"خلية فصل الشتاء" تستجيب في مواجهة البرد القارس الذي يهدد اللاجئين

قصص أخبارية, 25 يناير/ كانون الثاني 2016

UNHCR/S.Hopper ©
في الطابق السفلي من المقر الرئيسي للمفوضية في جنيف، تقوم خلية فصل الشتاء الجديدة بتوقع المكان حيث قد يعيق الطقس القاسي تحرك مئات اللاجئين.

جنيف، 22 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) أُطلق عليها اسم "خلية فصل الشتاء". إنها غرفة صغيرة للمؤتمرات تقع في المقر الرئيسي للمفوضية في جنيف. لا نوافذ في هذه الغرفة بل أجهزة كومبيوتر وجدران مليئة بالشاشات والخرائط مع أرقام مكتوبة بخط اليد تتغير باستمرار.

كانت تُعرف سابقاً باسم "خلية العمليات في فصل الشتاء" وهي عبارة عن فريق صغير مؤلف من ستة أشخاص يشاركون في أصعب المهمات وهي: توقع الأحوال الجوية.

هنا يتم تحديد الاتجاهات والمشاكل وتوقع العقبات مع احتمال تعرض أوروبا والشرق الأوسط لموجة صقيع قاتلة.

وصرّح رئيس خلية فصل الشتاء، كريس إيرني قائلاً: "إننا نستعد للتخفيف من آثار فصل الشتاء، ونحن نبحث في نتائج العوامل الجوية الشتوية وندرس الأوضاع القائمة والتي قد يضاعف فصل الشتاء أثرها".

وتعمل الوحدة بتعاون وثيق مع خبراء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة ودائرة الأرصاد الجوية في جنوب أوروبا وشرقها على تقييم أثر الطقس على المجموعة الواسعة من عمليات الاستجابة الفورية وإجراءات التخطيط والتخفيف على المدى الطويل.

وفي هذا الإطار، هنالك الكثير من المتغيرات المؤثرة، وبخاصةٍ لأن عمليات الخلية تغطي منطقةً تمتد من الدائرة القطبية إلى بحر إيجة، مما يفرض تحدياتٍ استراتيجيةً وعملياتيةً وتكتيكيةً فريدة على صناع القرارات الاستراتيجية، والأشخاص الذين يقدمون المساعدة الإنسانية بشكل مباشر.

ومثلما يؤثر الطقس على كل ما نفعله في حياتنا الشخصية، فهو يلعب أيضاً دوراً في كافة جوانب العمليات الإنسانية، ويتعين على خلية العمليات الاستفادة من مجموعة واسعة من معلومات الأرصاد الجوية لتحديد الفوائد التي يمكن تحقيقها في عمليات المفوضية في جنوب شرق أوروبا.

وأوضح مكتب الأرصاد الجوية في بيان قائلاً: "يعتبر ذلك تحدياً كبيراً، لكن يمكن مواجهته حالياً من خلال وكالات الأرصاد الجوية الكثيرة التي، وبدعم من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تتجه حالياً إلى ما يعرف بالتوقع القائم على الأثر. ويعتبر ذلك رؤية للابتعاد عن النهج التقليدي الوصفي لحالة الطقس اليومية نحو خدمة قائمة بشكل أكبر على متطلبات المستخدم، وتنظر في تأثيرات الطقس على منطقة عمليات مستخدمٍ ما، وذلك لتقديم المزيد من الخدمات القائمة على الاحتياجات الخاصة للمستخدم والتي تحمل بالتالي فائدةً أكبر له".

ومن المرجّح أن يواجه هذا النهج بعض الاختبارات الصعبة في أواخر يناير/كانون الثاني، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض درجات الحرارة إلى دون معدلاتها الطبيعية لتصل إلى 5 درجات و15 درجة مئوية تحت الصفر، ويصاحبها تساقط ثلوج كثيف في جنوب شبه جزيرة البلقان وشرقها وتركيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وفي هذه المناطق الواسعة ملايين اللاجئين معظمهم من سوريا والعراق الذين يعيشون في المخيمات، وآلاف الأشخاص الآخرين الذين يتنقلون إما سيراً على الأقدام أو في قوارب هشة ومفتوحة.

وأضاف إيرني: "مكتب الأرصاد الجوية هو شريك رائع سواء من حيث نوعية العمل الذي يقدمه موظفوه ونتائجه ومن حيث سرعة استجابته".

ويراقب الفريق أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي وينسق مع أحد العاملين في وحدة المعلومات في وكالة الهجرة السويدية لمواكبة أحدث تحركات اللاجئين. فمعرفة مكان اللاجئين في وقت معين يعتبر أمراً ضرورياً للاستعداد، إذ أن هبوب عاصفة ثلجية بشكل مفاجئ على الحدود المزدحمة دون الحصول على الدعم الكافي من الموارد قد يحمل نتائج وخيمة.

ويعد تحليل التفاعل بين كل هذه المتغيرات من الممارسات المنقذة للحياة مع ازدياد سوء الأحوال الجوية وتحديد المفوضية لأفضل الأماكن لنشر مواردها.

وقال إيرني: "نحن نضع مجموعة من السناريوهات لأوضاعٍ مختلفة تتمحور حول اللاجئين ونقوم بتطبيقها". واعتماداً على تقييم المخاطر الذي يُحتسب بالمقارنة بين التبعات والاحتمالات يهدف الفريق إلى إرسال توصيات محددة أو معلومات إما مباشرةً إلى مكاتب البلدان أو بشكل عام في تقاريره اليومية عن الوضع التي يمكن إيجادها في بوابة البيانات التابعة للمفوضية.

وتُنفذ غالبية العمليات بشكلٍ فوري ويسهم تدفق المعلومات في إطلاع مكتب الأرصاد الجوية والمسؤولين الميدانيين في المفوضية ومصلحة الهجرة السويدية، فتتغير الأرقام على تلك الخرائط المعلّقة على الجدران الخالية من النوافذ داخل مقر خلية فصل الشتاء، لتعكس الوضع الميداني. وبعض هذه الخرائط مصممة تصميماً خاصاً كتلك التي تظهر الطرقات التي يتخذها اللاجئون نحو الشمال والمعلقة على جانب الباب والتي يقول إيرني بأن الفريق يعتبرها مشابهة لخريطة المواصلات في لندن.

وتقع مهمة توفير هذه البيانات للعامة على عاتق جايمس ليون-دوفور وهو المسؤول عن إدارة المعلومات في الفريق.

كمهندس، يحاول ليون دوفور جمع كافة هذه البيانات و"تقديمها بطريقة واضحة". وهو يساعد على تصميم طريقة تقديم المعلومات وتصوير الطرق والتجمعات السكانية والوضع على الحدود على شبكة الإنترنت.

كخبير في تصميم المخيمات، هو أحد المهندسين الاثنين اللذين ينتميان إلى الفريق المؤلف من أشخاص بتخصصات متعددة. لروكساندرا بوجور خمسة أعوام من الخبرة في إدارة المخيمات في الميدان، وهي من يدير المواقع الـ70 في أنحاء أوروبا حيث يتركز اللاجئون ومن يتأكد من توفير المساعدات وتسليمها هناك.

وقالت بوجور بأن الشتاء يجعل التنقل عبر الحدود وداخل البلدان أكثر صعوبةً، وفي بعض الأحيان مستحيلاً. ويتماشى التمكن من توفير المواد اللازمة لتخطي العقبات التي تعيق التنقل، مع جهود حشد الدعم وتقديم المساعدة لضمان أن جميع البلدان جاهزة لرعاية الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل.

وكالآخرين، بوجور متحمسة للعمل الذي يقوم به الفريق. فقد تم إنشاء الخلية وإطلاق عملها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول فقط، إلا أن عملها كان له أثر مهم.

وقالت بوجور: "في بعض الأحيان، كان العمل متعباً لا سيما في البداية، ولكننا ضيّقنا تحليلنا وحددنا بعض العوامل الرئيسية التي تساهم في التغييرات".

تود المفوضية أن تشكر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة ودائرة الأرصاد الجوية في جنوب أوروبا وشرقها على المساعدة والدعم المقدمين لعمليات خلية العمليات في فصل الشتاء التابعة للمفوضية.

بقلم عمر كرميدز، جنيف

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

جائزة نانسن للاجئ لعام 2011

في حفل تقديم جائزة نانسن للاجئ لهذا العام في جنيف، أشادت المفوضية بالممثلة الأمريكية أنجلينا جولي وبجمعية التكافل الاجتماعي اليمنية، الفائزة بجائزة هذا العام نظراً لعملها البارز من أجل اللاجئين على مدى عدة سنوات.

وتم تكريم جولي لإتمامها عشرة سنوات سفيرةً للنوايا الحسنة للمفوضية. وقد انضمت الممثلة الأمريكية للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في تقديم جائزة نانسن إلى السيد ناصر سالم علي الحميري نظرًا لعمل منظمته غير الحكومية في إنقاذ الحياة وتقديم المساعدة لعشرات الآلاف من لاجئي القوارب البائسين الذين يصلون إلى ساحل اليمن قادمين من القرن الإفريقي.

وقد أُنشِئت جائزة نانسن للاجئين في عام 1954 تكريمًا لفريدجوف نانسن، المستكشف والعالم والدبلوماسي والسياسي النرويجي الأسطورة الذي أصبح في العشرينات من القرن الماضي المفوض السامي الأول لشؤون اللاجئين. وتُمنح هذه الجائزة سنوياً إلى فرد أو منظمة نظير العمل البارز لصالح اللاجئين وتتكون من ميدالية تذكارية وجائزة تبلغ قيمتها 100,000 دولار أمريكي مقدمة من حكومتي سويسرا والنرويج.

جائزة نانسن للاجئ لعام 2011

جمعية التكافل الإنساني اليمنية تفوز بجائزة نانسن للاجئ لعام 2011

فاز مؤسس جمعية التكافل الإنساني، وهي منظمة إنسانية في اليمن، والعاملون فيها بجائزة نانسن للاجئ لعام 2011 نظير عملهم في مساعدة وإنقاذ اللاجئين والمهاجرين الذين يجازفون بحياتهم خلال رحلاتهم البحرية المحفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن قادمين من القرن الإفريقي.

شاهدوا هذه الصور الخاصة بعمل هذه المجموعة التي تنقذ حياة الكثيرين وهي تطوف شواطئ جنوب اليمن بحثاً عن وافدين جدد وتقدم الغذاء والمأوى والرعاية الطبية لمن يبقون على قيد الحياة بعد القيام بتلك الرحلة الخطرة.

جمعية التكافل الإنساني اليمنية تفوز بجائزة نانسن للاجئ لعام 2011