من فان هوفن غودهارت وصولاً إلى غراندي

منذ تأسيسها في العام 1950، تعاقب على رئاسة المفوضية 10 مفوضين ساميين، بدءاً من غيريت يان فان هوفن غودهارت، الصحافي والمحامي الهولندي، الذي توفي فجأة أثناء عمله في العام 1956. وقد تم الاعتراف بإنجازاته في سبيل خدمة اللاجئين في العام 1954، عندما حازت المفوضية على أول جائزة نوبل للسلام. وقد خلفه صحافي سابق آخر، هو السويسري أوغوست ليندت، والذي سرعان ما خضع لامتحان تمثل في تقديم المفوضية المساعدة لنحو 200,000 مجري كانوا قد فرّوا من بلادهم نتيجة للقمع السوفييتي للانتفاضة المجرية في العام 1956. وقد خلف ليندت مواطن سويسري آخر، فيليكس شنايدر، الذي سلّم بدوره الرئاسة إلى صدر الدين آغا خان الإيراني في العام 1965. أمضى آغا خان 12 عاماً في رئاسة المفوضية، وفاقت مدة ولايته بقية نظرائه؛ كما أنه كان موظفاً في المفوضية قبل توليه رئاستها.

أمّا المفوض السامي التالي، بول هارتلنغ، فكان الأول بين رؤساء الوزراء السابقين الثلاثة الذين تولوا قيادة المفوضية - فقد ترأس أيضاً كلّ من رود لوبرز والمفوض السامي الحالي، أنطونيو غوتيريس، حكومتي بلديهما، هولندا والبرتغال على التوالي. شهد عهد هارتلنغ، الذي استمر نحو ثماني سنوات، حركة من النزوح الجماعي في الهند الصينية وعمليات كبرى في منطقة القرن الإفريقي وأمريكا الوسطى، فضلاً عن اللاجئين الأفغان في آسيا. وحازت المفوضية في عهده على جائزة نوبل للمرة الثانية وذلك في العام 1981. ثم انتخب جان بيير هوكي، وهو مواطن سويسري آخر، مفوضاً سامياً للفترة 1986 - 1989، تلتها ولاية قصيرة برئاسة السياسي النرويجي ثورفالد ستولتنبرغ. وفي العام 1990، انتخبت ساداكو أوغاتا كأول مفوضة سامية للاجئين، وقادت المنظمة لمدة 10 سنوات. شهدت فترة ولايتها أزمات في البلقان ومنطقة البحيرات الكبرى وإعادة 360,000 لاجئ إلى كمبوديا. وقد خلفها في رئاسة المفوضية رود لوبرز ولاحقاً أنطونيو غوتيريس.