• حجم النص  | | |
  • English 

أسرة أرمنية تفر من سوريا لتلجأ إلى أرض الآباء والأجداد

قصص أخبارية, 13 أغسطس/ آب 2015

UNHCR/A. Hayrapetyan ©
هوفيغ أشجيان، لاجئ من حلب، سوريا، وصل وعائلته إلى أرمينيا في خريف عام 2012. وبفضل نظام الإعانة في الإيجار، يستطيعون تحمل كلفة شقة صغيرة في يريفان.

يريفان، 12 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- كانت حياة هوفيغ أشجيان وعائلته في حلب بسوريا سعيدة قبل الحرب. فقد عمِل صائغاً في مشغل يملكه، فيما كانت زوجته تمارا طاهية، وابنته ريتا البالغة من العمر 16 عاماً، طالبة في المدرسة.

ولكنْ، عندما انفجر الصراع وأرهق البلاد، أُجبر على الفرار مع عائلته- بعد أن كانوا يشكلون جزءاً من مجتمع أرمني-سوري قوي، قوامه 80,000 شخص.

يتذكر هوفيغ قائلاً: "لقد فقدت كل ما كنت أملك- بيتي وعملي وسيارتي. كل ما تعلقت به وكان عزيزاً اختفى في لحظة. كنا خائفين. لم نفكر بمكان آخر يمكننا أن نقصده إلا أرمينيا، أرض أجدادنا".

في خريف عام 2012، غادر هوفيغ وعائلته إلى أرمينيا. استغرقهم الوصول من المنزل إلى المطار ثلاث ساعات فيما لا تتطلب الطريق عادةً أكثر من 20 دقيقة. ويقول هوفيغ: "خشينا أن ننظر خلفنا، وبالكاد نجونا من القصف."

وجدوا الأمان وحياة جديدة في أرمينيا، لكنهم اضطروا إلى ترك كل ممتلكاتهم. يقول هوفيغ بحزن: "ما زالت ابنتي تأمل أن يكون الكتاب المقدس وأقراص الفيديو المدمجة التي تملكها قد بقيت على حالها وأن تكون محفوطة بأمان في زاوية غرفتها. لم تتقبل فكرة أن منزلنا دُمر بالكامل ولم يبقَ منه شيء".

وقد ساعدت المفوضية هوفيغ وعائلته في بدء حياة جديدة عبر شركائها من المنظمات غير الحكومية، ومنها "بعثة أرمينيا" وجمعية الصليب الأحمر الأرمني والمؤسسة الإنسانية السويسرية "كاسا". وبفضل نظام الإعانة في الإيجار، يستطيعون تحمل كلفة شقة صغيرة في يريفان، عاصمة أرمينيا.

استفاد هوفيغ كذلك من مشاريع التدريب المهني وتوليد الدخل، واستخدم مهاراته لتأسيس مشروع جديد في تجارة المجوهرات في أرمينيا. يضيف قائلاً: "أذكر أنني كنت أصل الليل بالنهار لصنع قطعة مجوهرات. كنت متوتراً، وتساءلت إن كان بمقدوري أن أبيع أياً منها. ولكن، ومن خلال التواصل اجتماعياً مع الناس والاستماع إليهم وإدراك ما يفضلون وتخفيض الأسعار وتنفيذ طلبات خاصة، جذب عملي تدريجياً اهتمام الناس، وصار كثر منهم اليوم زبائني الدائمين".

ووجدت زوجة هوفيغ أيضاً عملاً جديداً اليوم، وقُبلت ابنتهما في الجامعة، حتى أن إحدى قطع مجوهراته التقليدية حازت على جائزة في أحد المعارض.

أخيراً، وبعد نجاتهم من الحرب، يبدو أن حياتهم عادت إلى مسارها الصحيح. يقول هوفيغ مبتسماً: "أنا فخور حالياً لأنني أكسب دخلاً صغيراً ولكنه ثابت. أشكر الله على نعمته لأنه وهبني أن أكون صائغاً. يساعدني ذلك على كسب لقمة العيش المتواضعة وتربية ابنتي في أرمينيا". وكونه سورياً- أرمنياً، يعرف هوفيغ أهمية عمل المفوضية. ففي أوائل القرن العشرين، ازداد عدد السكان الأرمن في حلب بشكل كبير مع تدفق حوالي 150,000 لاجئ أرمني بعد عام 1915.

وتميز المجتمع الأرمني بحرفييه وصائغيه وصناعهيه الماهرين ورجال الأعمال، وساهم بشكل كبير في تطور سوريا وازدهارها.

وعلى الرغم من تمكن هوفيغ وآخرين من تحقيق بعض النجاح، فليس سهلاً على اللاجئين السوريين التغلب على الصعوبات التي يواجهونها في الاندماج. فالاحتياجات على صعيد الرعاية الصحية وقضايا الإسكان والنقص في الوظائف الجيدة الأجر وبيئة العمل القاسية والحواجز اللغوية والثقافية والبيئة غير المألوفة ما بعد الاتحاد السوفياتي، تُعدّ قيوداً هائلة تواجه معظم الأسر السورية في أرمينيا.

يقول هوفيغ "يدين الأرمن-السوريون بالكثير لصديق عظيم لجميع الأرمن؛ فريدجوف نانسن. تمكن أجدادنا من النجاة بفضل جوازات سفر نانسن التي فتحت لهم الأبواب أمام حياة جديدة في أرض جديدة، سوريا. لذلك، يجب أن نعتز باسمه ونواصل عيش حياة كريمة في أرض أجدادنا هذه المرة، أرمينيا".

وأضاف: "الأرمن-السوريون الذين شعروا بالاندماج الكامل في سوريا اضطروا إلى الفرار مجدداً، ولكن هذه المرة إلى أرمينيا، أرض أجدادهم. لكنّ هذا اللجوء يساهم أيضاً في تطوير المجتمع والاقتصاد في أرمينيا على اعتبار أننا كسوريين جلبنا معنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من القيم والمهارات".

منذ بداية النزاع في سوريا، وصل إلى أرمينيا 17,000 مواطن سوري ذي خلفية عرقية أرمنية في المقام الأول، وبقي منهم حوالي 13,000 شخص نازح حتى يوليو/تموز 2015.

وتقدّم الحكومة لمساعدتهم التجنيس المبسط وإجراءات اللجوء المسرعة وتصاريح الإقامة القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل المسهلة.

إضافةً إلى ذلك، تعمل المفوضية، وعبر الشركاء من المنظمات غير الحكومية، على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للأسر السورية النازحة، بتقديم مجموعة واسعة من مشاريع المساعدة والإدماج في حالات الطوارئ.

بقلم أناهيد هايرابتيان، المفوضية يريفان، أرمينيا.

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

الأحداث والمناسبات

شاركوا في الحدث السنوي الهام، أو رشحوا شخصاً ما للحصول على جائزة نانسن.

الفائزة للعام 2010: ألكساندرا فازينا

حصلت المصورة الصحافية على الجائزة تقديراً لتوثيقها المؤثر لحياة النازحين من جرّاء الصراعات.

العودة الطوعية إلى الوطن

تعمل المفوضية مع بلدان المنشأ والبلدان المضيفة لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم.

فريدجوف نانسن

رجل الإنجازات وصاحب رؤية

سوريا، الحالة الطارئة: نداء عاجل

يمكنكم المساعدة في إنقاذ حياة الآلاف من اللاجئين

تبرعوا لهذه الأزمة

جائزة نانسن للاجئ

جائزة نانسن للاجئ

تُمنح هذه الجائزة إلى أفراد أو منظمات، تقديراً لخدماتهم المتميزة في سبيل دعم قضايا اللاجئين.

دعم أنشطة المفوضية

شاركوا في الحدث السنوي الهام، أو رشحوا شخصاً ما للحصول على جائزة نانسن.

جهان، قصة عائلة سورية كفيفة تشق طريقها إلى أوروبا

كملايين آخرين، أرادت جهان، البالغة من العمر 34 عاماً، المخاطرة بكل شيء للفرار من سوريا التي مزقتها الحرب وإيجاد الأمان لها ولعائلتها. وخلافاً لكثيرين، فإن جهان امرأة كفيفة.

منذ تسعة أشهر، فرت من دمشق مع زوجها أشرف، 35 عاماً، والذي يفقد بصره هو الآخر. شقا طريقها إلى تركيا مع ابنيهما على متن قارب انطلق في البحر المتوسط، إلى جانب 40 شخص آخر. كان يأملان في أن تستغرق الرحلة ثماني ساعات، ولم يكن ثمة من ضمانة لوصولهم أحياء.

وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر دامت 45 ساعة وصلت العائلة أخيراً إلى جزيرة يونانية في بحر إيجه، تدعى جزيرة ميلوس- وهي تبعد أميالاً عن المسار المخطط له. تعين عليهم العثور على طريقهم إلى أثينا دون دعم أو مساعدة.

احتجزتهم الشرطة لأربعة أيام عند وصولهم. وتم تحذيرهم للبقاء خارج أثينا وخارج ثلاثة مدن يونانية أخرى، لتتقطع بهم السبل.

معدمون ومتعبون، اضطر أفراد العائلة للانفصال عن بعضهم البعض - فأكمل أشرف الرحلة شمالاً بحثاً عن اللجوء، فيما اصطحبت جهان ابنيهما إلى لافريون، وهو تجمع غير نظامي على بعد ساعة تقريباً في السيارة من العاصمة اليونانية.

وتنتظر جهان اليوم لم شملها مع زوجها الذي حصل على اللجوء في الدنمارك. الغرفة التي تعيش فيها مع ولديها، أحمد، 5 سنوات، ومحمد، 7 سنوات، صغيرة جداً، وهي قلقة بشأن تعليمهما. وفي حال عدم خضوعها عاجلاً لعملية زرع قرنية معقدة، ستبقى عينها اليسرى مغمضة إلى الأبد.

تقول جهان بحزن: "جئنا إلى هنا لنعيش حياة أفضل ولنجد أشخاصاً قد يتفهمون وضعنا بشكل أفضل؛ أنا أستاء جداً عندما أرى أنهم قليلاً ما يتفهمون."

جهان، قصة عائلة سورية كفيفة تشق طريقها إلى أوروبا

اللاجئون السوريون في لبنان

في الوقت الذي يزداد فيه القلق إزاء محنة مئات الآلاف من المهجرين السوريين، بما في ذلك أكثر من 200,000 لاجئ، يعمل موظفو المفوضية على مدار الساعة من أجل تقديم المساعدة الحيوية في البلدان المجاورة. وعلى الصعيد السياسي، قام المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس يوم الخميس (30 أغسطس/آب) بإلقاء كلمة خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا.

وقد عبرت أعداد كبيرة إلى لبنان هرباً من العنف في سوريا. وبحلول نهاية أغسطس/آب، أقدم أكثر من 53,000 لاجئ سوري في لبنان على التسجيل أو تلقوا مواعيد للتسجيل لدى المفوضية. وقد استأنفت المفوضية عملياتها الخاصة باللاجئين السوريين في طرابلس وسهل البقاع في 28 أغسطس/آب بعد أن توقفت لفترة وجيزة بسبب انعدام الأمن.

ويقيم العديد من اللاجئين مع عائلات مضيفة في بعض أفقر المناطق في لبنان أو في المباني العامة، بما في ذلك المدارس. ويعتبر ذلك أحد مصادر القلق بالنسبة للمفوضية مع بدء السنة الدراسية الجديدة. وتقوم المفوضية على وجه الاستعجال بالبحث عن مأوى بديل. الغالبية العظمى من الاشخاص الذين يبحثون عن الأمان في لبنان هم من حمص وحلب ودرعا وأكثر من نصفهم تتراوح أعمارهم ما دون سن 18 عاماً. ومع استمرار الصراع في سوريا، لا يزال وضع اللاجئين السوريين في لبنان غير مستقر.

اللاجئون السوريون في لبنان

نازحون داخل سوريا: المفوضية وموظفوها يمدون يد العون للمحتاجين

ما يزال العنف داخل سوريا يجبر الناس على ترك منازلهم، وينشد بعض هؤلاء الناس المأوى في بقع أخرى من البلاد في حين يخاطر البعض الآخر بعبور الحدود إلى البلدان المجاورة. وتقدر الأمم المتحدة عدد الأشخاص ممن هم بحاجة للمساعدة في سوريا بـ 4 ملايين شخص، بما في ذلك نحو مليوني شخص يُعتقد أنهم من النازحين داخلياً.

وعلى الرغم من انعدام الأمن، يستمر موظفو المفوضية والبالغ عددهم 350 موظفاً في العمل داخل سوريا، ويواصلون توزيع المساعدات الحيوية في مدن دمشق وحلب والحسكة وحمص. وبفضل عملهم وتفانيهم، تلقَّى أكثر من 350,000 شخص مواد غير غذائية مثل البطانيات وأدوات المطبخ والفُرُش.

وتعد هذه المساعدات أساسية لمن يفرون من منازلهم إذ أنه في كثير من الأحيان لا يتوفر لديهم إلا ما حزموه من ملابس على ظهورهم. كما أُعطيت المساعدات النقدية لأكثر من 10,600 من الأسر السورية الضعيفة.

نازحون داخل سوريا: المفوضية وموظفوها يمدون يد العون للمحتاجين

إيطاليا: أغنية مايا Play video

إيطاليا: أغنية مايا

نواف وزوجته وأولاده معتادون على البحر، فقد كانوا يعيشون بالقرب منه وكان نواف صياد سمك في سوريا، إلا أنهم لم يتصوروا قط أنهم سيصعدون على متن قارب يخرجهم من سوريا دون عودة. كان نواف ملاحقاً ليتم احتجازه لفترة قصيرة وإخضاعه للتعذيب. وعندما أُطلق سراحه، فقد البصر في إحدى عينيه
اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الأردن: زواج عبر الواتساب Play video

الأردن: زواج عبر الواتساب

"استغرق الأمر مني أياماً لإقناعها بإرسال صورة لي... كانت خطوط الاتصال بطيئة، لكنها كانت أبطأ منها!" - مينيار