعة للبحرية الإيطالية بهدف توثيق عملية الإنقاذ بما فيها إلقاء نظرة أولى على القوارب من طائرة هليكوبتر عسكرية ونقل الركاب إلى قوارب الإنقاذ الصغيرة ومن ثم السفينة الأم وأخيراً إعادة الركاب إلى سواحل بوليا الإيطالية.

وخلال حوالي ست ساعات في 28 يونيو/ حزيران، أنقذ الطاقم 1,171 شخص من القوارب المكتظة. وكان أكثر من نصفهم من السوريين الفارين من بلدهم التي دمرتها الحرب وهم بمعظمهم على شكل عائلات ومجموعات كبيرة. فيما يأتي آخرون من إريتريا والسودان وباكستان وبنغلادش والصومال ومناطق أخرى. تمثّل صور داماتو والمقابلات التي ترافقها نوافذاً إلى حياة الأشخاص الذين أصبح الوضع في بلادهم غير مستقر على الإطلاق إلى درجة أنهم أصبحوا مستعدين للمخاطرة بكل شيء.

إنقاذ في عرض البحر

النزوح الجماعي من خليج البنغال

قصصهم مروعة، وتتحدث بالتفصيل عن الانتهاكات التي تجري على متن قوارب المهربين المكتظة من بنغلادش وميانمار. يعاني هؤلاء الناجون من المزيد من العنف - وقد يكون قاتلاً أحياناً - في المخيمات الواقعة في الغابات، إلى أن يتمكن أقاربهم من دفع الأموال مقابل إطلاق سراحهم. ومع ذلك، يستمر الروهنغا والبنغلادشيون في الإبحار من خليج البنغال بأعداد كبيرة، بما في ذلك 53,000 شخص حتى الآن في عام 2014. سافر مؤخراً مصوران في بنغلادش إلى جنوب شرق البلاد لتوثيق تدفق الروهنغا غير المسجلين.

* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية

النزوح الجماعي من خليج البنغال

عديمو الجنسية حول العالم: مقال مصور لغريغ قسطنطين

قد تبدو الجنسية كحق عام نكتسبه عند الميلاد، إلا أنه يوجد ما يقدر بـ12 مليون شخص حول العالم يكافحون من أجل الحصول على هذا الحق. فهم بلا جنسية ولا يتمتعون بمزاياها القانونية. فقد وقعوا في مأزق قانوني وأصبحوا عديمي الجنسية. وغالباً ما يؤدي بهم ذلك إلى عدم القدرة على القيام بالأشياء الأساسية التي يعتبرها معظم الأشخاص الآخرين من المُسَلَّمات مثل تسجيل ميلاد طفل، أو السفر، أو الالتحاق بالمدرسة، أو فتح حساب مصرفي، أو امتلاك عقار.

ينتج انعدام الجنسية عن مجموعة أسباب مختلفة. فقد استبعد بعض السكان من الجنسية عند استقلال بلادهم عن الحكم الاستعماري. وكان البعض الآخر ضحايا للتجريد الجماعي من الجنسية المكتسبة. وفي بعض البلدان، لا يجوز للنساء منح جنسيتهن لأبنائهن. ويكون ذلك في بعض الأحيان بسبب التمييز وفشل التشريعات في أن تكفل الجنسية لجماعات عرقية بعينها.

تُعد هذه المشكلة عالمية. في إطار ولايتها، تقدم المفوضية المشورة إلى الأشخاص عديمي الجنسية فيما يتعلق بحقوقهم وتساعدهم في اكتساب جنسية. أما على المستوى الحكومي، فهي تدعم الإصلاح القانوني لمنع انعدام جنسية الأشخاص. كما أنها تتعاون مع الشركاء لإقامة حملات للتجنيس لمساعدة عديمي الجنسية في اكتساب جنسية والحصول على وثائق.

المصور غريغ قسطنطين هو مصور صحفي حاصل على عدة جوائز من الولايات المتحدة الأمريكية. انتقل عام 2005 إلى آسيا حيث بدأ مشروعه الصحفي "من لا مكان لهم" الذي يوثق محنة عديمي الجنسية حول العالم. حصلت أعماله على عدة جوائز، من بينها جائزة المسابقة الدولية للتصوير الفوتوغرافي للعام، وجائزة أفضل مصور صحفي من الرابطة القومية للمصورين الصحفيين، جوائز منظمة العفو الدولية لصحافة حقوق الإنسان (هونغ كونغ)، جائزة جمعية الناشرين في آسيا، وجائزة هاري تشابين الإعلامية للتصوير الصحفي. كما فاز غريغ مناصفة بجائزة أوزبزرن إليوت الصحفية في آسيا التي تقدمها الجمعية الآسيوية سنوياً. وقد نشر عمله "من لا مكان لهم" على نطاق واسع، وعرض في بنغلاديش، وكامبوديا، وتايلاند، وماليزيا، واليابان، وسويسرا، وأوكرانيا، وهونغ كونغ، وكينيا. يقيم غريغ في جنوب شرق آسيا.

عديمو الجنسية حول العالم: مقال مصور لغريغ قسطنطين

إندونيسيا: وصول طالبي اللجوء من الروهينغا والبنغلاديشيين Play video

إندونيسيا: وصول طالبي اللجوء من الروهينغا والبنغلاديشيين

ترحب المفوضية بالالتزام الذي أعلن عنه وزراء خارجية ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند بحل مسألة آلاف اللاجئين والمهاجرين المحاصرين في القوارب في خليج البنغال وقبالة سواحل جنوب شرق آسيا. تعتبر هذه الخطوة الأولية مهمة في البحث عن الحلول لهذه المسألة، وأساسية لإنقاذ الأرواح.
اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
مرحباً بكم في بلدي Play video

مرحباً بكم في بلدي

قام كل من المخرج الإسباني فيرناندو ليون والممثلة الإسبانية ايلينا انايا بتصوير هذا الفيلم في مخيمات اللاجئين بإثيوبيا بالتعاون مع مكتب المفوضية في مدريد وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي.