لمحة عامة عن العمليات الإقليمية للمفوضية لعام 2015 – الأمريكيتان

| بيئة العمل |

في عام 2015، ستلتزم الدول المشاركة في عملية كارتاخينا +30 وتلك التي ستعتمد الإعلان وخطة عمل جديدة في برازيليا في ديسمبر/كانون الأول 2014، بتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف الرامية إلى تعزيز الحماية وإيجاد الحلول. وستعتمد استراتيجية المفوضية وتدخلاتها في المنطقة على خطة العمل الممتدة على 10 أعوام. واعتباراً من العام 2015، ستولي المفوضية الأولوية لمساعدة الدول في عملية المتابعة وتنفيذ خطة العمل الجديدة.

في أميركا الوسطى، أدت أعمال العنف التي قامت بها مجموعات إجرامية مسلحة ومنظمة ومتعددة الجنسيات إلى فرض تحديات كبيرة أمام السكان المحليين والمؤسسات الوطنية والأمن الإقليمي. وفي الأعوام الأخيرة، سجل عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل أفراد من بلدان أميركا الوسطى، مثل السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، ارتفاعاً كبيراً في كندا وكوستاريكا والمكسيك والولايات المتحدة. ويشكل نزوح الأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم جراء العنف مصدراً للقلق الشديد، إذ تعتبر حمايتهم وسلامتهم في غاية الأهمية بالنسبة إلى عمليات المفوضية في بلدان الأصل والعبور والوصول.

تتواصل محادثات السلام بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية الكولومبية سعياً إلى إنهاء الصراع المسلح الذي امتد طيلة خمسة عقود. وسيكون لاتفاقية السلام المرتقبة نتائج مهمة على صعيد الوضع الإنساني في كولومبيا. ولدى تحديد الحلول المستدامة وترسيخها، بما في ذلك من خلال الاندماج المحلي والعودة الطوعية المحتملة، سيتعين الأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل للمجموعات المسلحة المسرّحة والجهات المسلحة الجديدة التي تنتهك حقوق الإنسان وتجبر الأشخاص على الفرار من ديارهم، وفي عدد من المناطق للمرة الثانية أو الثالثة.

ما زالت المنطقة الحدودية بين كولومبيا والإكوادور متأثرة بالصراع. وما زال عدد الوافدين من كولومبيا يتراوح بين 900 و1,000 شخص شهرياً، إلا أن الحصول على صفة اللجوء ما زال صعباً بسبب التشريع الذي تم إقراره في شهر مايو/أيار 2012. كذلك، فإن عدداً كبيراً من الأفراد لا يستفيدون من الحماية نتيجة الإجراءات الصارمة لما قبل تحديد الأهلية. وفي ما يتعلق باللاجئين المتواجدين منذ فترة طويلة والذين هم بمعظمهم حضريين، تولي المفوضية الأولوية لاستراتيجيات الحلول الدائمة في إطار مبادرة حلول شاملة.

أظهر عدد من البلدان إلتزاماً سياسياً لوضع خطط هجرة مراعية للحماية بهدف وضع حد لحالات اللجوء التي طال أمدها في أمريكا اللاتينية. وستعمل المفوضية ودول المنطقة على إعداد وتنفيذ برنامج ثلاثي الأطراف ومبتكر لتسهيل هجرة اليد العاملة مع توفير ضمانات حماية للاجئين الكولومبيين المتجهين إلى الأرجنتين والبرازيل.

ما زال الوضع في منطقة البحر الكاريبي يتسم بحركات الهجرة المختلطة عن طريق قوارب غير صالحة للإبحار، مما يؤدي إلى تكرار الحوادث وحالات الوفاة في البحر. والتزمت دول منطقة البحر الكاريبي بتعزيز تعاونها لمعالجة مخاوف الحماية لدى الأشخاص الذين يسافرون في المنطقة.

سيتم تحفيز بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك منظمة الدول الأميركية ولجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان ومنظمة التكامل لدول أميركا الوسطى. وستواصل المفوضية أيضاً تعاونها الوثيق مع المنظمة الدولية للهجرة ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة بالإضافة إلى مشاركتها الفعالة في المؤتمر الإقليمي بشأن الهجرة (عملية بويبلا).

| الاستراتيجية |

استناداً إلى نتائج عملية كارتاخينا +30 للعام 2014 وإلى خطة العمل الجديدة والإعلان اللذين سيتم اعتمادهما في البرازيل بحلول نهاية العام 2014، ستركز عمليات المفوضية في الأميركيتين على المجالات الأساسية التالية:

تعزيز أو إنشاء أنظمة وطنية للجوء، وبخاصة في منطقة البحر الكاريبي، مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات الدول الجزرية والتحركات البحرية: سيشمل ذلك تطبيق مبادرة ضمان الجودة في الأرجنتين والبرازيل وكوستاريكا والمكسيك وبنما، بهدف تنسيق عملية تحديد صفة اللجوء بما يتماشى مع المعايير الدولية؛

مواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها حركات النزوح الناجمة عن أنشطة المجموعات الإجرامية المنظمة والمتعددة الجنسيات والمجموعات المسلحة غير الشرعية الأخرى، بالإضافة إلى العنف الذي تمارسه العصابات في أميركا الوسطى والمكسيك: سيشمل ذلك تشجيع إيجاد حلول شاملة للاجئين، مثلاً من خلال الاستخدام المبتكر لخطط الهجرة الإقليمية الموجودة بهدف تسهيل تحركات السكان؛ وتأمين ضمانات حماية ملائمة تترافق مع نقل الأشخاص إلى البلدان الثالثة ضمن المنطقة؛

تسوية مسألة انعدام الجنسية من خلال الانضمام إلى الاتفاقيات المتعلقة بانعدام الجنسية: سيشمل ذلك سن تشريع حول الجنسية واعتماد إجراءات تحديد صفة انعدام الجنسية، بالإضافة إلى إيلاء الانتباه إلى المجموعات المعرضة للخطر.

نظراً إلى تعقيد الوضع الأمني في أميركا الوسطى، سيركز نهج الحماية الإقليمية الخاص بالمفوضية على تدخلات موجهة في بلدان الأصل (السلفادور وغواتيمالا وهندوراس) وبلدان العبور واللجوء أيضاً (بشكل خاص المكسيك والولايات المتحدة وبدرجة أقل كوستاريكا ونيكاراغوا). وستتمثل الأهداف في معالجة النتائج على الصعيد الإنساني والاستجابة لاحتياجات الحماية للنازحين قسراً بسبب الجريمة المنظمة عبر الوطنية والعنف الذي تمارسه المجموعات المسلحة غير المشروعة. وستقوم المفوضية بتعزيز القدرات في مجالات مراقبة الحدود، وحماية الأطفال، وتنسيق المجموعات (هندوراس).

على أمل التوصل إلى اتفاق سلام قريباً في كولومبيا، ستستمر المفوضية بمساعدة الحكومة في تعزيز حماية النازحين داخلياً، بمن فيهم أولئك الذين نزحوا مؤخراً بسبب المجموعات المسلحة غير الشرعية. وستشمل التدابير أيضاً النازحين الذين عبروا الحدود بحثاً عن الحماية، وبخاصة نحو الإكوادور وجمهورية فنزويلا البوليفارية (فنزويلا). وفي الوقت عينه، سيتابع المكتب سعيه إلى إيجاد حلول دائمة من خلال مبادرة الحلول الإنتقالية المنفذة بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والحكومة. ومن شأن مبادرة الحلول الإنتقالية تسهيل تطوير منهجيات يمكن للسلطات اتباعها على نطاق أوسع في مناطق متضررة أخرى. وسيستمر كل من المفوضية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتقديم الدعم التقني لضمان استدامة المبادرة. وسيتم توطيد استراتيجيات الحلول في كولومبيا والإكوادور وفنزويلا لضمان تآزر أكبر وتحسين وضع الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية.

سيتم بذل جهود متجددة أيضاً من أجل معالجة مسألة تقلص مساحة الحماية لطالبي اللجوء الكولومبيين في الإكوادور من خلال حشد الدعم مع السلطات والشركاء الآخرين. وسيساهم ذلك في المساعدة على مقاومة زيادة كراهية الأجانب والتمييز ضد اللاجئين وطالبي اللجوء الكولومبيين.

في فنزويلا، ستعمل المفوضية على ضمان توفير الحماية واللجوء للفارين من الصراع في كولومبيا. وستكون مساعدة السلطات في تعزيز قدرتها على تسجيل طالبي اللجوء وإصدار الأحكام في ما يتعلق بصفة اللجوء.

في منطقة البحر الكاريبي، ستعمل المفوضية مع الحكومات لوضع عمليات تراعي الحماية وإجراءات تتيح تحديد وإحالة طالبي اللجوء واللاجئين والأشخاص عديمي الجنسية، بالإضافة إلى المهاجرين الضعفاء، بمن فيهم ضحايا الإتجار والأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم بشكل مبكر. وسيساهم وضع عملية إقليمية إستشارية في ضمان تنسيق أفضل لمسائل اللجوء واللاجئين وانعدام الجنسية في تحركات الهجرة المختلطة.

ستقوم عمليات المفوضية في كندا والولايات المتحدة بتشجيع توسيع برامج إعادة التوطين مع السعي إلى زيادة عدد الأماكن المتوفرة وحشد الدعم لاعتماد مناهج أكثر مرونة حتى يتمكن آلاف اللاجئين الإضافيين من الحصول على الحلول الدائمة التي هم بحاجة إليها. وسيستمر تطبيق برنامج التضامن لإعادة التوطين في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي والأوروغواي، بهدف شمل لاجئين من أنحاء أخرى من العالم، مثل السوريين.

في أميركا الجنوبية، ستطلق المفوضية حلاً تجريبياً مبتكراً للاجئين الكولومبيين. وستساهم أطر عمل الهجرة المراعية للحماية والمرتكزة على خطط الحراك البشري الإقليمية في تمكين هؤلاء اللاجئين من الإكوادور من الانتقال بشكل طوعي إلى الأرجنتين أو البرازيل، وذلك بموجب الحكم المتعلق بحرية التنقل في اتفاقيات السوق المشتركة الجنوبية الموسعة.

│التحديات│

على الرغم من إحراز تقدم على صعيد مفاوضات السلام في كولومبيا إلا أن وضع حد لخمسين عاماً من الصراع سيبقى بمثابة تحد كبير. وسيستغرق الأمر بضعة أعوام من أجل ترسيخ عملية السلام بشكل نهائي. وفي خلال هذه المرحلة الانتقالية، من الضروري التوفيق بين احتياجات الحماية المستمرة وتوفير الفرص للحلول الدائمة.

ما زال الوضع الأمني متقلباً في المناطق الحدودية بين كولومبيا والإكوادور وفنزويلا المجاورتين. والوصول إلى هذه المناطق صعب إذ ما زال طالبو اللجوء يتوافدون بأعداد كبيرة مما يعيق القدرة على تقديم الحماية والمساعدة بالشكل المناسب. وتستمر أعمال العنف والأنشطة الإجرامية التي تمارسها المجموعات المسلحة غير المشروعة في أميركا الوسطى والمكسيك بتعريض حياة السكان الذين تعنى بهم المفوضية لخطر كبير كما أنها تدفعهم إلى النزوح. ويؤثر تزايد كل من انعدام الأمن وأنشطة المنظمات الإجرامية المتعددة الجنسيات على الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية، ويطرح مخاطر إضافية على صعيد توفير الحماية. وما زال لكراهية الأجانب والتمييز ضد اللاجئين الكولومبيين والهايتيين وغيرهم من الأشخاص ممن هم موضع اهتمام المفوضية من الأصول الهايتية، تأثيراً ملحوظاً على الحماية، مما يبطئ أي تقدم على صعيد حشد الدعم للحقوق.

في منطقة البحر الكاريبي، تتطلب مساحة المنطقة الشاسعة، إلى جانب تعقيد تحركات الهجرة المختلطة عن طريق البحر، بذل جهود أكثر تنسيقاً بين البلدان والأراضي في المنطقة بهدف ضمان استفادة طالبي اللجوء واللاجئين من الحماية الدولية.

ما زالت مسألة انعدام الجنسية تشكل مشكلة كبيرة في منطقة البحر الكاريبي. ويتعين إيجاد حلول للأشخاص الذين لم تحدد جنسيتهم في جمهورية الدومينيكان. كذلك، تبقى مسألتا عدم المساواة بين الجنسين في منح الجنسية وعدم توفر الوثائق لإثبات الجنسية من المشاكل الشائعة في المنطقة شبه الإقليمية.

│المعلومات المالية│

بقيت الميزانية التشغيلية للمفوضية في الأمريكيتين مستقرة نوعاً ما في خلال الأعوام الخمسة الماضية. وتم تسجيل ارتفاع بسيط في العام 2014-2015 مع التركيز الجديد على مبادرة الحلول الإنتقالية لكولومبيا، ومبادرة الحلول الشاملة للإكوادور، والتحضيرات لمشاورات كارتاخينا +30.

تم تحديد قيمة ميزانية المنطقة للعام 2015 بـ 117.3 مليون دولار أميركي. وتعود الاحتياجات المتزايدة إلى متطلبات المبادرة الإقليمية الجديدة لحماية النازحين قسراً في أميركا الوسطى والمكسيك، ولتدابير المتابعة المرتقبة في خطة العمل التي يتعين اعتمادها في ديسمبر/كانون الأول 2014.

ميزانيات المفوضية لعام 2015 في الأمريكيتين (دولار أميركي)
2015				الميزانية المنقحة لعام 2014 (حتى 30 يونيو/حزيران 2014)	العملية
المجموع	مشاريع النازحين داخلياً الركن 4	برنامج عديمي الجنسية  الركن 2	برنامج اللاجئين الركن 1
أميركا الشمالية والبحر الكاريبي
1,683,956	0	53,216	1,630,741	2,042,060	كندا
20,300,000	0	8,971,004	11,328,996	18,385,198	المكتب الإقليمي في الولايات المتحدة الأمريكية [1]
21,983,956	0	9,024,219	12,959,737	20,427,258	المجموع الفرعي
أمريكا اللاتينية
4,769,073	0	73,035	4,696,038	4,304,636	المكتب الإقليمي في الأرجنتين [2]
7,098,857	0	185,717	6,913,141	8,197,880	البرازيل
31,649,996	30,360,765	0	1,289,231	30,540,097	كولومبيا
3,134,757	0	0	3,134,757	2,885,871	كوستاريكا
22,514,110	0	0	22,514,110	21,010,276	الإكوادور
4,088,576	0	0	4,088,576	2,943,463	المكسيك
10,179,561	0	551,975	9,627,586	8,429,731	المكتب الإقليمي في بنما [3]
10,950,134	0	0	10,950,134	10,950,133	فنزويلا (الجمهورية البوليفارية)
931,345	0	0	931,345	937,000	الأنشطة الإقليمية [4]
95,316,409	30,360,765	810,726	64,144,918	90,199,086	المجموع الفرعي
117,300,365	30,360,765	9,834,945	77,104,655	110,626,343	المجموع

المصدر:المفوضية النداء العالمي لعام 2015 – النسخة المحدثة