الشرط الأساسي لحل أي مشكلة هو فهمها؛ وبالتالي فإن تحديد حالات انعدام الجنسية يتخطى مجرد الحصول على إحصاءات عن الأشخاص عديمي الجنسية. وتعتبر معرفة أسباب انعدام الجنسية وخصائص السكان والمشاكل التي يواجهونها من أنواع القضايا التي يتعين على كل من المفوضية وشركائها دراستها من أجل صياغة استراتيجية للاستجابة.

وفي عدد كبير من الدول، يصعب فهم وضع الأشخاص عديمي الجنسية نظراً لأنهم يعيشون على هامش المجتمع ولأنهم لا يملكون أية أوراق ثبوتية. وللتمكن من جمع معلومات إحصائية أساسية، لا تكتفي المفوضية بالتعاون مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة إنما تقدم الدعم أيضاً لأنشطة مثل الإحصاءات السكانية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المفوضية على تحليل التشريعات بهدف تحديد الثغرات التي أدت إلى انعدام الجنسية، وإجراء أبحاث حول وضع الأشخاص عديمي الجنسية. وفي حين أن هذه الأبحاث مهمة للتمكن من فهم المشكلة بشكل أساسي إلا أنه لا يكون لها أية أهمية إذا تعذر الحصول على المعلومات من المصدر مباشرة. وعند الإمكان، تقوم المفوضية بإجراء مقابلات مع أشخاص عديمي الجنسية للاطلاع على وضعهم ورأيهم في ما يتعلق بالحلول. ونحن نحاول أيضاً تحديد مساهمين آخرين والعمل معهم بما في ذلك المؤسسات والخبراء الذين لهم تأثير في هذا المجال.

وترتبط عملية تحديد الحالات مباشرة بمنع حالات انعدام الجنسية (عند تحديد الثغرات في التشريعات)، وخفض حالات انعدام الجنسية (عند السعي لإيجاد فرص للحلول) والحماية (لدى التحدث إلى الأشخاص عديمي الجنسية حول حياتهم اليومية والمشاكل التي يواجهونها على صعيد حقوق الإنسان).